أفضل قصائد الشاعر أبو منصور الثعالبي
أبي منصور الثعالبي النيسابوري، هو عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، المولود في 350 هـ الموافق 961 م، والمتوفى 429 هـ، الموافق 1038 م، هو أديب من
أشهر أدباء العرب
، اشتهر بفصاحته وبلاغته، وعاش في نيسابور، لذا لقب بالنيسابوري، وكان ضليع في النحو والأدب، واستخدامه الأمثل للمعاني والمصطلحات، قال ابن بسام عنه : ” كان في وقته راعي تلعات العلم، وجامع أشتات النثر والنظم، رأس المؤلفين في زمانه، والمصنفين بحكم أقرانه، طلعت دواوينه في المشارق والمغارب، طلوع النجم في الغياهب، وتآليفه أشهر مواضع، وأبهر مطالع، وأكثر من أن يستوفيها حد أو وصف، أو يوفي حقوقها نظم أو رصف ” .
مجموعة من أشعار الثعالبي
1- قصيدة وليلة ٍ ذاتِ أضواءٍ وضوضاءِ
وليلة ٍ ذاتِ أضواءٍ وضوضاءِ
تجرُّ أذيالَ لألاءِ وآلاءِ
تصالحَ الليلُ فيها والنهارُ على
تأليفِ ما بينَ إصباحٍ وإمساءِ
كأنَّما الشمسُ سكرى فهي راجعة ٌ
من قبلِ موعِدِها تومي بأضواءِ
كأنَّما الأرضُ شحراء من الذهب الـ
إبريز سامية نحو الغميضاءِ
يا ليلة ٍ قُدِّمت حيى إذا قَدِمت
عظّمتُ حرمتَها فِعْلَ الألِبّاءِ
لأنّها بادّكارٍ للأوائلِ من
صِيْدِ الملوكِ الأشدّاءِ الأسدّاءِ
قد أطلعتْ من عِنان الراح طلعتَها
وأنطقتْ أَلْسُنَ العيدانِ والناءِ
ونبَّهتْ أعينَ اللذات من سِنَة ً
والشأنُ في نظمِها عقدُ الأحِبَّاءِ .
2- قصيدة يا عمدة َ الأمراءِ والوزراءِ
يا عمدة َ الأمراءِ والوزراءِ
يـا عِدَّة َ الأدباء والشعراءِ
يا غرَّة َ الزمنِ البهيمِ
وناظرَ الكرمِ الصميمِ وواحدَ الفضلاءِ
أرأيتَ همة َ عقربٍ دَبَّتْ على
قدمٍ بها تخطو إلى العلياءِ ؟
لما أرْتَقَتْ باللَّسْعِ أعظمَ مُرْتَقى
أخنَتْ عليها رُتبة ُ العُظَماءِ
إن ذُقْتَ ضَرَّاءَ العقاربِ فابْقَيَنْ
بعقاربِ الأصداغِ في السَّرَّاءِ
يا طيبَ لسعة ِ عقربٍ، ترياقها
ريقُ الحبيبِ بقهوة عذراءِ .
3- قصيدة ألا رُبَّ يومٍ لي بجرجانَ أرعنٍ
ألا رُبَّ يومٍ لي بجرجانَ أرعنٍ
ضحكتُ له، من خرقهِ أتعجَّبُ
وأخشى على نفسي اختلافَ هوائِهِ
وما للفتى مما قضى اللهُ مهربُ
وما خيرُ يومٍ أخرقٍ متلوِّنٍ
ببردٍ وحرٍّ بعدَهُ يتلهَّبُ
فأوَّلُهُ للفَرْوِ والجمرِ مِثْقَبُ
وآخِرُهُ للثلجِ والخَيْشِ يُضْرَبُ .
4- قصيدة لقد طرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ
لقد طرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ
كما طرِبَ المريضُ إلى الطبيبِ
وأذعنَ للهوى القلبُ المعنَّى
كإذعانِ الشبيبة ِ للمشيبِ
ألا يا حبَّذا مَسْرى نسيمٍ
نسيبِ الروحِ يا لكَ من نسيبِ
كأنَّ الروحَ منهُ طيبُ ذكرِ
العميدِ السِّيدِ الفردِ الأديب
أبي نصرِ بن مشكان الذي قد
غدا بينَ الأنامِ بلا ضريبِ
أتمَّ اللهُ نعمَتهُ عليهِ
ولا أخلاهُ من طربٍ وطيبِ .
