وصية علي بن ابي طالب لابنائه
هو
علي بن ابي طالب
-رضي الله عنه- من أشرف رجال قريش ، و ابن عم الرسول صل الله عليه وسلم ، و رابع الخلفاء الراشدين ، و قد اشتهر بالعدل و الحكمة .
نبذة عن علي بن ابي طالب
هو علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ،و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، ولد قبل البعثة بعشر سنوات ، تزوج علي ن أبي طالب رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنجبت له الحسن خامس الخلفاء ، و
الحسين
، وهما سيدا شباب أهل الجنة .
بعد أن استشهد
عثمان ابن عفان
تمت مبايعة علي بن ابي طالب ليكون خليفة المسلمين ، و حينها وقف على المنبر ليلقي أول خطبة له ، و مما جاء بها قوله : “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق ، لا يحل لمسلم أذى مسلم إلا بما يجب ،بادروا أمر العامة ، وخاصة أحدكم الموت ، فإن الناس امامكم ، و إنما خلفكم الساعة تحدو بكم”.
الوصية التي قدمها علي بن ابي طالب لأبنائه
– عندما أحس علي بن ابي طالب بأن أجله قد اقترب ، جمع ولديه الحسن و الحسين ، و أهل بيته و بدأ يلقي عليهم وصيته ، و قد كانت الوصية تحثهم على التمسك بعباده الله وحده لاشريك له ، و السير على ما جاء به النبي محمد صل الله عليه وسلم ، و التمسك بالأخلاق الحميدة و قيم الإسلام السمحة ، مثل :
الصلاة
، و الزكاة ، و كظم الغيظ ، و صلة الرحم ، و الأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر .
– و جاء نص الوصية قائلًا : ” إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين ، أوصيك يا حسن و جميع ولدي و أهل بيتي و من بلغه كتابي هذا بتقوى الله ربنا و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ، و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ، فإني سمعت رسول الله يقول : إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام .
– و إن المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب ، لله في
الأيتام
فلا تغبوا أفواههم بجفوتكم ، و الله الله في جيرانكم فإنها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم .
– والله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم ، و الله الله في الصلاة فإنها عماد دينكم ، و الله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم ، فانه إن ترك لم تناظروا و إنه إن خلا منكم لم تنظروا ، و الله الله في
صيام شهر رمضان
فإنه جنة من النار ، و الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم و انفسكم ، و الله الله في زكاة أموالكم فإنها تطفئ غضب ربكم .
– والله الله في أمة نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم ، و الله الله في أصحاب نبيكم فإن رسول الله صلى الله عليه و آله أوصى بهم ، و الله الله في الفقراء و المساكين فأشركوهم في معايشكم ، و الله الله فيما ملكت ايمانكم فإنها كانت آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : أوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم ، ثم قال الصلاة الصلاة ، لا تخافوا في الله لومة لائم فانه يكفكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء قولوا للناس حسنا كما أمركم الله .
– و لا تتركوا
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
، فيولي الامر عنكم وتدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم بالتواضع و التباذل و التبار ، و إياكم و التقاطع و التفرق و التدابر ، “و تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب” ، حفظكم الله من أهل بيت ، و حفظ فيكم نبيه استودعكم الله خير مستودع و أقرأ عليكم سلام الله ورحمته .