خطب عمر بن الخطاب

هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب “رضي الله عنه وارضاه” ، و ثاني الخلفاء الراشدين ، و قد عُرف بالحكمة و القوة و العدل .


نبذة عن عمر بن الخطاب

– هو

عمر بن الخطاب

بن نفيل القرشي العدوي الملقب بأبي حفص ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ، و قبل ثلاثين عام من بعثة الرسول صل الله عليه وسلم ، و يعد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أحد أعلام الإسلام الكبار .

– و قد كان لإسلامه أثر واضح في كثير من مجالات الحياة الإسلامية ؛ فقد أسلم مبكراً و هاجر إلى

المدينة المنورة

، و له مواقف عظيمة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ، و اشتهر عمر بن الخطاب بالعدل و الحكمة ، فقد كان خير خليفة لابي بكر الصديق .


أشهر خطب الفاروق عمر بن الخطاب

– يوم السقيفة وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قبل أن يخطب

ابو بكر الصديق

، رضي الله عنه، خطبة البيعة ، و قال : “وإنَّ الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسولَ اللهِ؛ فإنِ اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ، وإنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم، صاحبِ رسولِ اللهِ، وثاني اثنَين إذ هما في الغارِ؛ فقوموا فبايِعوه” .

– و بعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة ، صعد على المنبر و قال : “اللهمّ إنّي شديد فلينّي، وإنّي ضعيف فقوّني، وإنّي بخيل فسخّني” ، و قيل أنه عندما هم بالجلوس مكان أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- على المنبر ، تذكر فضل الصديق ؛ فنزل درجة تواضعاً ، ثم حمد الله وأثنى عليه وقال: “اقرءوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنّه لم يبلغ حقّ ذي حقّ أن يطاع في معصية الله، ألا وإنّي أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم، إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف” .

– و قد أشار البعض أن يوم تولي عمر بن الخطاب الخلافة قال : “إن الله ابتلاكم بي ، و ابتلاني بكم بعد صاحبي ، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ، و لا يتغيب عني فآلو فيه عن أهل الجزء -يعني الكفاية- و

الأمانة

، و الله لئن أحسنوا لأحسنن إليهم ، و لئن أساؤوا لأنكلن بهم ” .

– و في الجابية ، و قف عمر بن الخطاب و كان خطيبًا في المسلمين ، و قال : ” استوصوا بأصحابي خيراً ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب حتى إنّ الرّجل ليبتدىءُ بالشهادة قبل أنْ يُسألها، فمن أراد منكم بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة؛ فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بامرأةٍ فإنّ الشيطان ثالثهما، ومن سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن” .

– و مما جاء في خطبة يوم توليه الخلافة أيضًا أنه قال : ” يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّا إنَّما كنَّا نعرِفُكم إذ بيْن ظهرَيْنا النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وإذ يُنزِلُ اللهُ الوحيَ وإذ ينبِّئُنا اللهُ من أخبارِكم، ألا وإنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قد انطلق وانقطع الوحيُ، وإنَّما نعرِفُكم بما نقولُ لكم، من أظهر منكم خيراً ظنَّنا به خيراً وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرّاً ظنَّنا به شرّاً وأبغضناه عليه، سرائرُكم بينكم وبين ربِّكم عزَّ وجلَّ “.

– و قوله : ” ألا إنِّي واللهِ ما أُرسلُ عُمَّالي إليكم ليضربوا أبشارَكم ولا ليأخذوا أموالَكم، ولكن أُرسِلُهم إليكم ليعلِّمُوكم دينَكم وسننَكم، فمن فُعِل به شيءٌ سوَى ذلك فليرفعْه إليَّ، فواللهِ الَّذي نفسي بيدِه إذاً لأقِصَّنَّه فيه” .

– و جاء في قوله عن صلة الأرحام و الأنساب : ” تَعَلَّمُوا أنْسابَكُمْ ثُمَّ صِلوا أَرْحامَكُمْ واللهِ إنَّهُ لَيكونُ بين الرجلِ وبينَ أَخِيهِ الشَّيْءُ ولَوْ يَعْلَمُ الذي بينَهُ وبينَهُ من داخلِ الرَّحِمِ لأوْزَعَهُ ذلكَ عَنِ انْتِهاكِهِ” .

– و قوله : ” ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من إنسان شرا وانت تجد لها في

الخير

محملا ، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء

الظن

به ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده وعليك باخوان الصدق تعش في أكنافهم ، فانهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء” .

– و قوله : ” وعليك بالصدق وإن قتلك ، ولا تعرض فيما لا يعنيك ، ولا تسأل عما لم يكن ، فإن فيما كان شغلا عما لم يكن ، ولا تطلبن حاجتك الى من لا يحب نجاحها لك ، ولا تهادن بالحلف الكاذب فيهلكك الله ولا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم ، واعتزل عدوك واحذر صديقك الا الامين “.