تفسير قول الله تعالى ” خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه “
قال تعالى في كتاب الكريم في سورة الحاقة في الاية الثلاثون والواحد وثلاثون ” خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه “، وفيما يلى تفسير الآية الكريمة .
تفسير قول الله تعالى ” خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ” :
–
تفسير ابن كثير :
فسر
ابن كثير
قوله تعالى ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه )، أي أن الله تعالى يأمر الزبانية أن تأخذ أحدهم من المحشر ويقوموا بوضع الأغلال في عنقه ثم يذهبون به إلى جهنم ويغمره فيها.
وقيل عن المنهال بن عمرو في الآية الكريمة : إذا قال الله عز وجل ( خذوه ) ابتدره سبعون ألف ملك، إن الملك منهم ليقول هكذا، فيلقي سبعين ألفا في النار، وقد قال ابن أبي الدنيا في (الأهوال) : أنه يبتدره أربعمائة ألف ، ولا يبقى شيء إلا دقه، فيقول : ما لي ولك ؟ فيقول : إن الرب عليك غضبان ، فكل شيء غضبان عليك .
وقال الفضيل ابن عياض في قوله تعالى ( خذوه فغلوه ) : ابتدره سبعون ألف ملك، أيهم يجعل الغل في عنقه، وفسر قوله تعالى ( ثم الجحيم صلوه ) أي اغمروه في الجحيم.
– تفسير الطبري
: فسر
الطبري
قوله تعالى : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ )، حيث يأمر الله تعالى الملائكة من خزّان جهن أن يشدوه بالأغلال ويأخذونه إلى جهنم، فسر قوله تعالى (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي ثم خذوه إلى نار جهنم وأوردوه فيها ليصلى فيها.
– تفسير القرطبي :
فسر
القرطبي
قوله تعالى ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ )، حيث قيل أن يأخذه مائة ألف ملك ثم يقوموا بجمع يده إلى عنقه، كما أمر الله تعالى ويشدوه بالأغلال، وفسر قوله تعالى ( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) أي بعدما قاموا بتقيده بالأغلال يذهبون به إلى الجحيم حتى يجعلوه يصلى الجحيم.
تفسير ابن عاشور :
فسر قوله تعالى (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)، فقوله تعالى (خذوه ) هي لقول محذوف موقعه يعود إلى قوله تعالى (فيقول يا ليتني لم أَوْت كتابيه) في الآية الخامسة والعرين من السورة، و (خذوه ) تعود على المأمورين حيث يأمرهم الله تعالى أن يأخذوه، وهم الملائكة الموكلون بأخذ أهل النار إلى جهنك حتى يلقون مصيرهم من العذاب.
والأخذ هو الإِمساك باليد، وقوله تعالى (فغُلُّوه) وهو أمر للملائكة أن يضعونه في الغلال وهو القيد الذي يشبه قيد الاسرى، حيث يتم وضع الايدي إلى العنق ويشدوا الاغلال عليه، وهو فعل مشتق من اسم جامد ولم يسمع إلاّ ثلاثياً ولعل قياسه أن يقال : غَلَّله لأن الغل مضاعف اللام .
فسر قوله تعالى ( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ )، تم استخدام “ثم” في قوله (ثم الجحيم صلُّوه) لكي تفيد التراخي الرتبي لأن الجملة معطوفة وحتى يظهر بها أن العقاب اشد من ووضعه في الأغلال وأن ما ينتظره في جهنم أشد عذابا، وتم استخدام قوله (صلوه) حتى يضاعف العذاب الذي ينتظره في جهنم، لأن صَلِي النار تعني أصابته بحرق من النار أو تدفَأ بها، فإذا عدّي قيل : أصلاه ناراً ، وصلاَّه ناراً .
– تفسير البغوي :
فسر قوله تعالى (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)، حيث يأمر الله تعالى خزنة جهنم أن يأخذوه ويغلوه أي يجمعوا يده إلى عنقه استعدادا ليتلقى العذاب الذي ينتظره، وفسر قوله تعالى (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) أي خذه بعد تقيده واذهبوا به إلى جهنم حتى يصل إليه نارها وعذابها.
– تفسير السعدي :
فسر السعدي قوله تعالى ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)، عندما يأمر الله تعالى بعذابه فيقال الزبانية الغلاظ الشداد بأخذه ووضعه في الغلال، حيث يقومون بوضع الاغلال في عنقه ، وفسر قوله تعلى ( تُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) بعد أن يقوما بوضع الاغلال سيذهب إلى العذاب الاكبر حيث يأخذونه إلى جهنم ليتعذب على جمرها ولهيبها.