قصة حجرف الذويبي مع الذيب
حجرف الذويبي
: هو حجرف بن عياد بن عبد الله الذويبي العمري الحربي من عائلة الذويبي، وهي واحدة من أشهر عائلات
قبيلة حرب
، وهو أحد أمراء قبائل بني عمرو، وكان حجرف مشهورًا بالكرم الشديد والذي قد يبدوا للكثير كرم زائد عن حده، وهناك الكثير من القصص التي تحكي كرمه وشجاعته وتوكله على الله
هناك قصيدة للشاعر عايض بن شجاع الشلوي في حجرف الذويبي :
وفعل الذويبي بالتواريخ ملموح يوم أغبرت شهب السنين وجهرهم
وقتٍ يخلي قاسي الرأس مطروح وطى زعانيف الرجال وقهرهم
وقف لها حجرف على عالي الصوح وخسر الحلال ولابـه ماخسرهم
قدم كبيرات المثاني علـى الفوح وأطعم بها الشيبان حزة كبرهم
لين أصبحت شداتهم عذر ومزوح ولان الزمان اللي من أول عسرهم
على العدو سمٍ سقطري وذرنوح وبالجود والمعروف كلٍ شكرهم
للصاحب أحلى من قراحٍ بلحلوح ويضفي على الجمع المعادي خطرهم
قصة حجرف الذويبي مع الذيب
:
اشتهر حجرف الذويبي بالكرم الشديد حيث أنه كان ينفق كل ما يمتلك حتى يكرم ضيفه، وكان يذبح لهم الذبائح حتى ينفذ كل ما يملك من ابل، ولكن هذا لم يجعله يتوقف عن كرمه المعتاد فإذا لم يجد شيئاً يذبحه يذبح الشاة التي يشرب أبنائه من حليبها، أو يذبح
الابل
التي يركبها ويتنقل بها.
وعلى الرغم من أن الكثير من قومه يرون أنه كرمه زائد عن الحد وأنه يجب أن يكون أكثرا حرصا، إلا أنهم كانوا يجمعون له بعض من الابل ويعطونها اليه بدلا من التي كان يذبحها للضيوف أو التي كان يعطيها لأي شخص يطلب منه حاجة أو معروف وقد اعتدوا على فعل ذلك في كل مرة.
وبعدما انهي حجروف كل الابل التي يمتلك وذبح
الناقة
التي ينتقل بها لأحد ضيوفه، اجتمع رجال القبيلة حتى يجمعوا له بعض الابل، وكانوا سيسافرا ليكونوا بالقرب من الماء في فصل الصيف، فاقترح احدهم أن يعطوا لحجرف درساً قبل أن يعطوه الإبل لعله يصبح أكثر حرصا ويحافظ على الأقل على الناقة التي يتنقل عليها، واتفقوا رجال القبيلة على رأي الرجل، وقرروا أن يرحلوا ويتركوه حتى يعرف مدى حاجته إلى دواب ينتقل بها هو وعائلته ، واتفقوا ان ينتظروا عدة أيام ثم يقوموا بإرسال الإبل التي تنقله هو وأهله.
وبالفعل رحل اهل القبيلة وتركوه دون أن يلتفت منه أحد وبقى هو وحيدا وعائلته في المكان، وعندما عاد إلى بيته أخذت زوجته تعاتبه وتلومه على كرمه الشديد وتجبره أنهم لو كانوا يمتلكون ابل لاستطاعوا اللحاق بباقي القبيلة، لم يستطع حجرف النوم في تلك الليلة وفي الصباح الباكر خرج من بيته وهو حزين ومهموم، وذهب إلى مكان مرتفع وبعد أن وقف في هذا المكان وتلفت حوله وجد ذيب أعمى يقف فاتحاً فمه ولا يتحرك وإذا بعصفور يقف على فم الذيب وكان يظن أن يقف على غصن شجرة فالتهمه الذيب ثم اختفى من أمام حجرف .
وفي وقت العصر ظهر الذيب مرة أخرى وفتح فمه كالمرة السابقة فإذا بطائر أخر يدخل فمه فيلتهمه الذيب، ثم يختفي الذيب مرة أخرى، وبعد مراقبة حجرف له أدرك أن الذي يرزق هذا الذيب الاعمى قادر أن يرزقه وأن الله لن يتركه أبداً، ثم أخذ ينشد :
يقول ابن عياد وإن بات ليله ماني بمسكين همومه تشايـلـه
أنا اليا ضـاقت عليه تفرجت يرزقني اللي ما تعدد فضـايـلـه
يرزقني رزاق الـحيـايا بحجرها لا خايـلت برقن ولا هي بحـايـلـه
تـرى رزق غيـري يـا ملا ما ينولني ورزقـي يجـي لـو كـل حــي يحايـلـه
جمـيـع مــا حشنـا ندور به الثنـا وما راح منا عارضنا الله بدايله
نـوب نحـوش الفـود مـن ديــرة الـعـدا ونـخزز اللي ذاهباتن عدايله
خـزن بالأيدي مـا دفعنـا بهـا الثمنث منهـا الدمـا بمطـارد الخيـل سايـلـه
مـع لابتـن فرسـان ننطـح بهـا الـعـدا كم طامـعـن جـانـا غنـمـنـا زمـايـلـه
نكسب بهم مكسب وننزل بهم خطر والله مـــن قـفــرن رعـيـنـا مسـايـلـه
وعندما عاد حجرف في المساء إلى بيته ونام، سمع صوت ابل عند منتصف الليل فظن أنهم ضيوف ولم يعرف من أين يأتي لهم بالعشاء وهو لا يمتلك أي شيء الان، وعندما خرج وجد نفسه محاط برعية إبل كاملة ولا يوجد معه أحد، وكانت تحمل وسم قبيله معاديه لقبيلته، وكان يبدوا انها ابل قبيلة غزت على قبيله اخرى، فأخذها حجرف وتبع قبيلته التي تعجبت من وصول الذويبي ومعه كل هذه الابل، وعندما عرفوا القصة لم يعاتبوا مرة أخرة على كرمه.