المملكة تقرر غلق مضيق باب المندب وتعليق الشحنات

قررت المملكة إغلاق مضيق باب المندب، وتعليق كافة شحنات نقل النفط الخام التي كانت ستمر من خلاله، وقد أعلن عن هذا وزير الطاقة السيد خالد الفالح، الذي أعلن أن هذا القرار كان لابد منه لكي تصبح حركة الملاحة آمنة، بعد أن قام الحوثيون باستهداف قافلتي نفط تابعين لشركة ” البحري “، يوم الأربعاء الموافق 25 من يوليو الجاري .


المملكة تقرر غلق مضيق باب المندب وتعليق الشحنات


تعرضت ناقلتي نفط سعوديتين تحمل كل منها ما يقدر بـ 2 مليون برميل، لهجوم من قبل ميلشيات الحوثي، أثناء عبورهم مضيق باب المندب، وعلى إثر ذلك قررت المملكة غلق مضيق باب المندب، وتعليق كافة شحنات نقل النفط الخام من خلاله، لكي تصبح حركة الملاحة آمنة، وأكد السيد

خالد الفالح

وزير الطاقة بالمملكة، أن تهديدات جماعة الحوثي الإرهابية، تؤثر بلا شك على حركة التجارة العالمية والملاحة البحرية، في مضيق باب المندب والبحر الأحمر .


نبذة عن مضيق باب المندب



مضيق باب المندب

هو مضيق يقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية، وجيبوتي واريتريا في القرن الإفريقي، وهو يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ويعمل باب المندب كحلقة استراتيجية بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، ​​عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وفي عام 2006، كان ما يقدر بنحو 3.3 مليون برميل ( 520.000 م 3 ) من النفط، يمر عبر المضيق في اليوم، من إجمالي عالمي يبلغ حوالي 43 مليون برميل في اليوم ( 6،800،000 م 3 / يوم ) .

وفي 22 فبراير 2008، كشفت شركة يملكها طارق بن لادن عن خطط لبناء جسر يدعى ” جسر الأبراج ” عبر المضيق، يربط اليمن بجيبوتي، وأصدرت شركة الشرق الأوسط للتنمية ذ.م.م إخطارا، لإنشاء جسر يمر عبر البحر الأحمر ليكون أطول ممر مروري في العالم، وتم تعيين المشروع لشركة الهندسة COWI بالتعاون مع الاستوديو المعماري Dissing + Weitling، وكلاهما من الدنمارك، وتم الإعلان في 2010 عن تأجيل المرحلة الأولى، واعتبارا من منتصف عام 2016، لم يسمع أي شيء آخر عن المشروع .


أهمية باب المندب


يعد مضيق باب المندب أحد أهم الممرات الرئيسية للنفط في العالم، وبحسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2016، يمر من خلاله 4.8 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية في اليوم، وقد تمثلت أهمية باب المندب بعد افتتاح قناة السويس، وزادت أهمية المضيق أكثر كون عرض قناة عبور السفن، التي تقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، يبلغ 16 كم، وعمقها 100 – 200 م، وهذا يمكن مختلف السفن وناقلات النفط عبور الممر بسهولة، وذلك على محورين متعاكسين متباعدين، حيث يسمح باب المندب لصادرات النفط الخام التي تسير إلى السوق الأوروبية، بالمرور من خلاله إما عن طريق خط أنابيب سوميد، وهو الخط الذي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، أو عن طريق قناة السويس .


الخيارات الأخرى أمام المملكة بعد غلق مضيق باب المندب


هناك خيارات أخرى يمكن للمملكة أن تقوم بها، بعد قرارها بإغلاق مضيق باب المندب، ومن هذه الخيارات : إمكانية استخدام خط الأنابيب الضخم الذي تملكه بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية، لنقل النفط الخام من حقولها في منطقة الخليج العربي، إلى مدينة ينبع التي تقع على البحر الأحمر، وهذا الأمر سيسمح بالحفاظ على الشحنات بالوصول إلى أوروبا، جدير بالذكر أن الطاقة الخاصة بخط الأنابيب في المنطقتين الشرقية والغربية تبلغ حوالي خمسة مليون برميل يوميا .


النتائج المترتبة على غلق مضيق باب المندب


بعد قرار غلق مضيق باب المندب وتعليق الشحنات من خلاله، فإن هناك عددا من النتائج التي ستترتب على ذلك، ومن أهم هذه النتائج التي يجب ذكرها، هو أن الإغلاق الكامل للمضيق سيؤدي إلى إجبار ناقلات المملكة والكويت والعراق والإمارات، بالإبحار حول الطرف الجنوبي لإفريقيا، وهذا من شأنه أن يزيد من وقت العبور، مما سيزيد من التكلفة، وذلك وفقا لتصريحات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية .


الاتحاد الأوروبي يعلن تفهمه لقرار المملكة


أعلن الاتحاد الأوروبي تفهمه الكامل لقرار المملكة بغلق مضيق باب المندب وتعليق الشحنات، إلى أن تصبح عملية النقل آمنة مرة أخرى، وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي : ” إن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب تطور الأحداث، إثر تعرض ناقلتي نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر، بعد عبورهما مضيق باب المندب “، ويتابع : ” إن استهداف ناقلات النفط التي تمر بمضيق باب المندب، يشكل تهديدا للتجارة العالمية والملاحة البحرية ” .