قصة الطفل شارلي

جذبت محنة الطفل شارلي جارد انتباه العالم نتيجة لتأييد الأطباء لوقف الاجهزة التي تمد تشالي بالحياة، مما دفع والديه لرفع قضية  ضد الاطباء لوقف ذلك الاجراء، حفاظا على حياة الطفل الذي يبلغ من العمر 11 شهراً وقد قضى معظمها في سرير في المستشفى.


من هو شارلي جارد؟


شارلي هو طفل مريض عمره  احدى عشر شهر ولد في 4 أغسطس 2016، وكان طفل طبيعي مولود بوزن صحي ولكن بعد شهر تقريباً لاحظ والدا شارلي كريس جارد وكوني ييتس  أنه كان أقل قدرة على رفع رأسه ودعم نفسه من الأطفال الآخرين في نفس السن.

بعد الفحص الطبي اكتشف الأطباء أنه مصاب بمرض نادر وراثي، حيث يعاني شارلي من حالة وراثية استثنائية نادرة تسمى متلازمة نقص الحمض النووي الميتوكوندريا الدماغية (MDDS)، وهذا المرض يسبب

ضعف العضلات

بشكل تدريجي وتلفف في الدماغ، وتم نقله إلى العناية المركزة في مستشفى جريت أورموند ستريت (GOSH) في لندن ، بعد أن أصبح يعاني من صعوبة شديدة في التنفس.

وقد عانى شارلي تلفًا حادًا في الدماغ وأصبح لا يمكنه فتح عينيه أو تحريك ذراعيه أو ساقيه، كما أنه غير قادر على التنفس دون وضعه على جهاز تنفس، كما تأثر القلب والكبد والكليتين ويقول أطبائه أنه ليس واضح ما إذا كان يشعر بالألم أم لا.


علاج شارلي في الولايات المتحدة الامريكية :


أراد والدا شارلي أن يسافر تشارلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يتلقى علاج تجريبي يسمى العلاج بالالتفوق النوكليوسيدي (NBT)، وهو علاج يمكن أن تضاف إلى الطعام.

وقد وافقت المستشفى في الولايات المتحدة على تقديم العلاج لشارلي، وقام والديه بجمع مبلغًا قدره 1.3 مليون جنيه استرليني من الأموال اللازمة لنقله إلى هناك.


استبعاد أطباء GOSH لعلاج شارلي :


لم يسمح الأطباء في مستشفى جريت أورموندا السماح بنقل شارلي لتلقي العلاج بالنوكليوزيد في أي مكان، حيث لم يتم علاج أي حيوان أو إنسان في مثل حالة شارلي، ولكن تم تقديم العلاج سابقا للمرضى الذين يعانون من اضطراب وراثي مماثل، أو نقص TK2، حيث أن TK2 يؤثر على العضلات فقط، في حين تؤثر حالة شارلي أيضًا على الأعضاء الأخرى وعلى الدماغ.

وقد تقدما والدا شارلي بطلب للحصول على إذن لمحاولة العلاج النوكليوسيدي على شارلي، ولكن ازدادت حالة شارلي سوءًا إلى حد كبير، وكان رأي الكثير من الاطباء أن أضرار دماغه كانت شديدة للغاية ولا يمكن علاجها.

بعد الاتصال بخبراء آخرين من المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم، توصل الأطباء إلى أنه ينبغي إغلاق دعم شارلي للحياة ويجب أن يسمح له بالموت الرحيم.

اختلف والدا شارلي مع المستشفى ولم يرغبان في سحب دعم الحياه عن شارلي، لذا تقدما لرفع الامر إلى المحكمة العليا للقضاة ليقرروا مستقبل شارلي، وفي أبريل أيدت المحكمة العليا قرار أطباء GOSH.

ثم استأنف والدا شارلي ضد القرار، ولكن المحكمة أقرت أنه سيكون من مصلحة تشارلي أن يتم السماح له ب

القتل الرحيم

، وقد توصلت كل من المحكمة العليا والمحكمة الأوروبية إلى نفس النتيجة.

وقد دعم حالة شارلي شخصيتين بارزتين مما جعل من قضية شارلي قصة عالمية، حيث تابعها كل من دونالد ترامب والبابا، وفي أعقاب قرار المحكمة الأوروبية قال البابا إنه يتابع القضية “بالود والحزن”

وقال بيان صدر عن الفاتيكان ان البابا يصلي على أمل ألا يتم تجاهل رغبتهم في مرافقة ورعاية طفلهم حتى النهاية، كما عرض الرئيس الأمريكي دعم شارلي على تويتر.

وبعد فحص نهائي للطفل تأكد الوالدين أن لا يوجد أمل في العلاج وأنه قد فات الوقت لذلك، وأن شارلي لم يعد في جسده أي عضله سليمة، مما جعلهما يستسلما لقرار المحكمة، واعلن موافقتهما علي الموت الرحيم لشارلي قبل ان يتيح لهما الاحتفال بعد ميلاده الاول.