جبلي راط والمنجور جولة سياحية مختلفة بحائل
راط والمنجور هما موقعان من أهم وأجمل المواقع السياحية بالمملكة، تحمل كلا منهما في طياتها معالم الفن العريق الذي تركه الأجداد منذ ألاف السنين، وهما أحد المواقع الأثرية بالمملكة التي سجلتها منظمة
اليونسكو
ضمن أهم وأروع مواقع التراث العالمي، حيث يجمع المكان بين كل معالم الطبيعة الساحرة من كثبان رملية ومساحات خضراء وجبال وأبار ووديان مما يجعلك تشعر عند زيارة المكان بأنك داخل لوحة فنية رائعة.
راط والمنجور لوحة فنية رسمها الأجداد :
تقع على بعد حوالي 320 كم مربع من مدينة حائل وفي الجهة الجنوبية منها يقع موقعي راط والمنجور، ويعتبر الموقعان كنز من الكنوز الأثرية التي تم العثور عليها في مدينة حائل حديثاً نظراً لما تمتلكه من رسومات يرجع وجودها إلى أربعة عشر ألف عاما تقريباً،
فالمكان عبارة عن مجموعة من تلال الأحجار الرسوبية الرملية وجبلان من نفس الأحجار الرسوبية يطلق على الأول جبل راط وهذا الجبل قد نقش عليه بعض من الرسوم الحجرية لمجموعة من الحيوانات التي كانت موجودة في ذلك العصر من نعام ووعول وأيضاً أبقار وحشية وفهود ونمور وحمير وكلاب وغيرها، وهذه الرسومات تعبر عن فترة أقدم من التي توجد بالجبل الآخر كما أنها تصور الإنسان في ذلك العصر على شكل مجموعات كبيرة من الصيد.
وكل هذه الرسومات قد تركها الثموديون للتعبير عن حياتهم من جميع الجوانب الاقتصادية منها والاجتماعية والفكرية، حيث كانت هذه المنطقة عبارة عن بحيرة قديمة لهم، ويطلق على الأخر جبل المنجور ويوجد به بعض الرسومات والنقوش الحجرية أيضا ولكن هذه الرسومات خاصة بالجمال فقط بالإضافة لبعض الكتابات الخاصة بهذا العصر، وتعبر هذه الرسومات عن فترة أحدث من التي وجدت على جبل راط.
وادي راط :
ويقسم الجبلان واد يعرف بوادي راط، وهو وادي خصب يملأه الأشجار الكثيفة والابار القديمة الرائعة كما يوجد بأعلى الوادي مكان طبيعي في قمة الروعة يسمى مشجع، كذلك يوجد مكان يسمى غدير المزايين وهذا المكان هو عبارة عن وادي تكسوه المساحات الخضراء وحرة سوداء وكثبان رملية حمراء مدهشة، فهو باختصار يعد مسكناً للطبيعة الخلابة، وهناك عدة أمور تميز الموقع عن غيره من المواقع الأخرى، وعند تجولك في المكان سوف تجد وجود بعض الصخور الموجودة في أماكن متفرقة والتي نقش عليها بعض الكلمات والرسومات والتي من الواضح وجودها منذ زمن ليس ببعيد، وإذا كنت من عشاق الغروب فأعدك بأنك سوف تشاهد أجمل منظر لغروب الشمس من خلف الجبال الشاهقة مما يجعلك تشعر بقمة الراحة والهدوء النفسي.
الطبيعة الجغرافية للمكان :
يوجد بالموقع العديد من الجبال الرسوبية الشهيرة كجبل أم سنمان وجبل غوطا و
جبل عنيزة
وجبل شويحط وغيرها من الجبال الشهيرة، ويعد جبل أم سنمان أكثرهم شهرة وقيمة تاريخية وتراثية لاحتوائه على 1944 رسما لحيوانات متعددة كالأغنام والوعل والنعام والفهود والكلاب وغيرها، كما أنها تحتوي على رسومات خاصة للجمال باختلاف أحجامها وأنواعها، كما يوجد بالجبل رسومات لرجال يرتدون عمائم والبعض قال أنها تيجان، كما بلغ عدد الرسوم الآدمية في هذا الجبل إلى 262 رسما وقد كان أهالي جبة يطلقون على هذه الرسومات حراس أم سنمان.
ما يتميز به الموقع :
وما يميز ذلك الموقع الرائع عن غيره هو اللوحات الإفريزية الرائعة والتي تتميز بشدة طولها حيث يصل طول اللوحة الواحدة إلى اثنى عشر متراً تقريباً، فعند مشاهدتك لتلك اللوحات الساحرة والتي هي عبارة عن رسومات بشرية وحيوانات وأيضا وأقدام لرجال وأطفال سوف تلاحظ أنها قد تم نحتها بحجمها الطبيعي، مما يجعلها أشبه بالحقيقية، وما يميز الموقع أيضاً هو الدقة الملحوظة في التنفيذ والتي تعبر عن مهارة تلك الفنان البارع، كما أن الموقع قد سجلته منظمة اليونسكو ضمن خمسة من أهم وأروع مواقع التراث العالمي بالمملكة.
مما سبق نجد أن راط والمنجور تعد من الأماكن السياحية التي لا يكف اللسان عن الحديث عنها، بكثرة ما فيها من معالم أشبه بالخيال، فهي بالمجمل وجهة للباحثين عن الطبيعة بشتى صورها وبأدق تفاصيلها، ومن يبحثون عن تاريخ العصور السابقة بشتى صوره ومعرفة كيف كانوا يعيشون، وقد أصبح الموقع من أشد الأماكن التي يتهافت عليها السائحين من شتى بقاع العالم نظرا لمميزاته العدة ولقلة تشابهه بالأماكن السياحية الأخرى، فهو مكان فريد من نوعه.