تفسير قوله الله ” هارون اخي اشدد به أزري “
قال تعالى في سورة طه في الآية الثلاثون والواحد وثلاثين “هارون اخي اشدد به أزري “، وفيما يلي سيتم عرض تفسير الآيات الكريمة .
تفسير قوله الله ” هارون اخي اشدد به أزري “
:
– تفسير ابن كثير :
فسر
ابن كثير
قوله تعالى ” هَارُونَ أَخِي “، حيث طلب سيدنا موسى من الله تعالى مساعدة أخيه هارون له، وقال ابن عباس في هذه الآية : فنبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام .
وقيل عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر فنزلت ببعض الأعراب فسمعت رجلا يقول : أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ قالوا : ما ندري، قال : والله أنا أدري، قالت فقلت في نفسي : في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، قال : موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت : صدق والله، قلت : وفي هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى عليه السلام : ( وكان عند الله وجيها).
وفسر قوله تعالى ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ” أي يشد به ظهره، حيث قال مجاهد في قوله تعالى “اشدد به أزري” : ظهري.
– تفسير الطبري :
فسر
الطبري
قوله تعالى ” هارون اخي ” أي أن سيدنا موسى طلب من الله تعالى تعين أخيه هارون وزيرا له،
أي اجعل لي هارون أخي وزيرا ، وقد كان هارون أكبر من سيدنا موسى بسنة وهناك من يقول أنه أكبر منه بثلاث سنوات .
وفسر قوله تعالى ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي “، حيث أن سيدنا موسى سأل ربه أن يشدد أزره بأخيه هارون، وكان يعني بقوله ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي” أي قوي ظهري، وقد قال أهل التأويل في ذلك، قيل عن ابن عباس قوله تعالى ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) : أشدد به ظهري، وقد قال ابن زيد في قوله تعالى ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) : اشدد به أمري، وقوّني به، فإن لي به قوّة.
– تفسير القرطبي :
تفسير قوله تعالى ” هَارُونَ أَخِي “، وقد نصب هارون على الترجمة عن الوزير، حدثنا القاسم، قال ابن عباس : كان هارون أكبر من موسى.
وفسر قوله تعالى : ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ” أي اشدد به ظهري والأزر الظهر من موضع الحقوين، وتعني تقوية النفس، والأزر هو القوة وآزره تعني جعله أقوى، وذلك في قوله تعالى : “فآزره فاستغلظ”، وقال أبو طالب : أليس أبونا هاشم شد أزره وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب، ويقال في الازر أنه يعني العون وأن يكون هذا العون يستقيم به ، وقد قال الشاعر : شددت به أزري وأيقنت أنه أخو الفقر من ضاقت عليه مذاهبه
وقد كان هارون أكثر قوة من
سيدنا موسى
، وأكثر طولا، وأفصح لسانا، واكبر سننا، لذلك اختاره سيدنا موسى ليكون سندا له، وقد مات قبل سيدنا موسى بثلاثة سنوات .
– تفسير السعدى
: فسر السعدى الإياب الكريمة حيث قال تعالى “وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ” أي أن سيدنا موسى طلب معينا من أهله كي يعاونه ويؤازره ويساعده على نشر الدعوة إلى بنى اسرائيل ومواجهة فرعون، وطلب أن يكون من أهله وذلك من باب البر بأهله لأنهم هم الأحق بالبر من أي شخص أخر، وفسر قوله تعالى ” هَارُونَ أَخِي ” وقد خصص سيدنا موسى اخيه هارون الذي يكبره في السن والذي أكثر منه فصاحة حتى تكوم وزيره وعونه،
وفسر قوله تعالى “اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي” أي قوني به وشد به ظهري، فوافق الله تعالى على طلب سيدنا موسى وجعل اخيه هارون وزير له وبين ذلك في قوله تعالى ” سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا”.