تفسير قول الله تعالى ” مالكم لا ترجون لله وقارا “

قال الله تعالى في

سورة نوح

في الآية الثالثة عشر ” مالكم لا ترجون لله وقارا “، وهي من السور المكية وفيما يلي سيتم عرض تفسير الآية الكريمة .


تفسير قول الله تعالى ” مالكم لا ترجون لله وقارا “


:

– تفسير الطبري :

فسر

الطبري

قوله تعالى (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )، حيث اختلف أهل التأويل في هذه الآية حيث فسرها بعضهم فيما معناه أنهم لا يرون عظمة الله سبحانه وتعالى، وقد قيل عن ابن عباس في الآية (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) : (عظمة)، يقول مجاهد في الآية الكريمة : (لا ترون لله عظمة)، وقد قال مثله سفيان،

وقد قيل عن مجاهد أيضا : (لا تبالون لله عظمة)، وقيل عن منصور عن مجاهد  أنه قال : (كانوا لا يبالون عظمة الله)، قيل عن الضحاك يقول عن هذه الآية الكريمة : (عظمة)، وقيل عن مجاهد أنه قال: (لا تبالون عظمة ربكم، وقال : والرجاء هو الطمع والمخافة).

وقال آخرون في تفسير الآية الكريمة  أن معناها أنهم لا يعظمون الله حق عظمته، وقد قيل عن ابن عباس في ذلك (ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته)، وقد فسر آخرون الآية أنها تعني أنهم لا يعلمون لله عظمة، وقيل عن ابن عباس في الآية : (ما لكم لا تعلمون لله عظمة).

وقد فسرها آخرون أن تفسيرها أنها تعني (ما لكم لا ترجون لله عاقبة)، وقد قيل عن قتادة في قوله (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) : (أي عاقبة)، وقيل عن قتادة : (لا ترجون لله عاقبة).

وقد فسرها آخرون أنها تعني (ما لكم لا ترجون لله طاعة)، حيث قال ابن زيد : (الوقار هو الطاعة، وقد اتفق الطبري على قول من قال أنها تعني (ما لكم لا تخافون لله عظمة)، وذلك حسب قول أبو ذُويب:

إذا لَسَـعَتْهُ النَّحْـلُ لَـم يَـرْجُ لَسْـعَها

وَخالَفَهـا فـي بَيْـتِ نُـوبٍ عَوَاسِـلِ

يعني بقوله: ” ولم يرج “: لم يخف.


– تفسير ابن عاشور :

فسر بن عاشور قوله تعالى (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )، فسرت الاية على أنها اسلوب استفهام في صورة توبيخ فهو سؤال عن أمر ثابت لهم والمقصود به أنه لا يوجد عذر لهم في عدم توقير الله سبحانه وتعالى، وقوله تعالى (لا تَرجُون) في موضع الحال من ضمير المخاطبين،

وقد اختلف الكثير من المفسرين في معنى قوله (ما لكم لا ترجون لله وقاراً)، فقد قال ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو العالية وعَطاء ابن أبي رباح وابن كيسان في تفسير الآية الكريمة : (ما لكم لا ترجون ثواباً من الله ولا تخافون عقاباً ، أي فتعبدوه راجين أن يثيبكم على عبادتكم وتوقيرِكم إياه )، وقال صاحب الكشاف : (ما لكم لا تكونون على حال تأمُلُون فيها تعظيم الله إياكم في دار الثواب) .

وقال مجاهد والضحاك في تفسير الاية : (معنى “لا ترجون” لا تبالون لله عظمة)، وقال قطرب : (هذه لغة حجازية لمضر وهُذيل وخزاعة يقولون  لم أرجُ أي لم أُبال)، وقيل عن ابن عباس : (معنى “لا ترجون” لا تعلمون)، وقال مجاهد : (لا ترون) ، وقيل عن ابن عباس أنه سأَله عنها نافعُ بنُ الأزرق  فأجابه : (أن الرجاء بمعنى الخوف ) وأنه قال قول أبي ذؤيب :إذا لسَعَتْه النحلُ لم يرج لَسْعها … وحَالفها في بيت نُوبٍ عواسل.

قال الفراء : (إنما يوضع الرجاء موضع الخوف لأن مع الرجاء طرفاً من الخوف من الناس ومن ثم استعمل الخوف بمعنى العِلم كقوله تعالى ” فإن خِفتم أن لا يُقيما حدود الله”).