الفرق بين العصر العباسي الاول والثاني في الادب
الخلافة العباسية اسم يُطلق على ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، استطاعوا إزاحة بني أمية من الحكم، وقضوا عليهم، نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من دمشق، إلى الكوفة، ثم الأنبار قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم.
والتي ازدهرت طوال ثلاثة قرون، وأصبحت حاضرة العلوم والفنون، أحدث قيام الدولة العباسية تغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة في البلاد الإسلامية، وبلغت تلك الخلافة أوج ازدهارها في عهد
الخليفة هارون الرشيد
وابنه عبد الله المأمون، بنهاية القرن التاسع الميلادي، بدأ العباسيون يفقدون سيطرتهم على البلاد، ووصلت الخلافة إلى نهايتها عندما دخلت جيوش المغول بغداد، وأحرقتها ودمرتها وقتلت الخليفة المستعصم.
العصر العباسي الأو
ل
يؤرخ للعصر العباسي الأول في الفترة من 132 هـ وحتى 232 هـ ، وقد أثر الفرس في الحياة الاجتماعية والثقافية للعرب، وكان نتيجة لامتزاج العرب بالفرس أن تسرب للثقافة العربية مفهوم الحرية في الدين والفكر والحياة الشخصية.
وشهد العصر العباسي الأول تطورا علميا كبيرا، وبخاصة في علوم الفلسفة الطب والفلك والرياضيات، الثقافة الدينية، والعلوم اللغوية، ونتيجة لكل ذلك التطور تأثر الأدب شعرا ونثرا في هذا العصر
عوامل ازدهار الأدب في العصر العباسي الأول
1 – تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وللشعراء، ومنحهم المال الوفير مقابل إجادتهم.
2- انتشار حركة الترجمة والتأليف، مع الرقى الثقافي والحضاري.
3- اشتغال معظم الحكام والخلفاء بالشعر والأدب.
4- الاختلاط الثقافي والتلاقح الفكري بين العرب وثقافات أخري.
5- ويعد العصر العباسي الأول العصر الذهبي للشعر العربي والأدب، بسبب التأثير الحضاري على الشعر والأدب من حيث ” المعاني، الألفاظ ، الخيال والعبارة، الأوزان “.
6- فقد ظهر عمق المعني وبراعة التصوير، وترتيب الأفكار وحسن التعبير عنها، وجاءت الألفاظ والعبارات بعيدة عن الغريب والحوشي، واستخدمت الكلمات والألفاظ السهلة، كما استعملت أوزان قديمة وبحور شعرية قصيرة حتي تناسب مظاهر الحياة الجديدة .
7- تطورت الأغراض الشعرية القديمة مثل الهجاء، الرثاء، المديح، الحماسة والفخر، وظهرت أغراض جديدة، كوصف الدور والقصور، والزهد والحكمة، ونظم حقائق الفلسفة والعلوم.
8- بينما كان تطور النثر أكثر وضوحا إذ أنه نتيجة لنشاط حركة الترجمة و امتزاج العرب بالفرس، كان تطور النثر ملحوظا، حيث قد استوعب معظم المعارف، وتعددت ألوانه، واتسعت موضوعاته، وظهر النثر القصصي و الرسائل الديوانية.
العصر العباسي الثاني
نتيجة للصراع علي النفوذ بين الفرس والترك في مفاصل
الخلافة العباسية
، وقيام ثورات وهبات مناوئة للعباسيين، تفسخت البلاد وانقسمت إلى دويلات ، لكن على الرغم من هذا الانهيار السياسي الذي رافق العصر العباسي الثاني إلا أن الأدب ظل مزدهرا، بسبب عدة عوامل منها.
1 – اهتمام الحكام بالعلم والثقافة والفن والأدب.
2- تعدد الحواضر الأدبية: القاهرة، دمشق، حلب، بغداد، الكوفة، قرطبة.
3- تنافس حكام وزعماء الدويلات لجذب الشعراء والعلماء والأدباء والفنانين.
الشعر في العصر العباسي الثاني
ازدهر الشعر والأدب في العصر العباسي الثاني نتيجة وجود عدة عوامل منهاز
1 – امتزاج الثقافة العربية بثقافات أخري.
2- تعدد الحواضر الأدبية.
3- النضج العقلي والعلمي الذي كان علامة مميزة لذلك العصر.
4- اتسم الشعر في هذا العصر بالتجديد في الأغراض القديمة، وابتكار أغراض جديدة مثل الشعر التعليمي، الوصف (حيوانات مفترسة أنواع من الطعام، أنواع من اللهو واللعب)، شكوى الدهر.
5- وبالنسبة لمعاني الشعر وأخيلته بدأت بدقة وتجديد وابتكار ثم بعد ذلك تحولت إلى الضعف والسطحية والتفاهة في نهاية العصر العباسي الثاني .
6- أيضا حدث تطور في الخيال الشعري إذ أصبح يتصف بالروعة والجمال والصدق والبعد عن التكلف
7- كما أتسمت المعاني والأفكار بالغزارة والعمق والابتكار والبحث عن المعني الجديد، وكذلك الأمر بالنسبة للألفاظ والعبارات الجزالة حيث اتسمت بالفصاحة والرصانة ، وجاءت الصور محملة بالابتكار والإمتاع.
تطور النثر في العصر العباسي الثاني
ساعد علي تطور النثر عدة عوامل منها
1 – الاتصال بشعوب وحضارات جديدة.
2- اتساع الثقافة العربية نتيجة الاختلاط والاحتكاك بالثقافات الأخرى.
3- نمو مطرد لحركة الترجمة .
4- ومن مظاهر نهضة النثر في هذا العصر
5- اتساع موضوعاته، كثرة مذاهبه، تنوع فنونه، منافسته للشعر
6- ونتيجة لهذا الازدهار تنوعت فنون النثر حيث ظهر النثر الأدبي، والعلمي، والعلمي المتأدب، كما انقسم النثر الأدبي إلى : الكتابة الأدبية وشملت النثر القصصي، النثر الاجتماعي، الرسائل التوقيـــــعات.