علاج الشلل بواسطة زرع خلايا جديدة
يعد الشلل أحد الأمراض المستعصية التي لا يوجد لها علاج رادع حتى الآن ، و هو من أخطر الأمراض التي يصاب بها الإنسان ، و في دراسة حديثة تمت في معهد العلوم العصبية التابع لجامعة لندن نجح الأطباء في علاج رجل مصاب بالشلل التام ، و ذلك بواسطة زرع الخلايا .
زراعة خلايا جديدة للتغلب على الشلل :
– في عام 2010م ، تعرض شخص يُدعى داريك فيديكا Darek Fidyka للطعن عدة مرات في ظهره ، مما نتج عنه حدوث قطع في الحبل الشوكي عند المستوى العلوي للفقرة الصدرية التاسعة ، ثم أُصيب ب
الشلل
التام ، و بعد عدة سنوات من المحاولة ؛ توصل الأطباء إلى تقنية جديدة و فريدة من نوعها لزراعة خلايا جديدة بديلة عن الخلايا التالفة ، لكي يتمكن من المشي و الحركة ، و تم تنفيذ هذه العملية بواسطة فريق من الباحثين تحت إشراف البروفيسور جيفري رايسمان Geoffrey Raisman من معهد العلوم العصبية التابع ل
جامعة لندن
في بريطانيا .
– و تتبلور فكرة تلك العملية في وجود كتلتان في الدماغ ؛ تُسمى كل منهما البصلة الشمية Olfactory Bulb ، و هما تمثلان أحد مراكز حاسة الشم في الدماغ ، و في كل بصلة شمية ، هناك خلايا تدعى الخلايا المغمدة الشمية Olfactory Ensheathing Cells OECs ، و هي خلايا ذات قدرة على تحفيز الأعصاب على التجدد ، و قد أشار الباحثون إلى أن تلك الخاصية هي خاصية فريدة مقارنة ببقية الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي ، و هي لا تملك قدرة على التجدد و النمو من جديد ، و من هنا قام الباحثون بطرح سؤال هام و هو هل من الممكن أن تُعيد زراعة الخلايا OECs في أماكن إصابات
الحبل الشوكي
؛ تحفيز نمو الأعصاب من جديد في المنطقة المصابة ؟.
– و بعد أن قدم الباحثون هذه الفكرة و تم تجربتها على الفئران ، و تم نشر النتائج التي أوضحت ظهور تحسن في حالات الشلل لدى الفئران ، بدأ الكثير من العلماء و الباحثين يعملون على تطبيق هذه الدراسة لأشخاص المصابين بالشلل ، و كان داريك فيديكا Darek Fidyka هو أول من تم تطبيق هذه التقنية عليه مباشرة .
العملية :
أثناء إجراء العملية تم استئصال إحدى البصلتين الشميتين ، ثم زراعة و إنماء الخلايا المغمدة OECs منها في المختبر ، و بعد ذلك تم حقن هذه الخلايا عبر 100 حقنة صغيرة micro-injection فوق و تحت منطقة الإصابة في الحبل الشوكي للمريض ، و بعد إزالة النسيج الليفي الناتج عن الإصابة ، تم وضع أربعة شرائط من النسيج العصبي ، و التي تم أخذها من العصب الربلي في كاحل المريض ، و وضعها على طول الفجوة الناجمة عن الإصابة ، و كانت تلك العملية بهدف أن تقوم الخلايا المغمدة بتحفيز الألياف العصبية في الحبل الشوكي على التجدد .
نتائج العملية :
و بعد انتهاء العملية بحوالي 19 شهر ، لم تظهر أي آثار جانبية على المريض ، و لم يفقد المريض حاسة الشم كما كان يظن بعض الباحثين ، و قد أظهر المريض تعافياً جزئياً للحركات الإرادية في الساقين ، و زيادة في الكتلة العضلية في الفخذ الأيسر ، و بدأ في المشي باستخدام دعامات الساقين .