حضارة قبيلة الكازاخ المنغولية المسلمة وتقاليدها

تعد محافظة بايان أولجي مكانًا فريدًا في منغوليا وموطنًا لمجموعة الكازاخ العرقية ، ويمتلك الكازاخ حضارة غنية وعائلات منغلقة وممتدة والعديد من التقاليد التي يبلغ عمرها قرونًا عديدة إلا أنهم ما زالوا يمارسونها حتى وقتنا الحالي ، وتعد الكازاخ ثاني أكبر مجموعة عرقية في منغوليا بتعداد سكاني ١٠١ ألف شخص .

بايان أولجي :

لقد تم إنشاء مقاطعة بايان أولجي عام ١٩٣٩ كموطن شبه استقلالي للكازاخ الذين يشكلون ٩٠% من سكانها ، والآن تمتلك المقاطعة حضارة كازاخية مميزة ، وتستخدم فيها اللغة الكازاخية للتواصل اليومي بينما تستخدم المنغولية للتفاعلات بين الأعراق والتواصل الرسمي ، ويعد الإسلام هو الدين الأساسي لقبائل الكازاخ .



ما هو أصل الكازاخ ؟


يعود أصل الكازاخ إلى القرن ال١٥ وتأسيس خانات الكازاخ تحت إدارة جنكيز خان مباشرةً بالقرب من بحر آرال في كازاخستان الحالية ، وينحدر الكازاخيون أنفسهم من المنغوليين وغيرهم من القبائل البدوية الأخرى في آسيا الوسطى ، وسريعًا ما طوروا هوية مميزة وحالة قوية لمئات السنوات إلى أن بدأت الإمبراطورية الروسية وامتصت الكازاخ في منتصف القرن ال١٨ .

تقسيم الكازاخ في الصين ومنغوليا :

وخلال تلك الفترة فر الكازاخ إلى إقليم جبال ألتاي غير الخاضع للقانون في الصين ومنغوليا ، وعندما أسس

الاتحاد السوفيتي

والصين حدودًا تم فصل الكازاخ الموجودين في منغوليا عن إخوتهم حتى تسعينات القرن الماضي ، ولم يتم المحافظة على أسلوب الحياة البدوية التقليدي إلا في السهول غير المتطورة وامتدادات الجبال في منغوليا .

ثم بعد الاستقلال في التسعينات انتقل نصف الكازاخ الموجودين في منغوليا إلى كازاخستان ، وقد حافظ الكازاخ على علاقات مقربة لعائلتهم في كلتا الدولتين .



تقاليد قبيلة الكازاخ


حاليًا يحافظ العديد من الكازاخ في بايان أولجي على التجمعات التقليدية شبه البدوية عن طريق التنقل برفقة حيواناتهم عدة مرات سنويًا ، ويحافظ كل الكازاخ على علاقات مقربة مع عائلاتهم الممتدة .


1- تقاليد الزواج الغريبة لقبيلة الكازاخ


تقضي التقاليد أن الشخص لا يمكنه أن يتزوج أية امرأة قريبة له لمسافة ٩ أجيال ، ونتيجة لذلك بمجرد مقابلتهم بعضهم البعض يخبرون بعضهم دائمًا ما إذا كانوا مقربين ودرجة القرابة بينهم ، وهذا ليس تقليدهم الوحيد .


٢- الأعمال الفنية :


يشتهر الكازاخ في أنحاء العالم بستائر الحائط المطرزة بشكل معقد ، فقد يمتلك الحائط التقليدي ٥-٧ ستائر معلقة تستغرق كل منها ٢٠٠ ساعة لتطريزها يدويًا ، ويتم زخرفة التصاميم التقويسية لستائر الحائط تيمنًا بقرون الماعز والتي ترمز إلى مصدر الثروة الأساسي للراعي البدوي ، ويستخدم هذا التصميم أيضًا في تشكيلة كبيرة من الملابس التقليدية والإكسسوارات وأثث المنزل .


٣- حسن الضيافة :


ولا يشتهر الكازاخ بأعمالهم الفنية فقط بل يشتهرون أيضًا بلطفهم البالغ ، فبعد مقابلة شخص كازاخي سوف تنبهر بحسن ضيافته الكريمة والتي يتم التعبير عنها في صورة وجبات عظيمة تتضمن أطباقًا عديدة وعددًا لا حصر له من أكواب الشاي بلبن والحلويات .


٤- الموسيقى :


إن الكازاخ كغيرهم من القبائل يحبون الغناء والموسيقى ، فبعد العشاء أو أثناء السفر يخرج أحدهم آلة دونغ بو لا -وهي الآلة الموسيقية الوطنية للكازاخ- ويعزف أغانٍ شعبية تقليدية تحكي عن زمن محاربي آسيا الوسطى العظماء .


5- الصيد


يعد هذا التقليد في قبائل الكازاخ من التقاليد القديمة التي يعود تاريخها إلى 4000 سنة ، وعلاقة الصياد بالنسر من العلاقات الفريدة والعجيبة ، فهما مرتبطان ارتباطا وثيقا ويستطيع النسر المدرب أن يصطاد الحيوانات الصغيرة والثعالب كما دربه مدربه .