العلاقة بين جرثومة المعدة والاصابة بالأمراض الجلدية

جرثومة المعدة بالإنجليزية Helicobacter pylori أو H. Pylori، هي بكتيريا موجودة في المعدة وهي مسئولة عن معظم حالات القرحة المعوية، وحوالي نصف سكان العالم لديهم هذه البكتيريا مما يجعلها العدوى البكتيرية الأكثر شيوعا بين البشر .


جرثومة المعدة


جرثومة المعدة تكون أكثر شيوعا في الدول النامية، ويرتبط خطر الإصابة بها بالحالة الاجتماعية والاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية مثل الازدحام، ونقص المياه النظيفة والجارية، وغيرها من الظروف، ونتيجة لذلك يصاب معظم الأطفال في الدول النامية بالعدوى قبل سن العاشرة، وتشير الدراسات إلى أن حوالي 5 % من الأطفال الأوروبيين يصابون بالعدوى في عمر 20 عاما، على النقيض في نيوزيلندا التي يصاب فيها أكثر من 50 % من الأطفال .

ولا يزال الطريق الدقيق الذي تحدث به العدوى غير معروف، ولكن تنتقل العدوى من شخص إلى آخر من خلال الفم مع الفم، أو البراز مع الفم الذي يعد السبب الأكثر احتمالا، وهذا يعني أن الأنشطة مثل مشاركة الطعام أو أدوات تناول الطعام أو سوء النظافة في المرحاض يمكن أن يؤدي إلى انتقال

عدوى جرثومة المعدة

إلى شخص آخر .


الأمراض المرتبطة بعدوى جرثومة المعدة


جرثومة المعدة تسبب مرض مباشر في المعدة، ومن المحتمل أن تظهر أمراض أخرى مرتبطة بالاستجابة المناعية للجسم مثل : التهاب المعدة المزمن ( التهاب بطانة المعدة )، القرحة الهضمية، سرطان المعدة، أنواع معينة من الأورام الليمفاوية ( سرطانات الأنسجة الليمفاوية ) .


أعراض عدوى جرثومة المعدة


معظم المصابين بجرثومة المعدة ليس لديهم أعراض، وتظهر الأعراض إذا تسببت الإصابة بالجرثومة في حدوث قرحة هضمية أو

التهاب في المعدة

، ويمكن أن تكون هذه الأعراض عبارة عن : ألم في البطن ( عادة في الجزء العلوي من البطن )، غثيان، قيء، انتفاخ، براز أحمر ( يشير إلى نزيف في الأمعاء )، فقر الدم .


علاقة جرثومة المعدة بأمراض الجلد



1- الأرتكاريا


تتورط جرثومة المعدة في التسبب في ظهور مجموعة متنوعة من الأمراض التي لا علاقة لها بالجهاز الهضمي، ويعد الجلد مثال على ذلك، وقد اقترحت العديد من الدراسات وجود صلة بين عدوى جرثومة المعدة و

الأرتكاريا المزمنة

، حيث يعتقد أن العدوى بجرثومة المعدة تزيد من نفاذية بطانة المعدة وبالتالي تزيد من التعرض للمواد المسببة للحساسية في القناة الهضمية، كما أن الاستجابة المناعية لجرثومة المعدة تنتج أجساما مضادة قد تشجع على إفراز الهيستامين في الجلد .


2- الوردية


يمكن أن تزيد عدوى جرثومة المعدة من مستويات أكسيد النيتروز في الدم، أو الأنسجة التي تسهم في احمرار الجلد أو وردية الجلد .


3- الصدفية


قد تكون عدوى جرثومة المعدة واحدة من الكائنات الحية القادرة على تحفيز الاستجابة الالتهابية في الصدفية  .


4- متلازمة Sjögren


قد تسبب عدوى جرثومة المعدة تفاعلا ذاتيا في الجلد والغدد مسببة ظهور متلازمة Sjögren .


5- أمراض جلدية أخرى


لجرثومة المعدة أيضا علاقة ببعض الأمراض الجلدية الأخرى مثل : داء الثعلبة، الطفح الجلدي النزفي، التصلب اللويحي، مرض بهجت، الحكة المعممة، الحكة العقيدية، نقص الصفيحات المناعية، الحزاز المسطح، التقرح القلاعي .


هل يؤثر علاج جرثومة المعدة على أمراض الجلد ؟


اقترحت عدة دراسات صغيرة أن استئصال جرثومة المعدة له نتائج إيجابية على بعض الأمراض الجلدية مثل

الشرى المزمن

، ومرض بهجت، والحزاز المسطح، والتهاب الجلد التأتبي، والتصلب اللويحي، أما الأمراض التي قد لا تستفيد هي الصدفية والوردية، وهذه الدراسات ليست عشوائية، إلا أنها شملت أعداد صغيرة من المرضى .


كيف تقوم جرثومة المعدة بإتلاف المعدة ؟


يعود سبب تلف بطانة المعدة إلى تفاعل معقد من البكتيريا والاستجابة المناعية للمضيف، وتطلق جرثومة المعدة العديد من الإنزيمات والمنتجات الميكروبية التي تتلف مباشرة بطانة المعدة، ويتفاعل نظام المناعة عن طريق تصاعد استجابة التهابية في محاولة للقضاء على البكتيريا، ونتيجة لهذا الاستجابة الالتهابية فإن بطانة المعدة تتعرض للتلف عن غير عمد .


علاج جرثومة المعدة


يتضمن علاج عدوى جرثومة المعدة تناول العديد من الأدوية لمدة 7 إلى 14 يوما ( مثل العلاج الثلاثي )، مثبط مضخة البروتون ( مثبط لإفراز حمض المعدة )، الأوميبرازول 40 مجم مرة واحدة يوميا، والأموكسيسيلين 1 جم مرتين يوميا، والكلاريثروميسين 500 ملغ مرتين يوميا، جدير بالذكر أن العلاج يشفي ما يصل إلى 90 % من الحالات المصابة بالجرثومة .