تفسير قول الله تعالى ” فذلك الذي يدع اليتيم “
قال تعالى في سورة الماعون في الآية الثانية ( فذلك الذي يدع اليتيم )، وفيما يلى تفسير الآية الكريمة.
تفسير ” فذلك الذي يدع اليتيم “
تفسير الطبري
فسر
الامام الطبري
قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ): أي هذا الشخص الذي يكذِّب بالدين يقوم بإبعاد حقوق اليتيم ويقوم بظلمه، وقد قيل عن ذلك قول ابن عباس في قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) حيث قال : يدفع حقّ اليتيم، وقيل عن مجاهد في قوله تعالى ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) : يدفع اليتيم فلا يُطعمه.
وقيل عن قتادة في قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) : أي يقهره ويظلمه، وقيل عن ابن عبد الأعلى في قوله تعالى ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) : يقهره ويظلمه، وقيل أيضا عن الضحاك في قوله تعالى : ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) : يقهره، وقيل عن سفيان في قوله تعالى ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) : يدفعه.
تفسير القرطبي
فسر
شمس الدين القرطبي
قوله تعالى ( فذلك الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، حيث فسر قوله “يدع” أي يدفع ، وقد قيل عن ابن عباس في قوله تعالى (فذلك الذي يدع اليتيم) : أي يدفعه عن حقه، كما قيل عن قتادة في نفس الآية : يقهره ويظلمه .
ويقل أن قديم لم يكن يورثوا النساء ولا الصغار، وقد تم ذكر ذلك في
سورة النساء
، ولقد وصى الرسول بالأيتام في الكثير من المواضع، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة .
تفسير السعدي
فسر السعدي قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) أي من يكذب بالدين يقوم بالكثير من الأمال السيئة مثل دفع اليتيم بعنف ومعاملته بشدة وقسوة، ولا يعطى لليتيم حقه ويعامله بقسوة قلب وبلا رحمه، لأنه لا يخشى عقاب ولا ينتظر ثواب.
تفسير ابن كثير
فسر
ابن كثير
قوله تعالى (فذلك الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيم)، أي هو شخص يظلم اليتيم ويقهره ولا يحسن إليه ويأكل حقوقه.
تفسير ابن عاشور
فسر ابن عاشور قوله تعالى (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) هي عبارة عن عطفُ “يدَع اليتيم” وصفة عدم إطعام المسكين على جزم التكذيب بالدين، وهذا يشير إلى إنكار الذي يكذب بالدين الحق حيث يقوم بالظلم والقسوة على الايتام، وانكار حقوقهم ويأكل حقوقهم، وفي الآية كناية حيث يحذر الله تعالى المسلمين من القيام بذلك العمل والاقتراب من هذه الصفة، فهي من صفات الذين لا يؤمنون بالله والدين الجزاء والعقاب .
وقد جاءت كل من ” يكذب”، و “يدُعّ”، و “يَحُضّ” بصيغة المضارع حتى تفيد التكرار ، وهذا يشير إلى أن الإِيمان بالبعث والجزاء هو الحق الذي يجب أن يكون في النفس حتى يستطيع الانسان الإقبال على الأعمال الصالحة، ويذهب في مجال الخير دون أن يحتاج إلى من يأمره بذلك فهو يخاف من عقاب الله، فيصبح إذا اختلى بنفسه يخاف من الفحشاء والأعمال السيئة، والمكذبين بالدين معروفون ولهم الكثير من الأعمال التي تشير إلى ذلك .
ويقال أن الآية نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وهناك من يقول أنها نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي، وهناك من يقول أنها نزلت في عمرو بن عائذ المخزومي ، وقيل نزلت في أبي سفيان بن حرب قبل إسلامه بسبب أنه كان يَذبح كل أسبوع ذبيحع وعندما جاء إليه فتى يتيم يطب منه قطعة من اللحم قام بضربه بالعصا.
وهناك من يقول أنه نزل في أبي جهل، حيث أه كان وصياً على طفل يتيم فلم يكن يهتم به ولا بالانفاق عليه حتى أنه أتاه يوما عرياناً يسأله من ماله فدفعه وضربه بقسوة.