حقيقة تأثير الزبدة على مستويات الكوليسترول
إذا تساءل أحد يوما ما إذا كان تناول الزبدة يؤثر سلبا على الكوليسترول أم لا، فهنا سوف يجد الإجابة، فالزبدة هي من منتجات الألبان المصنوعة أساسا من دهون الحليب، كما تحتوي على كميات صغيرة من الماء والمواد الصلبة المشتقة من الحليب، ومعظم الدهون في الزبدة هي من نوع ”
الدهون المشبعة
” .
الزبدة وارتفاع الكوليسترول
ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من
ارتفاع الكوليسترول
ضرورة تجنب الزبدة، لأن نسبة الدهون المشبعة بها عالية، وقد تم ربط الدهون المشبعة بزيادة البروتين الدهني منخفض الكثافة ( LDL )، والذي يسمى الكولسترول الضار أو السيئ، ويمكن أن تزيد الزبدة من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، والنوع الآخر من الكوليسترول هو البروتين الدهني عالي الكثافة ( HDL )، ويسمى أحيانا الكوليسترول الجيد، غير أن الأبحاث الحديثة جعلت خبراء طبيين يعيدون تقييم موقفهم السابق، بشأن تأثير الدهون المشبعة والزبدة على الكوليسترول وصحة القلب .
نفي العلاقة بين الزبدة وارتفاع الكوليسترول
إن المنتجات مثل الزبدة التي تحتوي على دهون مشبعة، قد ارتبطت تاريخيا بكوليسترول منخفض الكثافة، وارتفاع الكوليسترول الكلي، وأمراض القلب، ولكن وفقا لمراجعة منهجية عام 2014، لا تدعم الأبحاث وجود ارتباط محدد بين الدهون المشبعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب و
السكتة الدماغية
، وهذا لا يعني أنه يجب تناول كل الدهون المشبعة، فما زال يوصي العلماء المصابين بالكوليسترول LDL، بالحفاظ على استهلاكهم من الدهون المشبعة إلى ما لا يزيد عن 5 إلى 6 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية، والمنظمات الأخرى توصي بأقل من 10 في المائة، وتدعم جمعية القلب الأمريكية ” AHA “، استبدال الزبدة بدهون نباتية صحية، مثل الأفوكادو وزيت الزيتون، بدلا من الكربوهيدرات المكررة .
نسبة الكوليسترول في الزبدة
ملعقة واحدة من الزبدة غير المملحة تحتوي على 31 ملليغرام من الكوليسترول، وقد كانت التوصية السابقة لوزارة الزراعة الأمريكية استهلاك ما بين 100 و 300 ملغ من الكوليسترول في اليوم، ولا تدعم الأدلة أن الكوليسترول الغذائي في الطعام يلعب دورا مهما في مستويات الكوليسترول في الدم .
بدائل الزبدة
يمكن المساعدة في تقليل خطر ارتفاع الكوليسترول عن طريق استبدال الأطعمة بالزبدة العادية، التي تكون أقل في الدهون المشبعة، أو ثبت أنها أقل تأثيرا على مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مثل :
1- الزبدة العشبية .
2- الأفوكادو وزيت الأفوكادو .
3- زيت جوز الهند .
4- زيت الزيتون .
5- الزبادي .
6- عصير التفاح أو الموز .
يمكن تبادل بعض العناصر للزبدة باستخدام نفس القياسات، على سبيل المثال، تعني نسبة 1 إلى 1 أنه إذا احتجت ملعقة كبيرة من الزبدة، يمكن استخدام ملعقة واحدة من الزبدة المطبوخة بالعشب عوضا عن ذلك، وتتطلب البدائل الأخرى بعض مهارات الرياضيات لتحديد الحصص الصحيحة، على سبيل المثال، إذا كانت الوصفة تستدعي ملعقة واحدة من الزبدة، يمكن استبدالها بملعقة كبيرة من
زيت الأفوكادو
أو زيت الزيتون، وإذا كانت هناك نسبة تمثل 2 : 1، فمعنى ذلك أن ملعقتين من الزبدة يساوي ملعقة من المادة الأخرى المستبدلة وهكذا .
ويعتقد أن الزبد هو خيار غذائي أفضل من المارجرين المهدرج، لأنه يحتوي على كمية أقل من الدهون، ومع ذلك فإن جمعية القلب الأمريكية ( AHA )، تشير إلى أن الزبدة والسمن النباتي، يمكن أن تزيد من الكولسترول الضار، لكن المارجرين أكثر من ذلك، وهناك بعض الأطعمة التي قد يكون لها تأثير سلبي على الكوليسترول، حيث تزيد هذه الأطعمة من LDL ويكون لها تأثير سلبي على HDL، مما يعني أنه يجب الحد من استهلاكها، أو تجنبها تماما مثل : الأطعمة المقلية، المارجرين الصلبة والمهدرجة، الكحول، وغيرهم .
أعراض ومضاعفات ارتفاع الكوليسترول
ارتفاع الكوليسترول لا يوجد لديه أعراض، حيث يتم تأكيد المرض من خلال فحص الدم، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول غير المعالج إلى حدوث تصلب الشرايين، وهي حالة قد تقلل تدفق الدم في الشرايين، وقد يسبب ذلك
تصلب الشرايين
، ويسبب التالي : ألم في الصدر، نوبة قلبية، السكتة الدماغية، مرض الشرايين الطرفية، مرض الكلى المزمن، ومرض الشريان السباتي
نظرة عامة
ارتفاع الكوليسترول قد يؤدي إلى تصلب الشرايين، أو نوبة قلبية، أو سكتة دماغية، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات، قبل التوصل إلى إجماع نهائي على أن الدهون المشبعة تسبب مرض القلب بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الدهون المشبعة قد لا يكون لها تأثير كبير على صحة القلب والأوعية الدموية كما كان يعتقد من قبل، وقد لا يكون الكوليسترول سوى عامل ثانوي في تطور أمراض القلب، وقد تزيد كثرة الدهون في الجسم من احتمالية العرضة للإصابة بنوبة قلبية، أو أي حالة أخرى تهدد الحياة بسبب الدهون الموجودة في الطعام .
جدير بالذكر أن الزبدة لا تزال عالية في
السعرات الحرارية
والدهون، والكثير منها قد يزيد من محيط الخصر، وكذلك مستوى الكوليسترول الكلي، وما لم يخبر الطبيب بخلاف ذلك، فلا بأس من الاستمتاع بالزبدة، لكن مع تناول نظاما غذائيا صحيا للقلب بشكل عام .