اسباب انقسام كوريا الى كوريتين .. شمالية و جنوبية

ظلت شبه الجزيرة الكورية موحدا لقرون طويلة ويتشارك الكوريين في اللغة والثقافة الأساسية، ونشأت بها إمبراطورية الهان العظمى في أكتوبر 1897 واستمرت هذه الإمبراطورية حتى الاحتلال الياباني لكوريا في 20 أغسطس 1910، والإمبراطورية هي الخلف لدولة سلالة جوسون الذين حكموا كوريا منذ  1392حتي 1897، هذه المقالة تسعى لإيضاح أسباب انقسام كوريا إلى كوريتين .. شمالية و جنوبية

الاحتلال العسكري الياباني لشبه الجزيرة الكورية

أعلن الملك غوجونغ قيام الإمبراطورية في  1897 وأصبح يلقب بالإمبراطور, وقام بمجموعة من التحديثات الجزئية الناجحة التي لحقت بالجيش, والاقتصاد, والتعليم، والصناعة، ونظام الأراضي، وهو ما خشيت منه الإمبراطورية اليابانية فقررت احتلال كوريا، وفي  29 أغسطس سنة 1910، بدأ الاحتلال العسكري الياباني لشبه الجزيرة الكورية ، ولم تكن المرة الأولى لاحتلال اليابان لكوريا فقد سيطرت اليابان على كوريا مرات عدة، أولها كان في الفترة 1592/1598، ثم عدوان أخر في الفترة ما بين 1627/1637، وكانت المرة الثالثة عام 1910،  وخلال فترة الاحتلال ناضل الكوريين ضد المحتل الياباني وحدثت ثورة 1919 التي سميت بانتفاضة الشعب، ونمت الحركة العمالية وتأُسست النقابات، ما ألهب حماس الكوريين النضالي، لكن الاحتلال الياباني استمر حتى الحرب العالمية الثانية.

هزيمة اليابان و استسلامها  لقوات التحالف

كان من نتائج

الحرب العالمية الثانية

هزيمة اليابان، و استسلامها لقوات التحالف التي فرضت عليها إنهاء الاحتلال لكوريا، وهو ما تم عام 1945، وتم تسليم كوريا للكوريين بعد 35 عاماً من الوجود العسكري الياباني، الذي فرض النظام الياباني على الكوريين من خلال الإجبار على تعليم اللغة اليابانية، ومحاولات إقصاء الثقافة الكورية، والتعامل مع الكوريين على أنهم مواطنين يابانيين من الدرجة الثانية.

كوريا تحت سيطرة الأمريكان والسوفيت

نتيجة لانتصار قوات التحالف اتفقت الولايات المتحدة مع

الاتحاد السوفيتي

( السابق )على احتلال الدولة الكورية بشكل مؤقت تحت غطاء شرعي من مجلس الأمن الذي وضع كوريا تحت الوصاية، ووضع خط عرض 38 كَمنطقة فصل بينهما، وتقاسم كل من الأمريكان والسوفيت شبه الجزيرة الكورية فأصبح الشمال تحت سيطرة الإدارة المدنية السوڤيتية، أما الجنوب فكان تحت سيطرة الحكومة العسكرية للجيش الأمريكي، وأُسست جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عام    1948 كوريا الجنوبية، نتيجة استفتاء شعبي طالب بتوحيد كوريا وخروج القوات الأجنبية منها.

لم توافق أمريكا و حلفاءها من الكوريين الجنوبيين على الاستفتاء، واتهموا

كوريا الشمالية

بضم الجزء الجنوبي بالقوة، ما كان سبباً في اندلاع  الحـرب الكورية في يونيو 1950 بين القوات الكورية في الشمال والجنوب وبمساعدة أمريكية لكوريا الجنوبية ودعم روسي وصيني لكوريا الشمالية، وبعد حرب طاحنة استمرت أكثر من ثلاث سنوات تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في كوريا في يوليو 1953، ومن نتائجه قبول الروس والأمريكيين تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين: واحدة في الشمال(كوريا الشمالية) وأخرى في الجنوب (كوريا الجنوبية).

انقسام كوريا إلى كوريتين شمالية و جنوبية

تشكلت الأحزاب السياسية في

كوريا الجنوبية

، وكاد أن يشكل  مرشحيها الحكومة في سيول، لكن الإدارة الأمريكية وفي ظل أجواء الحرب الباردة  كانت تخشى من الميول اليسارية للعديد من المرشحين.

ثم بدأ الخلاف على النفوذ بين الروس والأمريكان، رغم أنه كان هناك بينهما على تنظيم وإجراء انتخابات لإعادة توحيد كوريا في عام 1948، لكن بسبب الرغبة في النفوذ والسيطرة لم يثق كل الطرفين في الآخر، وأرادت أمريكا أن تكون شبه الجزيرة الكورية تابعة للنظام الرأسمالي، في حين أراد السوفييت أن تكون كوريا تابعة للنظام الاشتراكي.

تأكيداً للنفوذ عين الأمريكان ” سينغمان ” رئيسا حاكماً  لكوريا الجنوبية، بعد أن أعلن الجنوب نفسه دولة في مايو عام 1948، وتم تعين السوفيت ” كيم إيل سونغ ”  زعيماً للشمال أو كوريا الشمالية.

وفي عام 1950 قرر كيم إيل سونغ محاولة إعادة توحيد الكوريتين تحت الحكم الشيوعي، وقرر غزو كوريا الجنوبية، وعَمقت هذه الحرب التي قتلت ما يزيد عن  3 ملايين كوري، فكرة التقسيم، وأصبحت شبة الجزيرة الكورية دولتين إحداهما في الشمال والأخرى في الجنوب.