طريقة جديدة لمكافحة مرض السل

استخدمت مجموعة من الباحثين منهجا منتظما، للحصول على نظرة جديدة تماما على الأشخاص المصابين بالسل، وقد كشفت دراستهم عن التفاعلات بين السل والبروتينات البشرية، التي يمكن أن توفر أساليب جديدة لمكافحة العدوى .

مرض السل

السل هو أحد الأسباب العشرة الأولى للوفاة في جميع أنحاء العالم، ما يقرب من 2 مليون شخص يموتون كل عام من هذا المرض المعدي، وهناك ما يقدر بنحو 2 مليار شخص مصابون بالعدوى بشكل مزمن، إن اللقاح الوحيد الذي تم تطويره منذ ما يقرب من 100 عام، يوفر حماية محدودة ويصبح المرضى أكثر مقاومة للأدوية المتاحة، وعلى الرغم من هذا التأثير الكبير على البشرية، لا يعرف إلا القليل عن كيفية تطور السل وانتشاره في الجسم .

و

مرض السل

هو مرض معقد، نظرا إلى أنه يسببه بكتيريا مكونة من 4000 جينة، مقارنة بالفيروسات التي تحتوي على 10 أو 15 جينا بشكل عام، وأثناء العدوى، تنتج هذه الجينات حوالي 100 بروتين داخل الخلايا البشرية، لكن حتى الآن، لم يكن العلماء يعرفون شيئا عما تفعله هذه البروتينات في الجسم .

دراسة جديدة حول علاج مرض السل

استخدمت مجموعة من الباحثين من معاهد جلادستون،

جامعة كاليفورنيا

في سان فرانسيسكو ( UCSF )، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، نهجا منتظما للحصول على نظرة جديدة تماما على الأشخاص المصابين بالسل، وكشفت دراستهم التي نشرت في المجلة العلمية ” الخلية الجزيئية “، عن التفاعلات بين السل والبروتينات البشرية، التي يمكن أن توفر مناهج جديدة لمكافحة العدوى، وقال نيفان جيه كروغان، الباحث الرئيسي في معاهد جلادستون ومديرها : ” من خلال فهم أفضل للآليات التي يستخدمها مرض السل لتعطيل الاستجابة المناعية، يمكننا في نهاية المطاف تحسين استراتيجيات اللقاح، وكذلك استكشاف علاجات لاستكمال المضادات الحيوية ” .

استخدم كروغان وزميله جيفري س. كوكس، من جامعة كاليفورنيا بيركلي، مقاربة تعتمد على قياس الطيف الكتلي، لتحديد التفاعلات بين بروتينات السل والبروتينات البشرية، وتعمل هذه التكنولوجيا من خلال وضع خطاف على بروتينات السل، وعندما يتم طردها من الخلايا البشرية، تأتي معها البروتينات البشرية التي تعلق بها، لذلك يمكن للعلماء أن يروا هذا التفاعل، وباستخدام هذه الطريقة، استهدف فريق العلماء 34 بروتينا من السل، والتي لم يسبق اكتشافها من قبل في أي دراسة أخرى، وقال كروجان وهو أيضا أستاذ في الصيدلة الخلوية والجزيئية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو : ” وجدنا 187 تفاعلا بين بروتينات السل والبروتينات البشرية، وكل واحدة من هذه الروابط يمكن أن تمثل في النهاية هدفا للعلاج، أي طريقة جديدة لمكافحة مرض السل ” .

السل واحد من أكثر 10 أمراض مميتة في العالم

من خلال دراسة كيفية تفاعل البروتينات والعمل معا، يمكن للعلماء البدء في تعيين البروتينات على المسارات وإيجاد روابط غير متوقعة، ويمكنهم بعد ذلك مقارنة تفاعلات البروتين عبر العديد من العوامل الممرضة وتحديد أوجه التشابه، ولتحقيق هذه الغاية، قام كروغان وكوكس مؤخرا بتأسيس مبادرة رسم خرائط مسببات الأمراض للمضيف، ومن خلال هذه المبادرة، سيقومون بتخطيط شامل لشبكات الجينات والبروتينات التي تسبب الأمراض المعدية، وتطوير تقنيات تؤدي إلى علاجات جديدة وموجهة، كما ساعد العلماء على إطلاق برنامج أبحاث الأمراض الفيروسية والعدوى الحيوية في جلادستون، وذلك في عام 2017، والهدف من هذا البرنامج هو تطوير علاجات موجهة للمضيف .

يقول كروغان : ” معظم العلاجات لمكافحة العدوى تستهدف حاليا الفيروس أو البكتيريا، لكن الفيروسات والبكتيريا تتحول بسرعة وتطور مقاومة للعلاجات القائمة، وبدلا من ذلك، نريد أن نستهدف بروتينات المضيف البشري المشاركة في المسارات المشتركة، وهذا قد يسمح لنا بتطوير علاجات تستخدم دواء واحد لعلاج مسببات الأمراض المتعددة “، وقد حدد العلماء بالفعل مسارات مشتركة بشكل شائع في الخلايا البشرية، والجينات البشرية التي اشترك فيها السل، على سبيل المثال، هي نفس الجينات المتحورة في العديد من الحالات المرضية الأخرى، بما في ذلك السرطان والتوحد، وأضاف كروجان : ” الأمر يتعلق بكشف كعب أخيل الخلية أي نقطة ضعفها، واستهدافه لمحاربة العديد من الأمراض في وقت واحد ” .