دراسة حديثة تدعو إلى عدم نعت الطفل بالذكي

من الطبيعي أن يستخدم الوالدين عبارات المدح لأبنائهم، ولكن العلم الحديث أثبت أنه لا ينبغي على الآباء منادآة طفلهم بالذكي، وفي هذه السطور نقدم معلومات مفصلة عن هذا الموضوع من أجل تنشئة سليمة للأطفال الصغار.

لماذا لا ينبغي على الوالدين نعت طفلهم بالذكي

إن محاولة دعم الطفل من الناحية العلمية والأكاديمية عن طريق تشجيعه دائمًا بوصفه أنه ذكي جدًا ربما يبدو كعامل مساعد في تطوير مهاراته، ولكن في الحقيقة إن ذلك يأتي بنتائج عكسية مع الأطفال، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يعتقدون أنهم على قدر من

الذكاء

يظنون أن نسبة ذكائهم محددة ولذلك فهم لا يسعون للمزيد، ولا يبذلون جهدًا أكبر للتطوير قدراتهم ومهاراتهم على الإطلاق، بل إنهم يهملون بعض النقاط التي يحاول باقي الأطفال التركيز عليها من أجل نتائج أفضل، فإخبار الطفل بأنه ذكي يدعم فكرة أن ذكاؤه أمر له علاقة بالجينات وليس مهارات يمكن للطفل أن يكتسبها ويطورها.

معلومات حول الدراسة

في دراسة حديثة نشرت الكترونيًا في مجلة العلوم العقلية وتطوير المهارات الادراكية، قام الباحثون في جامعة ولاية متشجن بإجراء هذه الدراسة على 123 طفل في عمر السبع سنوات، حيث يواجه الأطفال تحدي الانتقال إلى المدرسة في هذا العمر، وقد ساعد الفريق البحثي الأطفال في تحديد إذا ما كان لديهم عقلية متنامية

وذلك يعني أن الطفل بإمكانه أن يعمل بشكل أفضل لتنمية قدراته ومهاراته، أم أن الأطفال لديهم عقلية ثابتة ويعني ذلك “إيمان الأطفال بأن قدراتهم العقلية ونسبة ذكائهم ثابتة ولا يمكن تغييرها”، وبعد ذلك طلب الفريق البحثي من الأطفال أن يقوموا بإنهاء أحد الإختبارات الالكترونية “بواسطة الكمبيوتر” وقد تم قياس نشاط المخ خلال هذا الإختبار.

نتائج هذه الدراسة

وبناءًا على المعلومات التي تم جمعها وتحليلها انتهى الباحثين إلى أن الأطفال أصحاب العقل المتنامي كان لديهم نشاط عقلي زائد عقب ارتكابهم للأخطاء وبالتالي كان لديهم قابلية أكثر لتحسين آدائهم والتركيز بشكل أكبر على المهمة التي يقومون بها مما أدى في النهاية إلى تطوير آدائهم.

على عكس الأطفال أصحاب العقل الثابت لم يعترفوا بأنهم ارتكبوا الأخطاء خلال المهمة التي تم تكليفهم بها، حيث وجد الباحثين أن هؤلاء الأطفال لم تهتز ثقتهم بنفسهم عقب ارتكابهم للأخطاء ولو أنهم ركزوا انتباههم على هذه الأخطاء لكن هناك اختلاف في النشاط العقلي وفي طريقة التعامل معها للاستفادة منها كفرص للتعلم وتحسين الآداء، والنقطة المحورية في هذا البحث هى أهمية إدراك الطفل لإخطاؤه وتركيزه عليها من أجل العمل على تصحيحها وتفاديها في المرات التالية.

توصيات الدراسة ونصائح إلى الآباء

تبدو النتائج واضحة للآباء: يجب أن يتعامل الوالدين بحرص مع الأطفال وخصوصًا في عمر مبكر، وعند محاولة مجاملة الطفل أو مدح نتائجه الدراسية يجب الابتعاد عن المجاملات التي تؤكد على

ذكاء الطفل

الثابت، بل يفضل التركيز على مجهودات الطفل فبدلاً من أن يخبر الوالدين الطفل بأنه ذكي للغاية بإمكانهم القول بأن الدرجات التي حصل عليها هى نتيجة تعب ومجهود وساعات استذكار الدروس،كما يجب التركيز على المجهود وليس الذكاء.

وبالإضافة إلى ذلك يجب على الوالدين تحديد الأخطاء التي ارتكبها الطفل والتركيز عليها وذلك للتعلم منها، وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الآباء ممن يخجلون من تحديد أخطاء الطفل ومواجهتها، قائلين هذا جيد “لا بأس” ستتعلم المرة القادمة، بدون إعطاء الطفل  الفرصة لمعرفة الخطأ لمحاولة تصحيحه في المرات التالية، وبدلاً من ذلك يمكن للوالدين أن يحددوا الخطأ ويخبروا الطفل بأن الخطأ قد حدث ويجب عليه التركيز على تصحيحه في المرة القادمة.