5- قصيدة فَدَيْتُكَ يا أتَّم الناسِ حُسناً
فَدَيْتُكَ يا أتَّم الناسِ حُسناً
وأصلَحَهم لمتَّخِذٍ حبيبا
فوجهُكَ نزهة ُ الأبصارِ حُسْناً
وصوتُكَ متعَة ُ الأسماعِ طيبا
وسائلة ٍ تسائِلُ عنكَ قُلْنا
لها في وصفِكَ العَجَبَ العَجِيبا
دَنا ظبياً، وغَنّى عندَلِيبا
ولاحَ شقائِقاً، ومشى قَضِيبا .
6- قصيدة يا دهرُ حسبُكَ قد أَطَلْتَ نحيبي
يا دهرُ حسبُكَ قد أَطَلْتَ نحيبي
وتَرَكْتَني في موطِني كغريبِ
وسَلبتَني ثوبَ السُّرورِ بجامعٍ
ما بينَ وَصفَي خادمٍ وأديبِ
فالشِّعْرُ منِّي والدموعُ لآليءٌ
من نظمِ طَبعَي عاشِقٍ وأديبِ
قد غابَ عن رَبعي هلالٌ مُقمِرٌ
في أفقِ تربيَتي وفي تأدِيبي
فالآنَ يطلعُ في سِوى دارِي ولا
ينفكُّ فيهِ القلبُ رَهنَ نحيبِ
نَدٌّ نفيسٌ عندَ غيري فائحٌ
وأراهُ من عَجْني ومن تركِيبي
وثمينُ عِقْدٍ عند غيري لائحٌ
وأراهُ من نَظْمي ومن تَرْتيبي .
7- قصيدة من كانَ ينفعُهُ الأدَبْ
من كانَ ينفعُهُ الأدَبْ
ويُحِلُّهُ أعلى الرُّتَبْ
فلقد خَسِرْتُ عليهِ ما
وُرِّثتُ من أمٍّ وأَبْ
كم ضيعة ٍ كانت تصونُ
الوَجهَ عن ذُلِّ الطَّلَبْ
أتلَفتُها لا في القِيانِ
ولا هوى بِنْتِ العِنَبْ
بل في الحوادثِ والحوائجِ
والنوائبِ والنُّوَبْ
كم قُلتُ لما بِعتُها
وحَصَلتُ في أَسرِ الكَرَبْ
ذَهَبَتْ دجاجَتُنا التي
كانتْ تبيضُ لنا الذَّهَبْ .
8- قصيدة طلعَ الربيعُ بطلعة ِ السرَّاءِ
طلعَ الربيعُ بطلعة ِ السرَّاءِ
إذ جاءَنا بالنِّعمة ِ البيضاءِ
فابرُزْ إلى الصحراءِ في أيامِهِ
حتى ترى الغَبْراءَ كالخضراءِ
واشربْ على الحمراءِ والصفراء من
صهباءَ تُذهِبُ غُمَّة َ السوداءِ
والنَّقْلُ من ذكرِ ابن مشكان الذي
هو غُرّة ُ الكرماءِ والفُضَلاءِ .
9- قصيدة لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدَا
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدَا
في بردَتَيْ مَلِكٍ وَهُوبِ
لا بالجهولِ ولا المَلُولِ
ولا القَطُوبِ ولا الغَضُوبِ
قد جادَ لي بأغَرَّ أُنعِلَ
بالشَّمالِ وبالجَنوبِ
لا بالشَّمُوسِ ولا العَّمُوصِ
ولا القَطوفِ ولا الشبوبِ .
10- قصيدة يا رقعة ً طُوِيَتْ على حَيَّاتِ
يا رقعة ً طُوِيَتْ على حَيَّاتِ
وعقاربٍ كَرَّرْنَ ماءَ حياتي
ما أنتِ إلا من تباريحِ الجوى
وسَفَاتجِ الأحزانِ والحَسَراتِ
وكأنَّ أحرفكِ الكريهة َ أعينٌ
لرواقبٌ أو ألسنٌ لوُشاة ِ
وكذا الضياعُ رقاعُ قيمتها إذا
وافَتْ أتَتْ بحوادثِ الآفاتِ .