كيفية وقاية الاسرة من اصابة فرد منها بالكوليرا
لأول مرة تم تعقب انتشار وانتقال الكوليرا على مستوى الأسرة في دكا ببنغلاديش، وهي مدينة ذات مستوى ” متوطن بشكل مفرط ” من المرض، وقد وجد الباحثون أن ما يقرب من 80 في المائة من انتقال الكوليرا في دكا وقع بين الأشخاص الذين يتقاسمون المعيشة، ويمكن استخدام نتائج الدراسة الجينومية واسعة النطاق من قبل مسئولي الصحة العامة لتحسين استراتيجيات مكافحة الكوليرا .
أسباب انتشار الكوليرا بين أفراد الأسرة وطرق مكافحة المرض
لأول مرة، تم تعقب انتقال
الكوليرا
على مستوى الأسرة عبر دكا في بنغلاديش، وهي مدينة ذات مستوى إصابة شديد من المرض، ووجد باحثون من معهد ويلكوم سانجر والمتعاونون معهم أن ما يقرب من 80 في المائة من انتقال الكوليرا في دكا يحدث بين أشخاص يتقاسمون المعيشة، ويمكن استخدام نتائج الدراسة الجينومية واسعة النطاق والتي نشرت في 25 يونيو 2018 في Nature Genetics ، من قبل مسئولي الصحة العامة، لتحسين استراتيجيات مكافحة الكوليرا، يمكن أن يكون لمنع انتقال العدوى داخل الأسر في المناطق ذات العبء الثقيل، تأثير كبير على الحد من عدد حالات الكوليرا في جميع أنحاء العالم .
انتشار الكوليرا
على الرغم من اعتبار الكوليرا مرضا قديما، إلا أن حالات الكوليرا آخذة في الارتفاع، حيث يتعرض حوالي 1.4 مليار شخص للخطر في البلدان الموبوءة، وما يقدر بنحو 3 إلى 5 ملايين حالة كل عام، ويسبب المرض ما يصل إلى 120.000 حالة وفاة سنويا على مستوى العالم ، ودكا مدينة ضخمة في بنغلادش تشهد فاشيتين من الكوليرا كل عام .
ما قام به الباحثون
لفهم الكيفية التي ينتشر بها تفشي وباء الكوليرا بين السكان وتسليط الضوء على أفضل استراتيجيات المكافحة، تتبع الباحثون سلالات الكوليرا على المستوى المحلي – من الناس داخل الأسر، الذين يشتركون في وعاء الطبخ ويأكلون معا، وبين عامي 2002 و 2005 أخذت عينات من مرضى الكوليرا الذين تم إدخالهم إلى مستشفى دكا في بنغلاديش ( المعروف سابقا باسم المركز الدولي لأبحاث الإسهال في بنغلاديش )، وخلال فترة مراقبة مدتها ثلاثة أسابيع، أخذت عينات المتابعة من أعضاء آخرين في نفس الأسرة لكل مريض بالكوليرا، وفي المجموع تم جمع 303 عينات من ضمة الكوليرا من 224 فردا في 103 أسرة .
وقام الباحثون بتسلسل جينومات كل العينات لمعرفة كيفية ارتباط سلالات الكوليرا من كل شخص ومقارنتها بالسلالات القادمة من أجزاء أخرى من البلاد حول العالم، ووجدوا أن ما يقرب من 80 في المائة من حالات العدوى الثانوية ترتبط بالحالة الأولى في تلك الأسرة ( خلال الأيام الخمسة الأولى من هذا المرض )، وهذا يعني أنه بمجرد أن دخلت الكوليرا الأسرة، كانت تنتشر بين أفراد الأسرة كلهم، ويكشف هذا أن تدابير الرقابة الأسرية ذات أهمية حيوية لوقف انتشار الكوليرا .
طرق مكافحة المرض من التفشي
قال الدكتور داريل دومان مؤلف أول من معهد ويلكوم سانجر : ” باستخدام الجينوم وجدنا أن الكوليرا تنتقل بسهولة داخل الأسرة، ويمكن أن يمنع هذا الانتشار داخل الأسرة بشكل كبير من تفشي الكوليرا، ويسلط الضوء على الحاجة إلى تحديد أولويات استراتيجيات المكافحة المحلية، وقد يكون لهذا تأثير كبير ليس فقط على الأسر الفردية، ولكن أيضا على المنطقة بأكملها “، ومن شأن الحد من تعرض الناس لضمة الكوليرا على مستوى الأسرة، أن يساعد في كسر سلسلة انتقال المرض، ويمكن للتدخلات المحلية بما في ذلك النظافة وتحسين الصرف الصحي، وكلورة المياه وتطعيم أفراد الأسرة أن تساعد في الحد من انتشار الكوليرا .
وقال البروفسور نيك تومسون المؤلف المشارك من معهد ويلكوم سانجر وكلية لندن للصحة والطب المداري : ” في حين أن دراساتنا السابقة تتبعت الكوليرا على المستوى العالمي، هنا ننظر إلى الأسر في منطقة معرضة لخطر كبير يمكن أن تساعد بياناتنا الجينية الدقيقة في تحديد استراتيجيات السيطرة التي يمكن أن يكون لها الأثر الأكبر، ونقدم أدوات وراثية لقياس فعالية التدخلات المنزلية والمحلية في الحد من الفاشيات “، من جانبه قال الدكتور فردوسي قادري المؤلف المشارك من المعهد الدولي للتنمية المستدامة في بنغلاديش : ” إن التطعيم مع تدخلات المياه والصرف الصحي والنظافة – تحسين المياه والصرف الصحي والنظافة – تعد تدخلات هامة لمنع انتشار الكوليرا والسيطرة عليه ” .
المصدر :
ساينس ديلي