خطورة مرض باركنسون على صحة القلب

ستساعد طريقة جديدة لفحص الإجهاد والالتهاب في القلب الباحثين في مرض باركنسون، على اختبار واستكشاف علاجات جديدة لهذا المرض .


خطورة مرض باركنسون على صحة القلب


ستساعد طريقة جديدة لفحص الإجهاد والالتهاب في القلب الباحثين في

مرض باركنسون

، على اختبار علاجات جديدة لعلاج المرض، فبحلول الوقت الذي يتم فيه تشخيص مرض باركنسون – الذي يعتمد عادة على الاهتزاز والرعشة وأعراض عدم السيطرة الحركية الأكثر ارتباطا بالمرض – يكون هناك حوالي 60 بالمائة من المرضى يعانون أيضا من تلف خطير في توصيلات القلب بالجهاز العصبي، وعندما تكون تلك الأعصاب سليمة فإنها تحفز القلب على تسريع عملية الضخ لمطابقة التغيرات السريعة في النشاط وضغط الدم .

تقول مارينا إمبورغ أستاذة الفيزياء الطبية بجامعة ويسكونسن ماديسون، وباحثة في مرض باركنسون في مركز أبحاث ويسكونسن الوطني الرئيسي : ” هذا الانحلال العصبي في القلب يعني أن أجسام المرضى أقل استعدادا للاستجابة للإجهاد وللتغييرات البسيطة مثل الوقوف، ولقد زاد لديهم خطر الإرهاق والإغماء والسقوط الذي يمكن أن يسبب الإصابة ويعقد أعراض المرض الأخرى ” .


ما قام به الباحثون


طورت إمبورغ، وطالبة الدراسات العليا جانيت ميتزجر، وزملاء آخرين من UW-Madison متخصصين  في

أمراض القلب

والتصوير الطبي، وسيلة لتتبع الآليات التي تسبب تلف الخلايا العصبية في القلب، واختبروا الطريقة في الجهاز العصبي الشبيه بالإنسان في قلب القرود، ونشروا نتائجهم في الثالث عشر من يوليو الجاري في مجلة npj Parkinson Disease، وعملت عشرة قرود ريسوس مكسيكية كنماذج لأعراض مرض باركنسون، حيث تلقت جرعات من السم العصبي الذي تسبب في تلف الأعصاب في قلوبهم بنفس الطريقة التي يصيب بها باركنسون المرضى من البشر، مرة واحدة قبل الدراسة ومرتين في الأسابيع التالية .

وخضعت القرود بمسح PET – التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وهي تقنية التصوير الطبي التي يمكنها تتبع العمليات الكيميائية في الجسم باستخدام أجهزة التتبع الإشعاعية، واستخدم الباحثون في جامعة UW-Madison ثلاثة متتبعين مختلفين، أطلقوا عليها اسم ” radioligands “، لرسم ثلاثة أمور مختلفة في البطين الأيسر ( أقوى غرفة ضخ ) لقلوب القرود، حيث تضررت الأعصاب الممتدة في عضلة القلب، بحيث كان نسيج القلب يعاني أكثر الالتهابات، وحيث وجدوا أكثر الإجهاد التأكسدي فيه، وكانت عمليات المسح دقيقة بما يكفي للسماح للباحثين بالتركيز على التغيرات مع مرور الوقت في مناطق محددة من البطين الأيسر في القلب .


تصريحات الباحثون


تقول ميتزجر المؤلفة الرئيسية للدراسة : ” نعرف أن هناك ضررا في القلب في مرض باركنسون، لكننا لم نتمكن من النظر إلى سببه بالضبط، والآن يمكننا أن نتخيل بالتفصيل أين يحدث الالتهاب والإجهاد التأكسدي في القلب، وكيف يرتبط ذلك بكيفية فقدان مرضى باركنسون تلك الروابط العصبية في القلب “، ومن خلال تتبع تطور تلف الأعصاب وتطور الأسباب المحتملة لذلك الضرر، يمكن أيضا استخدام الجسيمات الإشعاعية لاختبار فعالية المعالجات الجديدة لحماية الخلايا العصبية التي تنظم نشاط قلوب المرضى ” .

وأعطى الباحثون نصف القرود في الدراسة عقار ” بيوجليتازون “، وأظهر العقار قدرة جيدة في حماية خلايا الجهاز العصبي المركزي من الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وتقول إمبورغ : ” إن استعادة وظيفة العصب يكون بنسبة كبيرة وجيدة في الحيوانات المعالجة بـ ” بيوجليتازون “، والأمر المثير للاهتمام هو أن هذه الطريقة تسمح لنا بالتعرف على وجه التحديد على الاختلافات التي تم إجراؤها – بشكل منفصل للالتهاب والإجهاد التأكسدي – عبر القلب ” .


النتائج


تشير النتائج إلى أن المرضى يمكن أن يستفيدوا من فحوصات الأشعة، وتتساءل ميتزجر إذا كان يمكن أن يساعد هذا في إنقاذ بعض مرضى الشلل الرعاش قبل أن تتطور أعراضهم الأخرى، وتقول : ” يمكن أن يحدث الكثير من الانحطاط العصبي الذي يحدث في القلب مبكرا جدا في سياق مرض باركنسون، ويعاني الكثير من المرضى من مشاكل في القلب قبل أن يواجهوا مشاكل حركية حتى، وعلى الرغم من أن تقنيات الـ PET هذه قد توفر طريقة لاختبار الأدوية، إلا أنها يمكن أن تستخدم كأدوات لفهم الآليات الكامنة وراء تلف عصب القلب في وقت مبكر ” .

ولا تقتصر مشاكل القلب المفتوحة للفحص بواسطة طرق التصوير الجديدة على مرض باركنسون فقط، حيث تسبب النوبات القلبية والسكري والاضطرابات الأخرى تلفا مشابها للأعصاب في القلب، كما يمكن لهؤلاء المرضى والعلاجات المحتملة الاستفادة من طريقة التصوير الجديدة هذه .

المصدر :

ساينس ديلي