فوائد البروبيوتيك لعلاج الإمساك
البروبيوتيك، والبكتيريا المفيدة الموجودة في الأطعمة الغنية به مثل الزبادي وغيره من الأطعمة المستزرعة، توصف منذ فترة طويلة لقدرتها على تخفيف المشاكل الهضمية، فمخازن الأدوية والصيدليات تتميز بالعديد من المكملات الغذائية المختلفة التي تحتوي على
البروبيوتيك
، وربما يكون أقوى دليل على البروبيوتيك هو علاج الإسهال الناجم عن عدوى فيروسية أو عن تناول مضادات حيوية، فكل من العدوى والمضادات الحيوية تعطل التوازن الطبيعي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، والتي يمكن أن تساعد في استعادة البروبيوتيك، لكن المشكلة المعاكسة – الإمساك – أكثر شيوعًا من الإسهال، وهو يصيب حوالي 14 % من البالغين، ويمثل حوالي 3.2 مليون زيارة طبية في الولايات المتحدة كل عام، وإنفاق ما يقرب من ثلاثة أرباع مليار دولار كل عام، بسبب هذه المشكلة .
الإمساك
تختلف عادات الأمعاء – بعض الناس لديهم حركة الأمعاء ” التغوط ” كل يوم، بينما يقوم الآخرون بالتغوط مرة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، وفي حين أن تعريف ” طبيعي ” يختلف قليلاً بين الأفراد، يميل المهنيون الطبيون إلى الاتفاق على أن حركة الأمعاء اليومية، هي الأفضل للحفاظ على الجسم خالياً من النفايات والمنتجات الثانوية السامة، ويعتقد العلماء الآن أن استخدام البكتيريا المفيدة، والمعروفة باسم البروبيوتيك، يمكن أن يساعد في منع وعلاج وإدارة حركات الأمعاء غير المنتظمة، والأعراض الأخرى للإمساك .
قد يقوم الطبيب بتشخيص شخص ما بأنه يعاني من
الإمساك
، إذا كان لدى المريض ثلاث مرات أو أقل من التغوط أسبوعيًا، أو يعاني من البراز الجاف والصلب والمؤلم، وقد يسبب الإمساك أيضًا ألمًا في البطن أو انتفاخًا، ويتضمن منع الإمساك وعلاجه تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، والأدوية و
المكملات الغذائية
، إن تناول غذاء غني بالألياف، يحتوي على الفواكه والخضراوات والبقوليات، يمكن أن يساعد في الوقاية من أعراض الإمساك وإدارتها، ويمكن لمسهلات وملينات البراز والأدوية الأخرى، أن تحسن حركة الجهاز الهضمي لمعالجة الإمساك، ولكنها غالبًا ما تأتي بآثار جانبية غير مرغوب فيها .
علاج الإمساك بالبروبيوتيك
معظم العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية للإمساك، مثل المسهلات وملينات البراز، ليست جميعها مفيدة، ويكون نصف المستخدمين تقريبًا راضين عن نتائج هذه المنتجات، بينما يشير النصف الآخر إلى عدم الفعالية أو مشكلات أخرى، فهل تعمل البروبيوتيك ضد الإمساك ؟ اجتذب الباحثون في كلية كينغز في لندن الدراسات الطبية، ووجدوا 14 دراسة استوفت معاييرهم لإجراء دراسة جيدة، كانت جميع التجارب السريرية التي تم تعيينها عشوائيا للناس الذين يعانون مع الإمساك، لاتخاذ إما البروبيوتيك أو عقار وهمي ( أو غيرها من علاجات السيطرة ) .
ومن خلال تجميع نتائج التجارب، وجد الباحثون أن البروبيوتيك في المتوسط قد أبطأ ” وقت عبور القناة الهضمية ” بمقدار 12.4 ساعة، وزاد عدد حركات الأمعاء الأسبوعية بمقدار 1.3، وساعد في تخفيف البراز، مما جعله أسهل في المرور، ويبدو أن البروبيوتيك التي تحتوي على Bifidobacterium هي الأكثر فعالية، وقد نشرت الدراسة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، لكن لا يوجد حتى الآن ما يكفي من الأدلة للتوصية به لمرضى الإمساك، كما يقول الدكتور ألان ووكر، مدير قسم التغذية في كلية هارفارد الطبية وخبير ذو شهرة عالمية في مجال البروبيوتيك، الذي قال أن لكل من الدراسات الصغيرة في التقرير الجديد تصميمات مختلفة ونتائج متنوعة على نطاق واسع، مما يجعل من الصعب جمع توصية محددة .
وقال ووكر : ” أنا شخصياً أعتقد أن البروبيوتيك قد يكون مفيداً جداً في المستقبل، كطريقة للتعامل مع الإمساك والمشاكل الصحية الأخرى “، وهو يتفق مع استنتاج الدراسة : ما نحتاجه هو تجربة كبيرة متعددة المراكز، مع نتائج موحدة لتحديد أي أنواع الكائنات الحية المجهرية والسلالة الأكثر فاعلية، وإلى أي مدى يجب اتخاذها، وإلى متى، وإلى أن يحدث ذلك، ربما يكون التجريب رهانًا آمنًا، حيث لا يبدو أن البروبيوتيك له أي آثار جانبية، وهو يعتبر بشكل عام آمن، ولكن يجب وضع في الاعتبار أن المكملات الغذائية مثل البروبيوتيك لا تختبرها إدارة الدواء والغذاء مثل الأدوية، وقد ترغب في التشاور مع طبيب، مثل اختصاصي تغذية مسجل، لأنه يكون على دراية بالبروبيوتيك .