العلاقة بين الكوليسترول والنوم
عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع ارتفاع نسبة الكوليسترول، فإن الكثير من الناس يفكرون أولا في نظامهم الغذائي وممارسة الرياضة، إلا أن عدد الساعات التي ينامها الشخص كل ليلة، ربما يكون لها علاقة مهمة يمكن أن تساعد في الوقاية من ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب .
معلومات عن الكوليسترول
عندما نسمع كلمة ”
الكوليسترول
“، ربما نعتقد أنه سيء، ومع ذلك، فإن الكوليسترول ليس دائما أمرا سيئا، في الواقع، يلعب الكوليسترول دورا حيويا في مساعدة الجسم على إنتاج فيتامين د وبعض الهرمونات، وحتى تشكيل أغشية الخلية، وهناك أنواع مختلفة من الكوليسترول، فالبروتين الدهني منخفض الكثافة ( LDL ) هو نوع من الكوليسترول الذي يرتبط غالبا بالتأثيرات السلبية على الصحة، حيث إنه يتكون من الدهون أكثر من البروتين، والكثير منه يمكن أن يتراكم ويكون لويحات دهنية في الشرايين، مما يؤدي إلى أمراض القلب، وعلى الرغم من ذلك، فإن الكولسترول العالي الكثافة ( HDL ) لديه القدرة على امتصاص الكوليسترول الزائد، فهو يسلم أساسيات الجسم أولا ثم ينظف أي شيء يؤدي إلى تراكمه .
وبدلا من تجنب الكولسترول تماما، نحتاج إلى معرفة كيفية الحصول على النوع الصحيح منه في النظام الغذائي، وكيفية تنظيم معدلات الكوليسترول، وتوصي جمعية القلب الأمريكية ( AHA ) بأن يتم فحص جميع البالغين من العمر أكثر من 20 عاما بانتظام، من أجل ارتفاع نسبة الكوليسترول، ويجب إيلاء اهتمام خاص لمستويات الكوليسترول إذا كان الشخص يعاني من
ارتفاع ضغط الدم
، أو الأشخاص البالغة من العمر أكثر من 45 عام للرجال، أو 50 عام للسيدات، أو المدخنون، أو من لديه تاريخ عائلي من ارتفاع الكوليسترول، وقد يكون الشخص معرضا للخطر أيضا إذا كان نظامه الغذائي سيئا، أو لا يمارس الرياضة، أو يعاني من قدر كبير من التوتر .
تأثير النوم على مستويات الكوليسترول
في دراسة نشرتها دار سليب، اكتشف الباحثون أن النوم المفرط والقليل من النوم له تأثير سلبي على مستويات الدهون، وقاموا بفحص مجموعة من 1.666 رجل و 2.329 امرأة فوق سن العشرين، وأثار النوم أقل من خمس ساعات في الليل خطر ارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات HDL لدى النساء، والحصول على أكثر من ثماني ساعات من النوم أنتج نتيجة مماثلة، ولم يكن الرجال حساسين للإفراط في النوم مثل النساء، والنوم القصير جدا يؤدي أيضا إلى مستويات عالية من الكوليسترول LDL، وفقا لدراسة نشرتها مجلة تمريض القلب والأوعية الدموية، والأفراد الذين ينامون أقل من ست ساعات كل ليلة يزيدون بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية .
بالإضافة إلى ذلك، كشف الباحثون أن الشخير يرتبط بمستويات أقل من الكولسترول الجيد HDL، وفي دراسة أخرى نشرها سليب، قرر الباحثون أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم أدى إلى
زيادة الشهية
للأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، وانخفاض في النشاط البدني، وارتفاع مستويات الإجهاد، ومرة أخرى، أظهرت الشابات حساسية أكبر لعادات نومهن من الشباب، ومن المثير للاهتمام أن مستويات الكوليسترول في هذه المجموعات تحسنت مع كل ساعة إضافية من النوم، وفي معظم هذه الدراسات، يشرح الباحثون أن خيارات نمط الحياة الأخرى تسهم في ارتفاع مستويات الكوليسترول، وبعض الأشخاص الذين يعانون من عادات نوم ضعيفة كانوا يشاركون في أنشطة أخرى قد تزيد من المخاطر، مثل التدخين أو سوء التغذية أو انخفاض مستويات التمارين .
الوقاية من الكوليسترول
مع ضبط عادات النوم هناك عدد من الأشياء التي يمكن القيام بها للحماية من تطوير ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب، والنظام الغذائي هو واحد من أكبر هذه الأشياء، وللمساعدة في التحكم في الكوليسترول، يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل اللحوم والزبدة والجبن وغيرها من منتجات الألبان الكاملة الدسم، ويجب أيضا إدخال الأطعمة التي تساعد على خفض الكولسترول الضار، مثل المكسرات و
الأفوكادو
وزيت الزيتون والشوفان، ويعد التمرين هو جزء كبير آخر من أنماط التعديل، تقترح AHA الحصول على ما لا يقل عن 40 دقيقة من المشي المعتدل أو ممارسة رياضة أخرى في اليوم، من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، ويمكن استبدال المشي بركوب الدراجات أو الركض أو السباحة، أو أي نشاط آخر يحرك للجسم ويضخ الدم في القلب .
وتعد مشكلة النوم هي مسألة أخرى يجب الاهتمام بها، حتى ساعة إضافية من النوم كل ليلة يمكن أن تحول نسبة الكوليسترول، لذلك يجب النوم لوقت كاف، وتعتبر تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل رائعة في الاسترخاء قبل النوم، وإذا لم تساعد هذه الطرق المنزلية، يمكن للطبيب مساعدة المريض لكي يسلك الاتجاه الصحيح أو ربما يقوم بوصف الدواء له .