علاقة تلوث الهواء بالصحة العقلية
يؤثر تلوث الهواء على صحة الإنسان بصورة عامة ، و على صحته العقلية و النفسية بصورة خاصة ، فقد وجد الباحثون أن هناك علاقة قوية بين تلوث الهواء و التغيرات السلوكية للإنسان .
علاقة تلوث الهواء بالصحة العقلية للإنسان :
تم إجراء دراسة حديثة في
جامعة واشنطن
بهدف معرفة العلاقة بين تلوث الهواء و الصحة العقلية للإنسان ، و قد اعتمدت الدراسة على حوالي 6000 شخص ، و قام الباحثون بدمج قاعدة بيانات لتلوث الهواء مع السجلات المرافقة للأحياء السكنية للمشاركين في الدراسة ، و ركز الباحثون جهودهم في قياس الجسيمات الدقيقة .
و التي هي عبارة عن مواد تنتجها محركات السيارات و المدافئ و أفران الخشب و محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الفحم أو الغاز الطبيعي ، و التي يقوم الإنسان باستنشاقها ، بقطر أقل من 2.5 ميكرومتر و يمتصها الدم ، و قد أشار الباحثون إلى أن الجسيمات الصغيرة أكثر ضررًا من الجسيمات الكبيرة ، فهي تصل قرابةَ 12 ميكروغرام لكل مترٍ مكعب .
و قد جرت الدراسة كالتالي ؛ عاش المشاركون في الدراسة في أحياء سكنية تتراوح كمية الجسيمات الدقيقة فيها ما بين 2.16 و 24.23 ميكروغرام لكل متر مكعب ، أي بمتوسط قدره 11.34 ميكروغرام للمتر المكعب ، و خلال فترة الدراسة قام الباحثون بقياس مشاعر الحزن و التوتر و اليأس و غيرها لدى المشاركين .
و قد أشارت نتائج القياس على زيادة خطر
المعاناة النفسية
، و ذلك مع ازدياد كمية الجسيمات الدقيقة في الهواء ، فعلى سبيل المثال في المناطق ذات مستوى التلوث العالي ، و الذي يصل إلى (21 ميكروغرام لكل متر مكعب) ؛ كانت نتائج المعاناة النفسية أعلى بـ17% ، و ذلك بعد المقارنة بمناطق التلوث منخفض و التي يصل فيها التلوث الهوائي نحو (5 ميكروغرام للمتر المكعب) ، و من الملفت للنظر أنه مع كل زيادة بمقدار 5 ميكروغرام للمتر المكعب في التلوث تعادل فقدان سنة و نصف من التعليم .
نتائج الدراسة :
أظهرت النتائج أن الرجال ذو البشرة السمراء و النساء ذي البشرة البيضاء كانوا أكثر تأثيرًا ب
التلوث البيئي
، و ظهرت عليهم المعاناة النفسية بشدة ، كما لاحظ الباحثون أن مستوى الاضطراب لدى الرجال السود في مناطق التلوث المرتفع أعلى بـ 34% ، و ذلك بالمقارنة بالرجال البيض ، كما كانوا أعلى بـ 55% من الرجال اللاتينيين .
أما عند النساء البيض ؛ فقد كن أكثر عرضة للاضطرابات النفسية بنسبة 39% مع زيادة مستويات تلوث الهواء ، و لذلك أكد الباحثون على أن تقليل نسبة تلوث الهواء في العالم أجمع ؛ سيكون أحد أهم العوامل التي ستقلل من مخاطر الأمراض النفسية المنتشرة في وقتنا الحالي ، و خاصة الاكتئاب و الذي قد يؤدي إلى الانتحار ، و العنف في المجتمعات .