” الديوك الفرنسية ” من منا لم يسمع تلك الجملة عند التعريف بالمنتخب الفرنسي، فهو الرمز الرسمي للمنتخب والاتحاد الفرنسي، ويُزين الديك تيشيرتات اللاعبين في جميع المناسبات الدولية والمحلية، ليس الديك شعار كرة القدم فحسب بل جميع الألعاب الأخري في

فرنسا

.

سبب التسمية :

كان الديك في عصر ما قبل الميلاد رمزا دينيًا في منطقة الشمال الغربي لأوروبا، حيث وجدت منحوتات وقصص تحتوى بشكل اساسي على الديك تؤرخ لتلك الفترة، حيث حكمها الرومان واطلق عليها بلاد ” الغال ” والتي خرجت منها فرنسا فيما بعد .

ثم أصبح هناك ارتباط وثيق بين فرنسا والديك بعد ذلك، حتى وصل الأمر إلى أن المعاديين لدولة فرنسا اخذوه مادة للسخرية منها، ولكن الفرنسيين تعاملوا مع الموضوع كنوع من العناد و اتخذوا الديك رمز للتحدي .

الديك وعصر النهضة :

ثم جاءت العصور الوسطى ” عصر النهضة ، كان الديك قد أصبح يُشكل جزءا كبيرًا من ثقافة وحياة الشعب الفرنسي، حتى وصل الأمر إلى أن اتخذته الكنيسة الكاثوليكية في تلك الحقبة رمزًا دينيا، حيث كانت الكنيسة ترى أن الديك يرمز لعودة المسيح عليه السلام وأنه علامة على طلوع الفجر والنور بعد الظلام .

ولكن شهدت الكنيسة في تلك الفترة تراجعًا ومع تراجع دور الكنيسة تراجع ايضًا استخدام رمز الديك إلى أن عاد مرة أخري في نهاية القرن الثامن عشر، ومع بداية الثورة الفرنسية لُيصبح رمز للدولة الفرنسية ودليل على تطور الدولة ونهضتها، حيث وضعت صورة الديك على ختم الدولة، كما ظهر الملك في ذلك الوقت على العديد من الصور والديك بجواره .

نابليون الأول يرفض الديك :

ظل الديك في الصدارة إلى أن تولي

الإمبراطور نابليون الأول

العرش وما كان منه ألا أنه رفض أن يكون رمز فرنسا هو الديك، وعلل ذلك الفرمان الملكي ” أن الديك ما هو ألا طائر ضعيف لا يصح أن يكون رمزا لإمبراطورية كبيرة وعظيمة مثل فرنسا”، وظل الديك مغضوبًا عليه ومحاربًا في عهده وولايته، إلى أن رجع الديك مرة أخرى لأفضل من مكانته الأولى عام 1830 م .

وأصبح الديك يتصدر كل شي وصورته في كل مكان في فرنسا، ووضعت صورته على أزرار ملابس الحرس الوطني الفرنسي، كما تعالت صورته ورفرفت على علم الحرس الوطني، حتى السياج الخاص لقصر الإليزيه تم تزينه بصورة الديك .

الديك الفرنسي في القرن العشرين :

أصبح الديك مع بداية القرن العشرين يُعبر عن الهوية الفرنسية وأصبح شعارًا ولكن غير رسمى للبلاد، وتم وضع صورته على العملات الذهبية، وفي عام 1908 اتخذه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم شعارًا له وظل إلى الآن رمزا لأهم لعبة شعبية في فرنسا، بل رمزا لجميع الرياضات الأخرى في فرنسا .

وأصبح الديك رمزًا لجلب الحظ والمقاومة والإصرار وعدم الاستسلام، وعندما قررت اللجنة الأوليمبية عام 1997 سحب شعار رمز الديك من قبلها، ثار غضب الرياضيين الفرنسيين واحتجوا على القرار و وصفوه بأنه مُهين لقّيم دولة فرنسا .

الديك ومونديال كأس العالم :

” الديوك الفرنسية “، بدأت شهرة هذا اللقب في عام 1998 ومونديال كأس العالم، والذي حصلت فيه فرنسا على اللقب، ومنذ ذلك الوقت والديك أصبح رمزا قويا للمنافسة، كما حمله ديديه ديتشامب، قائد المنتخب الفرنسي الديك وقتها بالملعب، ومؤخرًا تم استخدام شعار الديك كرمز للمنتخب الكروي الفرنسي، ويظهر الديك وهو رافع قدمه استعدادا للمواجهة والنزال .

ومن الطرائف الخاصة بالفرنسيين والديك، أنهم يؤمنون بضرورة رمي الديك في الملعب قبل بداية المباريات الهامة لكي يجلب الحظ للفريق .