فوائد الزبادي في علاج حرقة المعدة
ما نأكله ونشربه لا يمكن أن يؤدي فقط إلى حرقة المعدة وعسر الهضم، بل يمكنه أيضا أن يلعب دورا في شدتها، وتحدث حرقة المعدة عند عودة محتويات المعدة إلى المريء، وأولئك الذين يعانون منها أكثر من مرتين في الأسبوع، قد يكون لديهم حالة مزمنة تعرف باسم مرض الجزر المعدي المريئي ( GERD )، ويمكن أن تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم وزيادة احتمالية ارتجاع الحمض – وحرقة المعدة الناتجة عنه – عن طريق زيادة إنتاج حمض المعدة أو استفزاز الجزء الذي يفصل المريء والمعدة، والذي يطلق عليه muscular ring، وقد عرف الزبادي بأنه علاج طبيعي للحرقة وللتخلص من
عسر الهضم
، ولكن الأبحاث حول هذا الأمر ما تزال قائمة، ففي حين أن الزبادي قد يزيل حرقة المعدة وعسر الهضم مؤقتا، إلا أنه قد يؤدي أيضا في بعض الحالات إلى تفاقم الحالة .
فوائد الزبادي في علاج حرقة المعدة
عند تناول الزبادي باعتدال، نجده يمنع ويخفف من عسر الهضم وحرقة المعدة وأعراض
ارتجاع المريء
عند بعض الأشخاص، فالزبادي هو طعام بروبيوتيك، يحتوي على بكتيريا يعتقد أنها تساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن الزبادي وبكتيريا بروبيوتيك مفيدة .
وقد وجدت دراسة يابانية صغيرة نشرت في ” المستحضرات الصيدلانية ” في يونيو 2014، أن الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم وحرقة المعدة المستمرة، على الرغم من استخدام أدوية قمع الحموضة، شهدت تحسن أعراض ارتجاع المريء بعد تناول الزبادي، مع بكتيريا بروبيوتيك يوميا لمدة 3 أشهر، وقد لاحظت دراسة ” المجلة الأوروبية للتحقيقات السريرية ” في أبريل 2011، زيادة عملية الهضم وتقليل الارتجاع عند استخدام مكمل بروبيوتيك في الرضع، غير أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير يحدث مع استهلاك الزبادي أم لا .
كيف يمكن أن يؤدي الزبادي إلى تفاقم حالات حرقة المعدة
قد يؤدي الزبادي إلى تفاقم حرقة المعدة، وذلك لأن بعض العلامات التجارية تحتوي على نسبة عالية من الدهون الكلية، وتحتوي على
دهون مشبعة
، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالة ارتجاع المريء وعسر الهضم، وقد وجدت دراسة نشرت في يناير 2005 في ” Gut “، أن تناول الدهون العالية كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بمرض ارتجاع المريء والتهاب المريء وعسر الهضم، ويرى الباحثون أن الأطعمة الغنية بالدهون يمكن أن تزيد من خطر الارتجاع، حيث أنها تبقى في المعدة لفترة أطول، وتحفز زيادة إفراز الحمض، وقد تؤدي هذه الأطعمة أيضا إلى استرخاء مجموعة العضلات بين المريء والمعدة، مما يسمح لمحتويات المعدة بالتسرب إلى المريء، والزبادي يعد أيضا حمضي قليلا، وهذا يمكن أن يزيد من تهيج المريء خلال نوبات ” حمض الجزر ” .
كيفية اختيار الزبادي
يمكن معرفة كيف يؤثر اللبن الزبادي على
حرقة المعدة
من خلال بعض التجارب، لأن العوامل تختلف من شخص لآخر، ونظرا لأن أنواع الزبادي تتنوع في محتواها من الدهون والمكونات والحموضة، فمن المحتمل أن تكون بعض الأنواع أقل احتمالا للتحفيز، وقد يؤدي تناول الزبادي الخالي من الدسم والخالي من الدهون على علاج ارتجاع المريء ( GERD )، على عكس الزبادي الكامل الدسم أو الأصناف الغنية بالدهون، فالزبادي العادي – خاليا من السكريات المضافة، والمحليات الاصطناعية وغيرها من المواد المضافة – قد يكون أيضا رهانا أكثر أمانا، ووفقا لخبير GERD الدكتور جوناثان افيف، فإن الزبادي المنكه غالبا ما يكون عالي في السكريات والمواد المضافة، والتي قد تزيد من ارتداد الحمض، ويمكن تناول الزبادي العادي بعض إضافة الفواكه له منزليا، مثل التوت أو البطيخ .
اعتبارات أخرى
لا توصي الإرشادات الطبية المهنية بتناول الزبادي أو تجنبه للمصابين بحرقة المعدة وعسر الهضم، حيث لا توجد أدلة كافية بعد تثبت الضرر أو الفائدة، ويمكن أن يساعد تناول
الزبادي
يوميا للمصابين بالحرقة، على تحديد ما إذا كان الزبادي له تأثير أم لا، لذا ينصح بتغيير نوع واحد في النظام الغذائي ووضع الزبادي، وملاحظة آثاره على الأعراض، وعند شراء الزبادي يجب ملاحظة النوع .
جدير بالذكر أن الطعام ليس هو العامل الوحيد الذي يمكن أن يساهم في الارتجاع الحمضي، لذا يجب التفكير أيضا في عوامل الحموضة المعوية، مثل بعض الأدوية والتدخين والإفراط في الأكل والاستلقاء بعد الأكل مباشرة، وإذا استمرت حرقة المعدة يجب استشارة الطبيب على الفور، لأن الحرقة المتكررة قد تتلف المريء وتسبب مشاكل صحية أخرى .