العلاقة بين الصداع والصرع

الصداع النصفي والصرع لديهم عدة أمور مشتركة، انهم في كثير من الأحيان يتشابهون في الاعراض، وغالبا ما يتم تشخيص الحالة بطريقة خاطئة،  ويتم تناول الأدوية المختلفة الفعالة في علاج

الاضطرابات السلوكية

، قد تساعد الأبحاث الحديثة في توضيح العلاقة بين الاثنين وتسليط الضوء على خيارات التشخيص والعلاج الأكثر ملاءمة.


مرضى الصداع النصفي والصرع :


المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بالصرع، والمرضى الذين يعانون من الصرع أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، وقال بافيل كلاين وهو دكتوراه في الطب وايضا مدير مركز الصرع والنوم وسط الأطلسي ومستشار الأعصاب، انه في الواقع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الاستيلاء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي مرتين، الأمر الذي قد يؤدي غالبًا إلى التشخيص الخاطئ.

هناك قواسم مشتركة بين الاضطرابين في الأعراض السريرية، خاصة فيما يتعلق بالاضطرابات البصرية وغيرها من الاضطرابات الحسية والألم وتغيير الوعي.

على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من

الصداع النصفي

الذي يسبب أعراض عصبية بؤرية، او يشعر بخدر في الذراع أو الوجه، قد يبدو أنه يعاني من نوبة صرع، من المعروف أيضًا أن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبات، وفي سيناريو أقل شيوعًا، في حالة شخص مصاب بالصداع النصفي الحاد، من الممكن أن يؤدي ضغط الألم إلى حدوث نوبة، وقد أوضح كلاين تلك الأسباب.


بعض الأسباب المتعلقة بالاضطرابات :


الأسباب المحتملة للعلاقة الوثيقة بين الإثنين من الاضطرابات متنوعة، يمكن أن تكون هناك ركائز مشتركة تسبب كلا من الصداع والنوبات، وقال دكتور كلاين على سبيل المثال ان هناك حالة تسمى الصرع الحميد للطفولة ترتبط عادة بالصداع النصفي، وكثيرا ما يتم التشخص الخطأ على هذا النحو، في حين أن هناك احتمال آخر هو أن الصداع النصفي يمكن أن يؤدي إلى أشكال خفيفة من التلف في الدماغ تزيد من خطر الإصابة بالصرع، وقد وجدت الدراسات أن التصوير بالرنين المغناطيسي لبعض المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي تظهر مناطق صغيرة من الآفات الغير الطبيعية، كما ان الباحثون لم يكونوا متأكدين بعد من السبب، ولكن من الممكن أن يكون ذلك الندب نتيجة لسكتة دماغية لا تظهر أعراضها، و الندب يؤدي إلى إعادة تنظيم الشبكة المحلية التي يمكن أن تؤدي إلى نوبات الصرع، كما قال كلاين.


ما الدور الذي تلعبه الوراثة؟ :


كان البحث المنشور في Epilepsia في عام 2013 أول من قام بالتحري عن دور علم الوراثة في علاقة الصداع النصفي والصرع، وبعد اختبار 7300 مشاركا يعانون من

الصرع

، انقسم الباحثون منهم إلى مجموعتين غير متفقين، واحدة مع الصداع النصفي له علاقة بالصرع،  وواحد مع ان الصداع النصفي ليس له علاقة بالصرع، وقد أجرى مقابلات مع المشاركين حول تاريخ عائلاتهم من اضطرابات الاستيلاء، وأظهرت النتائج أن تاريخ الصداع النصفي مع الصرع، ازداد بشكل ملحوظ في المشاركين المسجلين مع اثنين أو أكثر من الأقارب المتأثرين الإضافيين من الدرجة الأولى، مما يدعم فرضية الباحثين عن القابلية الجينية المشتركة للصداع النصفي والصرع.

ولكن ما يقرب من ثلثي حالات الصرع ليس لها سبب معروف ، وقد تلعب العوامل الوراثية دورًا حاسمًا في تلك المجموعة الفرعية من الحالات