تطوير علاج مناعي جديد لمرض السرطان
عندما قام العلماء بتحليل كميات هائلة من البيانات المعلقة بجينات السرطان، وجدوا تغيرات جزيئية غير مسبوقة، وهذه الاكتشافات يمكن أن تساعد في تطوير علاجات السرطان الجديدة .
تطوير علاج مناعي جديد لمرض السرطان
قام فريق بحث بقيادة غونار رايتش، أستاذ المعلومات الحيوية الطبية في ETH Zurich، بتقييم أكبر مجموعة من البيانات الوراثية في طب السرطان : أطلس جينوم السرطان في الولايات المتحدة، حيث يجمع الأطلس معلومات وراثية حول الخلايا السرطانية من عدة آلاف من مرضى السرطان، و 33 نوعا من السرطان على مستوى
الحمض النووي
الريبي و DNA من خلال تحليلهم، وقد اكتشف علماء ETH تغييرات جزيئية جديدة خاصة بالسرطان، يمكن أن تساعد في تطوير علاجات جديدة له، وقد ركزت العديد من التحليلات الجينية السابقة للخلايا السرطانية، على الحمض النووي الخاص بهم ” النسخة الأساسية ” من المعلومات الوراثية إذا جاز التعبير، وقد فحصت هذه الدراسات الجينات لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على طفرات خاصة بالورم .
بالإضافة إلى ذلك، تم دراسة ما إذا كانت الجينات نشطة بشكل خاص أو غير نشطة تبعا للورم، والآن ذهب الباحثون في ETH خطوة أبعد، وألقوا نظرة أقرب على جزيئات RNA، المسؤولة عن نقل DNA الخلية، ولكن قبل أن تصبح هذه الجزيئات بمثابة مخطط لعملية التخليق الحيوي للبروتينات، فإنها تخضع لسلسلة من العمليات الخلوية التحويلية : في عملية تسمى التضفير، حيث تقطع الإنزيمات المتخصصة أقساما كاملة من جزيء RNA، وتنضم إلى التسلسلات على كلا الجانبين معا، ويمكن تقطيع جزيء الحمض النووي الريبي ( RNA ) في مجموعة من الطرق المختلفة، والتي يشير إليها الخبراء بـ ” الربط البديل “، بعبارة أخرى، يمكن لجزيء RNA، كنسخة من الجين، أن يسلم مخططا لأشكال بروتينية مختلفة، حيث يتم وضع الأساس الذي يتم وضعه أثناء عملية الربط .
الربط البديل يحدث بشكل متكرر
في تحليلهم للربط البديل الخاص بالورم، نظر رايتش وزملاؤه في حجم غير مسبوق من بيانات السرطان الجيني، وفحص متواليات في جزيئات الحمض النووي الريبي، من 8700 مريض بالسرطان، ووجد الباحثون عدة عشرة آلاف من المتغيرات التي لم يجر وصفها سابقا، من التضفير البديل الذي يتكرر مرارا وتكرارا في العديد من مرضى السرطان، كما تمكن الباحثون من إظهار أنه في غالبية أنواع السرطان التي تم اختبارها، حدث التضفير البديل بشكل أكثر تكرارا في أنسجة الورم منه في الأنسجة السليمة، وهو واضح بشكل خاص في الأورام الغدية الرئوية، حيث يحدث التضفير البديل بنسبة 30 % أكثر من تلك الموجودة في العينات السليمة .
وبفضل هذه الدراسة، اكتسب الباحثون رؤى جديدة حول العوامل الجزيئية التي تسبب ارتفاع معدل التضفير البديل في الخلايا السرطانية، وبعض الطفرات الجينية التي تشجع التشبيك البديل معروفة بالفعل، ولكن الآن تمكن الفريق من التعرف على أربعة جينات أخرى جديدة .
إمكانية خلق علاجات جديدة
يؤدي
السرطان
إلى تغيرات جزيئية ووظيفية في الخلايا، كما يقول أندريه كاهلز، وهو زميل ما بعد الدكتوراه في مجموعة رايتش، وأحد مؤلفي الدراسة الرئيسيين : ” على المستوى الجزيئي، لا تأتي التغييرات فقط في شكل طفرات فردية من الحمض النووي، والتي عرفنا عنها منذ فترة طويلة، ولكن أيضا تأتي إلى حد كبير في شكل أنواع مختلفة من التضفير الريبي “، ويقول الباحثون إن كل التغيرات الجزيئية المكتشفة حديثا في الـ RNA، ليست بالضرورة تسبب تغيرات وظيفية في الخلايا السرطانية، ومع ذلك، يمكن للاختلافات الجزيئية أن تبلغ عن طرق العلاج الجديدة – على سبيل المثال، يمكن معالجة الخلايا التي تتميز بأنماط الربط النمطية للسرطان بالعلاج المناعي .
العلاج المناعي
في
العلاج المناعي
للسرطان المستهدف، يتم تدريب الجهاز المناعي للجسم على التعرف على علامات السرطان الجزيئية النموذجية، حتى تتمكن من مهاجمة الأنسجة السرطانية وقتلها، ويتم ترك أنسجة الجسم الصحية دون تدمير، وفي الوقت الحالي لا يمكن علاج سوى أقلية من مرضى السرطان بهذه الطريقة، حيث أن العلامات الخاصة بالأورام المناسبة للاستخدام في العلاج المناعي، لم تكن موجودة إلا في حوالي 30 % فقط من الحالات، وتؤدي الاختلافات التي تم اكتشافها حديثا في التضفير البديل، إلى تغييرات في البروتينات التي بدورها يمكن أن تستخدم أيضا كعلامات خاصة بالأورام : فقد تبين أن 75 % من الحالات تظهر هذه العلامات الجديدة، التي يمكن استخدامها في تطوير أدوية معينة .
المصدر :
ساينس ديلي