قصة فيلم يوم الدين
قصة بسيطة تُروَى بلطافة بالغة ، ينظر فيلم يوم الدين إلى مجموعة من المنبوذين بإشفاق وسخاء يعكس الأخلاق الطيبة دون أن يضخم الحكاية برقي زائف ، والفيلم من إخراج وتأليف أبو بكر شوقي ، وبطولة راضي جمال – غير ممثل- الذي يلعب دور مجذوم- مريض بالجذام – مصري انطلق في رحلة عديمة الجدوى ليجتمع شمله بعائلته ، ويتتبع هذا الفيلم الصامت والغني عاطفيًا كل خطوة في رحلته .
حبكة الفيلم :
بالإضافة إلى ندرة الأفلام الموجودة عن الجذام والتي يلعب بطولتها شخص مصاب بالمرض وهو ما عزز من شهرة الفيلم أكثر .
يلعب جمال دور بشاي وهو رجل أمي غير متعلم قضى معظم سنوات حياته البالغة ٤٠ عامًا في مستعمرة جذام فقيرة ، وبعد أن أصبح غير مُعْدٍ وعلى إثر حزنه لوفاة زوجته الحبيبة مؤخرًا قرر أن يعود إلى موطنه في قنا على حمار آملًا أن يجد والديه اللذين قد هجراه وهو صبي ، ثم قابل صبيًا نوبيًا يتيمًا يبلغ من العمر ١٠ سنوات ويدعى أوباما (يلعب دوره أحمد عبد الحفيظ) والذي يصبح بمثابة ابن لبشاي .
وبينما تشق الشخصيتان طريقهما في الريف يضفي شوقي مع المصور السينمائي فيديريكو سيسكا على الصحراء المصرية قوة غنية ، مضيفين إلى المشاهد بتروٍ ارتجاعات فنية (فلاش باك) توضح ماضي بشاي .
جوهر الفيلم وهدفه :
إن يوم الدين في جوهره يصور محنة الشخصية ويركز على أثر الجذام عليه فقد أضعفه جسديًا -فيداه وأصابعه مصابة بشدة- كما تركه بندوب واضحة في الوجه تسبب نفور الآخرين منه ، أو كما وصف متفرج بشاي بقرف ملحوظ قائلًا : “إنه يبدو كمسمار مطروق” .
ويكمن الخطر عند التعامل مع مادة فيلم كهذه في أن شوقي قد يتعثر ويقع في العاطفية الذليلة مختزلًا شخصيته لتصبح شخصية كاريكاتيرية لطيفة لا أكثر ، ولكن لحسن الحظ تجنب يوم الدين الوقوع في هذا الشِرك ، وقد ساعد في ذلك بشكل كبير أداء جمال المسلي ، ومن خلال تمثيل شخص مصاب بالجذام -على الرغم من أن جمال لم يمثل مسبقًا قط- فإن شوقي يضيف أصالة وصدق إلى السيناريو الذي يناقش -بشكل غير رومانسي- الفقر والدين من منظور البطل .
شخصية جمال :
يمتلك جمال عذوبة فطرية ، ويوضح كيف يضطر بشاي باستمرار إلى التجول في عالم يخاف منه بصورة غريزية ، وفي الطريق يقابل بشاي وأوباما أشخاص آخرين نبذهم المجتمع -من ضمنهم شخص مبتور الساقين- ويضفي أداء جمال الصادق بشكل جميل على الفيلم حميمية بحيث لا يتحول الفيلم إلى شيء أضخم من مجرد قصة عن رجل في مسعاه للحصول على خاتمة .
شخصية عبد الحفيظ :
يعد هذا أول دور تمثيلي يؤديه عبد الحفيظ أيضًا ، وفيه تمكن عبد الحفيظ من تجنب الوقوع في أحد الكليشيهات الممكنة والتي تتمثل في لعب دور الصبي اليتيم المحبب والمفكك ، بل يمثل أوباما المضاد الحازم لشخصية بشاي المترددة ، كما يربط الممثلان صلة جذابة ومرحة .
إن ركائز الفيلم منخفضة تمامًا حيث ينجرف الفيلم من حدث إلى الذي يليه -على الرغم من أن الشخصيتين تواجهان لصوصًا ومتعصبين- لذا فإن اهتمام المشاهدين مرتبط بشكل كبير بالمتعة التي يتلقونها من قضاء الوقت مع رفيقي السفر المنبوذين ، وفي تلك الرحلة يوجد أسى وأمل إلا أن شوقي يقيد حكايته بحب واثقًا من أن رحلة بشاي العاطفية قوية كفايةً لجذب الجمهور .
فريق العمل :
شركات الإنتاج :
Desert Highway Pictures, Film Clinic, Wild Bunch
إنتاج :
دينا إمام .
تصميم الإخراج :
لورا موس .
تحرير :
إيرين جرينويل .
تصوير سينمائي :
فيديريكو سيسكا .
موسيقى :
عمر فاضل .
بطولة :
راضي جمال ، أحمد عبد الحفيظ .
تأليف وإخراج :
أبو بكر شوقي .