أفضل قصائد الشاعر سليمان بن سحمان

سليمان بن سحمان، هو سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي، فقيه وعالم دين من المملكة، ولد في قرية السقا بأبها في

منطقة عسير

، عام 1267 هـ الموافق 1852 م، وقد انتقل مع والده فيما بعد إلى الرياض، وذلك في عهد الإمام فيصل بن تركي، حيث تلقى فيها التوحيد والفقه واللغة على يد علمائها، وتولى مجال الكتابة للإمام عبد الله بن فيصل فترة من الوقت، ثم تفرغ بعد ذلك للتدريس والتأليف، وقد فقد بن سحمان بصره في آخر حياته، وتوفي في

الرياض

عام 1349 هـ الموافق 1930 م .

أشعار سليمان بن سحمان

1- قصيدة بحمد الله نبدأ في المقال

بحمد الله نبدأ في المقال وذكر الله في كل الفعال

فذكر الله يجلو كل هم عن القلب السليم على التوال

فللقلب السليم إذا تزكى علامات هنالك للكمال

علامات ذكرن بكل نثر عن الأعلام واضحة المنال

ولكني نظمت لها نظاماً به أرجو التنافس في الفضال

مع الإقرار بالتقصير فيها وذكر للعقيدة في المقال

علامة صحة للقلب ذكرى لذي العرش المقدس ذي الجلال

وخدمة ربنا في كل حال بلا عجز هنالك أو ملال

ولا يأنس بغير الله طراً سوى من قد يدل إلى المعال

ويذكر ربه سراً وجهراً ويدمن ذكره في كل حال

ومنها وهو ثانيها إذا ما يفوت الورد يوماً لاشتغال

فيألم للغوات أشد مما يفوت على الحريص من الفضال

ومنها شحه بالوقت يمضي ضياعاً كالشحيح ببذل مال

وأيضاً من علامته اهتمام بتصحيح المقالة والفعال

وأعمال ونيات وقصد على الإخلاص يحرص بالكمال .

2- قصيدة ألا يا راكباً قف لي فواقا

ألا يا راكباً قف لي فواقا هداك الله واستمع الكلاما

وخذ من فيضه نزراً قليلاً فقد أورى بأحشائي ضراما

وأبلغ يا أخي سعداً جهاراً تحيات مباركة جساما

يضوع أريجها نداً ومسكاً وأبلغ بعده عمراً سلاما

سلاماً سالماً من كل عيب ومن وصم وحاشا أن يلاما

ومن بعد السلام فإن قلبي به الأحزان تضطرم اضطراما .

3- قصيدة تأجج الوجد في الأحشاء واضطربا

تأجج الوجد في الأحشاء واضطربا وانضب الهم والأحزان ما كلما

بالله هل للضنى ملتئم فالدمع للبين منكم قد رمى وهما

أو للثنائي عن الأحباب منصرم والحزن للقلب بالأوصاب قد دهما

إن الرجا روح الأرواح فابتهجت فانزاح عنها من الأحزان ما هجما

ثم ارعوت هذه الأحزان فاستعرت وأضرمت بعد في الحشا مضطرما

وذاك في النثر المنظوم إذ وعدا بالارتحال وبالرجعى كما زعما

وبلبل البال بعد الابتهاج نوى من بهو يالٍ إلى مصي فكم كلما

وكم أراق من الأجفان من ديم لولا الرجا اخضلت بعد الدموع دما

فالآن في وهج الأحزان ملتهباً من كان في بهج الراح منتظما

والآن في وصف الأتراح منجدلاً من كان من طرب الأفراح مبتسما

والوجد في مهج الأحباب مقتد لو كان ذاك بقلب الأخ لا انكلما .

4- قصيدة على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى

على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى فقد طمست أعلامه في العوالم

وقد صار إقبال الورى واحتيالهم على هذه الدنيا وجمع الدراهم

وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم وتحصيل ملذوذاتها والمطاعم

يعادون فيها بل يوالون أهلها سواءً لديهم ذو التقى والجرائم

إذ انتقص الإنسان منها بما عسى يكون له ذخراً أتى بالعظائم

وأبدى أعاجيباً من الحزن والأسى على قلة الأنصار من كل حازم

وناح عليها آسفاً متظلماً وباح بما في صدره غير كاتم

فأما على الدين الحنيفي والهدى وملة إبراهيم ذات الدعائم

فليس عليها والذي فلق النوى من الناس من باكٍ وآس ونادم

وقد درست منها المعالم بل عفت ولم يبق إلا الاسم بين العوالم

فلا آمر بالعرف يعرف بيننا ولا زاجر عن معضلات الجرائم .

5- قصيدة فإن كان عن ذنب جناه محبكم

فإن كان عن ذنب جناه محبكم به كنت للهجران مستوجب حتما

فهلا ابنتم ذلك الذنب علني أراجع ما رضى وأرفض ما ينما

وإن كان لا ذنب جناه محبكم ولم يجف أصحاباً ولم يرتكب جرما

فهجران من أصفى المودة لم تشب بشائبة يوماً حنانيكمو ظلما

ألا فدعوا عنا من الهجر والجفا طريقاً وخيماً موحشاً مظلماً بهما

وعهدي فيكم فيما مضى ذوي محبة مؤطدة ما شابها قط ما يرما

ففيئوا إلى نهج الصفا فطريقه حنانيكمو أهدى ومعروفه أسمى

فلا عن قلا مني عثرت ولا جفا أثرت علينا موجباً ما ترى حتما

وإن لم يكن هذا ولا ذاك فالذي أرى لك تركاً للذي رمته حزما

أيحسن في عقل امرئ ذي مودة إدامة هجران على غير ما ينما

فهلا كتبتم بالسلام وعدتم بأزكى التحيات التي تقطع الوهما

وتزرع في ارض القلوب مودة وبالهجر قد تبقى ممرضة كلما

وما كان قلبي كالصفا متحجراً بحكم الجفا لكن صفا فاستوى كالما .