العلاقة بين مرض النقرس والفركتوز
معظمنا يعرف كيف يؤثر السكر على محيط الخصر لدينا، فالكثير من الاشياء الحلوة تساهم في الإصابة بالسمنة، وأمراض أخرى مثل السكري وأمراض القلب، إن المبالغة في نوع واحد من السكر على وجه الخصوص – شراب الذرة عالي الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة – يمكن أن يؤدي أيضا إلى الإصابة بنقرس مؤلم، وبالنظر إلى أن الشخص الأمريكي العادي يأكل من 22 إلى 30 ملعقة صغيرة من السكر يوميا، فإن النقرس هو خطر صحي كبير يمكن أن يصاب به الأشخاص في الولايات المتحدة .
معلومات عن الفركتوز
الفركتوز هو سكر طبيعي موجود في الفاكهة والعسل، وشراب الذرة عالي الفركتوز هو محلول من صنع الإنسان يتم إنتاجه من الذرة، وهو يتألف من 55 بالمائة من الفركتوز و 45 بالمائة من الجلوكوز، ولماذا هذا النوع من السكر بالتحديد أصعب على المفاصل من الأشكال الأخرى من السكر، مثل
الجلوكوز
؟، لأنه يتم استقلاب الفركتوز بشكل مختلف عن الجلوكوز، حيث يقول الدكتور بيتر سمكين، أستاذ الطب الفخري في كلية الطب بجامعة واشنطن في قسم أمراض الروماتيزم، أنه عندما يكسر الجسم الفركتوز، يتم إطلاق مركبات كيميائية تسمى البيورينات، وينتج عن انهيار البيورينات حمض اليوريك، وهو المادة التي تشكل بلورات مؤلمة في المفاصل وتسبب النقرس، وفي غضون دقائق بعد تناول المشروبات الغازية عالية الجودة من فركتوز شراب الذرة، ترتفع مستويات حمض اليوريك .
المشروبات الغازية وارتفاع خطر الإصابة بالنقرس
كان يعرف النقرس على أنه ” مرض الأغنياء “، لأنه في وقت من الأوقات كان الرجال الأثرياء هم الوحيدون القادرين على شراء الأطعمة الغنية – لحم العجل، الأسقلوب، اللحوم الحمراء، الكحول – التي تسببت في الإصابة بالنقرس، واليوم النقرس هو مرض أي رجل – والعديد من النساء أيضا، وقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع المؤلم من التهاب المفاصل في العقود القليلة الماضية، ويربط الخبراء زيادة استهلاك الصودا في الولايات المتحدة بالنقرس، فقد وجدت دراسة عام 2008 أن الرجال الذين يشربون اثنين من المشروبات الغازية السكرية يوميا، لديهم خطر أعلى بنسبة 85 في المائة للإصابة بمرض
النقرس
، من الرجال الذين يشربون أقل من زجاجة صودا واحدة في الشهر .
العلاقة بين السمنة والإصابة بالنقرس
المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة السكرية تسهم أيضا في السمنة، وهو في حد ذاته أمر خطير للإصابة بالنقرس، فالأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ينتجون المزيد من
حمض اليوريك
، ولا تقوم الكلى بإزالته بسرعة، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الخطر النسبي للنقرس، يكون الضعف عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، مقارنة بالذين لا يعانون من السمنة، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يصابون بمرض النقرس بمعدل ثلاث سنوات أسرع، من الأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي .
العلاقة بين فركتوز الفاكهة والإصابة بالنقرس
ربط الباحثون أيضا عصير الفاكهة وأنواعا معينة من الفاكهة، مثل التفاح والبرتقال، مع خطر النقرس، ففي إحدى الدراسات كان الرجال الذين شربوا كوبين أو أكثر من عصير الفاكهة في اليوم، أكثر عرضة مرتين تقريبا للإصابة بالنقرس، من أولئك الذين شربوا أقل من كوب يوميا، ومع ذلك هذا لا يعني أنه يجب التخلي عن الفاكهة في النظام الغذائي، لأن المسألة تعد مسألة كمية، فالفاكهة عالية في التغذية، إلا أنه من المهم بشكل خاص متابعة الكمية لاسيما فيما يتعلق الأمر بعصير الفواكه، لأنه أكثر تركيزا في الفركتوز، خاصة إذا كان الشخص معرضا بالفعل لخطر النقرس بسبب وزنه أو عوامل أخرى .
السيطرة على مخاطر النقرس
الحد من أو تجنب المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة هو أحد الطرق لخفض احتمالات الإصابة بالنقرس، فبمجرد الإصابة بالمرض، يجب أن يكون النظام الغذائي جزءا واحدا من استراتيجية العلاج، لأنه إذا استطاع المريض التحكم في فرط حمض يوريك الدم ( مستويات حمض اليوريك العالية )، يمكنه التحكم في النقرس، لكنها مشكلة تستمر مدى الحياة، والأدوية التي تسمى مثبطات زانثين أوكسيديز تخفض كمية حمض اليوريك الذي يصنعه الجسم، وتساعد
الكليتين
على إزالة المزيد من حمض اليوريك .
ويوصي الأطباء بأخذ الدواء باستمرار، حتى إذا كان هناك شعور بالتحسن، ويجب الاحتراس من جميع الأطعمة التي تزيد من حمض اليوريك في الجسم – بما في ذلك اللحوم والمأكولات البحرية والكحول، مع الالتزام بالأدوية والنظام الغذائي .