اهداف المنظمة الفرنكوفونية

تُعرف المنظمة الفرانكفونية أنها تلك المنظمة التي تضم الدول المتحدثة باللغة الفرنسية سواء باعتبارها لغة رسمية أو لغة تعامل فقط، وقد تم تأسيس تلك المنظمة في 20 مارس عام 1970 وتم اتخاذ فرنسا مقرًا لها .


بدايات تأسيس المنظمة الفرنكفونية

ظهر المصطلح ” الفرنكفونية ” لأول مرة في حوالي عام 1880 ، عندما استخدمه الجغرافي الفرنسي أونيسمي ركلوس لتحديد جميع الأشخاص والبلدان التي تتحدث الفرنسية .

إن

الفرنكوفونية

هي أولاً وقبل كل شيء تعني جميع الأشخاص الذين يتشاركون في لغة واحدة وهي الفرنسية ، ويقدر أحدث تقرير لـ Observatoire de la langue française ، الذي نشر في عام 2018 ، عددهم بـ 300 مليون متحدث في خمس قارات .

في العقود الأولى من القرن العشرين ، أدرك الفرانكفونيون وجود مساحة لغوية مشتركة ، تفضي إلى التبادل والإثراء المتبادل ، منذ ذلك الحين ، فقد قاموا بتنظيم العديد من الجمعيات والمجموعات بهدف جلب المجتمعات الناطقة بالفرنسية للتعاون فيما بينهم ، وتشمل هذه المنظمات رابطات مهنية ، ومجموعات من الكتاب ، والأكاديميين ، والصحفيين ، والمحامين ، والمنظمات غير حكومية ، ورجال أعمال ، والشباب ، والنساء ، ومدرسي اللغة الفرنسية بطبيعة الحال .

بدأ الكتاب هذه العملية في عام 1926 من خلال إنشاء رابطة كتاب اللغة الفرنسية (Adelf) ،  ثم قام الصحفييون الذين تم تجميعهم في عام 1950 في الاتحاد الدولي للصحفيين والصحافة الناطقة بالفرنسية (الآن اتحاد الصحافة الفرنكوفونية) ؛ في عام 1955 ، بإطلاق مجموعة من محطات الإذاعة العامة باللغة الفرنسية .

في عام 1960 تم إنشاء أول مؤسسة حكومية دولية ناطقة بالفرنسية مع مؤتمر وزراء التعليم (Confemen) ، والذي ضم في البداية 15 بلداً ، هذا المؤتمر الوزاري الدائم يضم الآن 41 دولة وحكومة ، ويجتمع كل سنتين لرسم اتجاه التعليم  ، وشارك الأكاديميون أيضا في إنشاء رابطة الجامعات الناطقة جزئيا أو كليًا باللغة الفرنسية ، التي أصبحت في عام 1999 ، الجامعة العالمية للفرانكوفونية (AUF) .


القمة الفرنكفونية

اجتمع قمة رؤساء دول وحكومات البلدان الناطقة بالفرنسية ، المعروفة باسم ” قمة الفرانكفونية ” ، لأول مرة في عام 1986 في فرنسا ، بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا ميتران ، وتشارك فيها 42 ولاية وحكومة ، وتحدد أربعة مجالات رئيسية للتعاون المتعدد الأطراف : التنمية ، والصناعات الثقافية والاتصالات ، والصناعات اللغوية ، والتطوير التكنولوجي المقترن بالبحوث والمعلومات العلمية .

هذه المشاورات السياسية على أعلى مستوى عززت تدريجيا مكانة الفرنكوفونية على الساحة الدولية ، مع توسيع مجالات عملها وتحسين هياكلها وأساليب عملها .


أهداف تأسيس المنظمة الفرنكوفونية

نشأت فكرة الفرنكفونية في الأساس بعد اندثار الامبراطورية الفرنسية في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، حيث كان هدفهم هو إعادة المجد الضائع للدول الفرنسية ، والهيمنة مرة أخرى على مستطوناتها ، وزادت تلك الرغبة بعد سقوط

الاتحاد السوفييتي

.

تهدف المنظمة منذ نشأتها سنة 1970 إلى تعزيز التعاون بين الدول والحكومات التي انضمت إلى المنظمة وهم ( 58 عضواً و26 مراقباً) ، ويمثل هذا العدد أكثر من ثلث الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ، فهي تشتمل على 900 مليون نسمة من بينهم 274 مليون نسمة ناطقون باللغة الفرنسية .

تعمل هذه المنظمة الدولية للفرنكوفونية على تنفيذ عدة سياسات وبرامج تعاون مختلفة لصالح السكان الناطقين بالفرنسية، كما أنها تقوم بقيادة هذه الأعمال في كنف احترام التنوع الثقافي واللغوي، وتساعد على تعزيز اللغة الفرنسية والسلام والتنمية المستدامة .

قامت هذه المنظمة بعقد 33 معاهدة تعاون مع المنظمات الدولية والاقليمية المختلفة ، كما أنها نجحت في تأسيس حواراً دائماً مع كافة اللغات الدولية الرئيسية مثل اللغة الانقلوفونية والليزوفونية والإسبانوفونية والعربية .

تقوم المنظمة الفرنكوفية بتقديم المساعدة للدول الأعضاء في مجالات متعددة ، وخاصة في مجال الثقافة وكذلك الإعلام والمجالات التكنولوجية وتعليم اللغات والزراعة والحفاظ على البيئة ، كذلك تعلن فرنسا خلال مؤتمرات الفرنكوفونية أنها تتنازل عن الديون الخاصة بالدول الأعضاء الموجودين بهذه المنظمة .

تسعى المنظمة الفرنكوفونية لإيجاد فرص للتبادل التجاري بين فرنسا والدول الأعضاء في المنظمة، بالإضافة إلى حث المجموعة الفرنكوفونية لاتخاذ مواقف مماثلة تجاه القضايا والقرارات التي تمس مصالح فرنسا .