اكتشاف أجسام مضادة قوية التأثير في بلازما الناجين من الإيبولا

تكشف فاشيات فيروس إيبولا ( EVD ) الأخيرة الحاجة إلى العلاجات المرخصة، وقد أظهر برنامج ZMapp ” وهو علاج تجريبي “، وعدا كبيرا للنجاح في علاج المرض، لكنه يستهدف نوع واحد فقط من خمسة أنواع معروفة من فيروس الإيبولا، وقد اكتشف العلماء الآن أجساما مضادة قوية في دم الناجين من

فيروس الإيبولا

، وفي الدراسات على الحيوانات قدم اثنان من هذه الأجسام المضادة حماية كبيرة ضد الأمراض التي تسببها الأنواع الثلاثة المعروفة من المرض، والمعروفة بأنها تسبب مرضا إنسانيا مميتا .


اكتشاف أجسام مضادة قوية التأثير في بلازما الناجين من الإيبولا


إن فاشيات فيروس الإيبولا ( EVD ) التي حدثت مؤخرا، بما في ذلك وباء عام 2013 – 2016 الذي اجتاح غرب أفريقيا، وفاشية عام 2018 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تسلط الضوء على الحاجة إلى العلاجات المرخصة لهذا المرض المميت، وقد أظهر برنامج ZMapp وهو علاج تجريبي يشتمل على ثلاثة أجسام مضادة وحيدة النسيلة، وعدا بالنجاح في تجربة سريرية قام بها العلماء لعلاج الفيروس، ولكنه يستهدف واحدا فقط من الأنواع الخمسة المعروفة لفيروس الإيبولا .

والآن اكتشف العلماء الذين يدعمهم المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ( NIAID )، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة، مجموعة من الأجسام المضادة القوية والمحددة على نطاق واسع ( bNAbs )، في دم الناجين من فيروس الإيبولا، وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، قدمت اثنتان من هذه الأجسام المضادة حماية كبيرة ضد الأمراض التي تسببها فيروسات : Zaire ebolavirus و Bundibugyo ebolavirus و Sudan ebolavirus، وهي الأنواع الثلاثة المعروفة من الإيبولا بأنها تسبب مرضا إنسانيا قاتلا .


ما قام به الباحثون


قام الدكتور جيمس كرو الابن، من جامعة فاندربيلت – المركز الطبي في ناشفيل، والدكتور ألكسندر بوكرييف من

جامعة تكساس

الطبية فرع غالفستون، والذي ترأس فريق البحث، وزملائهم الآخرين، بتحليل بلازما الدم لـ 17 شخصا تعافوا من مرض الإيبولا، واكتشفوا وجود أجسام مضادة معزولة لدى اثنين من الناجين المرتبطين ببروتين فيروس أساسي، يسمى بروتين سكري glycoprotein أو GP، والذي يظهر في أنواع الفيروسات التالية : Zaire ebolavirus و Bundibugyo ebolavirus وSudan  ebolavirus، وقامت هذه الأجسام المضادة بمنع الفيروسات من دخول الخلايا المضيفة .


البروتين السكري GP الذي يستخدمه فيروس الإيبولا


فيروس إيبولا يستخدم بروتين سكري يدعى GP لإرسال أغشية الخلايا والشروع في العدوى، وفي سلسلة من التجارب حدد الفريق التفاعلات بين أشكال مختلفة من هذا البروتين السكري الفيروسي، وثلاثة من حزم bNAbs ” الأجسام المضادة التي تم اكتشافها “، وقدمت النتائج دليلا على آليات متعددة تقوم من خلالها هذه الأجسام المضادة بمنع جميع الأفعال التي يقوم بها هذا البروتين السكري، وبالتالي منع العدوى عن طريق وقف دخول الفيروس إلى الخلية المضيفة، كما قرر الفريق أيضا أن أحد الأجسام المضادة والذي يدعى EBOV-520، يتعرف على جزء من البروتين السكري في الفيروس، ويتقيد به بطريقة تمنعه ​​من التفاعل مع بروتين سطح الخلية الذي يسمى NPC1، وبالتالي يمنعه من الشروع في دورة العدوى .

وخلص الباحثون إلى أن هذه الأجسام المضادة القوية على نطاق واسع، هي أمل واعد لمزيد من التطوير كجزيئات علاجية ضد العديد من أنواع فيروس إيبولا .


نبذة عن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية


المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية هو المعهد الذي قام برعاية هذه الدراسة، ويرجع تاريخه إلى مختبر صغير، أنشئ في عام 1887 في مستشفى مارين في جزيرة ستاتن في نيويورك، وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر كانت قوارب المهاجرين تتجه نحو أمريكا، وبعضهم جلب لهم دون علمهم

الكوليرا

والأمراض المعدية الأخرى، ولم يكن أحد يعرف سبب معظم هذه الأمراض، واعتمد الأطباء على العلامات السريرية وحدها لتحديد ما إذا كان شخص ما يحمل مرض أم لا، وخلال هذا الوقت كان الدكتور جوزيف جيه كينيون وهو طبيب شاب يعمل في مستشفى مشاة البحرية، يتعلم عن علم الجراثيم الجديد، وأنشأ الدكتور كينيون المعهد في صورته البدائية، كواحد من أول المختبرات البكتريولوجية في الولايات المتحدة .

وباستخدام المجهر وتقنيات البحث الطبي المكتسبة حديثا، تمكن الدكتور كينيون من عزل كائن الكوليرا من راكب قادم في نيويورك، ولأول مرة أصبح يمكن للأطباء الأمريكيين رؤية الكائنات الحية المسببة للمرض، وأصبح المعهد يتطور مع مرور الوقت، وتقوم حاليا ثلاثة أقسام بحثية في المعهد بإدارة المنح والعقود والاتفاقيات التعاونية، التي تدعم الأبحاث في المؤسسات الأكاديمية والبحثية الخارجية، وهم : قسم الإيدز ( DAIDS )، قسم الحساسية والمناعة وزراعة الأعضاء ( DAIT )، وقسم علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية ( DMID ) .

المصدر :

ساينس ديلي