كيفية تعليم الطفل على اعطاء الصدقة
يحث الدين الإسلامي على التصدق على الفقراء والمساكين، ليس شرطا دائما أن تكون الصدقة مالية مادية محسوسة، فقد تكون معنوية ، وهناك عشرات المواقف لرسولنا عليه الصلاة والسلام تبين وتوضح كيف كان يدعم قيمة الصدقة ويشجع عليها، حتى للمُعدم الذي لا يملك مالا والغني أيضا فقد قال تبسمك في وجه أخيك صدقة، أو حتي إماطة الأذى عن الطريق، ولأن الصدقة والعطاء قيمة إنسانية مهمة حث عليها ديننا، من الضروري أن نعلم أطفالنا على هذه القيمة بنماذج عملية.
ماهي الصدقة وأهميتها
الصدقة في اللغة جاءت من مادة (ص د ق) دلالة على صدق إيمان مخرجها، وتعطى للفقراء والمساكين، ويصف صاحبها بالمتصدّق، وهي العطية وكل ما يخرجه العبد من ماله ليعطيه للفقراء والمحتاجين طواعية منه بغرض التقرب إلى الله تعالى وطلباً للأجر والثواب. كما تساعد الصدقة في الحفاظ على السلام الاجتماعي للمجتمع، وتحقق فيه نوعا من التكافل، وانتشار التآلف والرحمة بين الناس
كيفية تعليم الطفل على إعطاء الصدقة
يلقي على عاتق الآباء والأمهات مسئولية التربية والتنشئة الاجتماعية، ومن الجوانب التربوية التي يجب على الوالدين غرسها في الأبناء منذ طفولتهم مجموعة القيم التي ستحكم سلوكهم ، وتشكل قيمهم ، عندما يكبرون، من بين هذه القيم قيمة الصدقة والتصدق، كيف يعود الآباء والأمهات أطفالهم على الصدقة، ومساعدة المحتاجين.
طرق بسيطة تساعد في ذلك منها
1 – تشجيع الأبناء على التبرع التلقائي في صندوق الأسرة، وهو عبارة عن حصالة يجمع فيها مبلغ من المال من تصدق أفراد الأسرة، وتخصيصه للمحتاجين.
2- شجع طفلك على مساهمته في هذه الفكرة ونجاحها، واشكره على مساهمته المالية في هذا المشروع.
3- شجع أطفالك على التبرع والتصدق ببعض ملابسه التي لا يحتاجها، لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، أو ارسالها لإحدى الجمعيات الخيرية التي تعمل في هذا المجال.
4- اصطحب طفلك معك إلى السوبر الماركت الذي يوجد به صناديق لجمع الصدقات والتبرعات للمستشفيات ولدور الأيتام، ومع جانب متعة التسوق يشعر بمتعة التصدق والتبرع بالمال، دعه يضع المال بيده في صندوق الصدقة، امنحه مالا قبل الذهاب للتسوق كي يضع منه صدقة ويشعر بما فعله من خير، وبقدرته على مساعدة الآخرين، حتى يتسم سلوكه بالعطاء.
5- قدم لطفلك تعزيز إيجابي حول ما فعله من تصدق على الفقراء، عرفه أنه فعل شيئا طلبه الله ورسوله أن يفعله، لا يمنع من أن تشير إلى ما فعله أمام جميع أفراد الأسرة.
أفكار أخرى لتعليم الطفل العطاء
1- التصدق بهدايا الأعياد
خلال المناسبات والأعياد يحصل غالبية الأطفال على هدايا العيد وخاصة هدايا عيد الميلاد، ناقش طفلك في ما يود أن يحصل عليه من هدايا جديدة، وناقش معه أيضا أهمية التصدق والتبرع بالألعاب القديمة والتي لعب بها فترة، وأصبح لا يلعب بها إلى أطفال أخرين، قد يكونوا من سكان نفس المنطقة أو الشارع الذي يعيش فيه.
2- قدم له مبررات منطقية معقولة للتخلي عن بعض الألعاب
وضحي أولا أهمية فكرة التصدق من منظور ديني وإنساني، ثم تناولي الفكرة من الجانب العملي في أن التخلي عن بعض هذه الألعاب سيوفر مساحة لتخزين الهدايا الجديدة، وإنه سيدخل الفرحة على قلوب أطفال مثله لكنهم لا يملكون لعبا مثله، راقبي ما يقدمه من هدايا، ومن الأفضل أن يتم مناقشته إذا تخلي عن لعب مستهلكة ومكسورة لا يصلح اللعب بها، لأن هذه اللعب لابد أن تذهب للقمامة لا للتصدق.
3- عيد ميلاد في الخير
شجع طفلك دائما على أن يطرح أفكارا إيجابية للصدقة والتبرع على الفقراء والمحتاجين، ناقش معه مثلا فكرة أن يطلب من زملائه وأصدقائه الذين سيقدمون له الهدايا في عيد ميلاده أن تذهب كل الهدايا التي سيحصل عليها إلى جمعية خيرية أو دار للأيتام، دعه ينفذ الفكرة حتى يكررها زميل أخر له، ويشعر حينها بأهمية ما قدم من فعل خير.