رَقّ في الجَوّ النّسيمُ – الشاعر بهاء الدين زهير
رَقّ في الجَوّ النّسيمُ – الشاعر بهاء الدين زهير
رَقّ في الجَوّ النّسيمُ
فتَفَضّلْ يا نَدِيمُ
ما ترَى كيفَ امّحتْ من
حُلّة ِ اللّيْلِ رُقُومُ
وكأنّ الفَجرَ نَهْرٌ
غرقتْ فيهِ النجومُ
فاجلُ بالصهباء ليلاً
بقيتْ منهُ رسومُ
وَاسبُقِ الشّمسَ بشمسٍ
لا تُواريها الغُيُومُ
قَهوَة ٌ رَقّتْ فَما في
كأسِها إلاّ نَسيمُ
بِنْتُ كَرْمٍ لم يَفُزْ قَطُّ
بها إلاّ الكريمُ
وعلى طينتها منْ
سالِفِ الدّهْرِ خُتُومُ
لم يزلْ عندَ المجوسيّ
لها قدرٌ عظيمُ
وَلَها الرّاهبُ في الدّيْـ
ـرِ يصلي ويصومُ
وقليلٌ كلّ ما يطـ
ـلُبُ فيها ويَسُومُ
وَلقد طافَ بها سَا
قٍ رخيمٌ ورحيمُ
بارعٌ في كلّ ما تطـ
ـلبُ منهُ وترومُ
يا نديمي وكما تهـ
ـوى حبيبٌ وحميمُ
لَيسَ يَبدو منهُ ما تَعْـ
ـتُبُ فيهِ وتَلُومُ
مُطْرِبٌ في صَنْعَة ِ الألـ
ـحانِ والضربِ عليمُ
ولعمري إنْ تفضلـ
ـتَ فَقَدْ تَمّ النّعيمُ