قصة مقولة ” نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون “
نسلم ويسلمون، خير من أن نؤجر ويأثمون، هي مقولة للتابعي إبراهيم النخعي وردت في كتاب “المنتظم” لـ
ابن الجوزي
، قالها لتلميذه سليمان بن مهران، وفي هذه المقولة تظهر أخلاق التابعين فأحب للناس ما أحب لنفسه، فأعطى لتلميذه درسًا في الأخلاق وكيفية تجنب الأذى وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما علمنا نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه توفي إبراهيم النخعي رحمة الله عليه في عام 96 هـ بالكوفة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وعمره 49 سنة، وقيل 57 سنة.
نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون
:
كان التابعي الجليل إبراهيم النخعي رحمه الله أعور العين، وكان تلميذه سليمان بن مهران أعمش العين ” أي ضعيف البصر ” وفي يوم من الأيام سارا في أحد طرقات الكوفة يريدان الجامع، وبينما هما يسيران في الطريق، قال الإمام النخعي : يا سليمان، هل لك أن تأخذ طريقًا وآخذ آخر ؟!! فإني أخشى إن مررنا سويا بسفهائها، ليقولون أعور ويقود أعمش، فيغتابوننا فيأثمون، فقال الأعمش : يا أبا عمران، وما عليك في أن نؤجر ويأثمون ؟!! فقال النخعي : يا سبحان الله!! بل ” نسلم ويسلمون، خير من أن نؤجر ويأثمون!! “.
إبراهيم النخعي :
هو التابعي إبراهيم بن يزيد النخعي ولد في عام 47 هـ، فقيه وقارئ كوفي، حافظ للقرآن وأحد رواة الحديث، كان أعور أي ” فقد إحدى عينيه، ويرى بواحدة فقط “، أمه هي مليكة بنت يزيد النخعية، وقد أدرك التابعي إبراهيم النخعي عددًا من أصحاب الرسول صل الله عليه وسلم، ولم يحدث عن أحد منهم. كما رأى أم المؤمنين
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنها وأرضاها حيث كان بينها وبين أهله إخاء وود.
عاش إبراهيم النخعي بالكوفة وأخذ العلم عن عبد الله بن مسعود، حتى صار مفتيًا لأهل الكوفة، قال عنه سعيد بن جبير مستنكرًا عندما طلب منه أهل الكوفة إفتاءهم: أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟ كان النخعي زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة فقد رُوي عن امرأته هُنيدة أنه كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، كما كان يبغض المرجئة ” وهي أحد الفرق المنتسبة إلى الإسلام والتي خالفت أهل السنة في الكثير من الأمور العقائدية ” توفي إبراهيم النخعي سنة 96 هـ بالكوفة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وعمره 49 سنة، وقيل 57 سنة.
ما يستفاد من القصة :
طبق إبراهيم النخعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » فأحب للناس أن يسلموا من الأذى بكف اللسان عنهم، كما أحب أن يسلم هو وتلميذه من أذيتهم ومعايرتهم لهما، وهذه هي أخلاق التابعين الذين تشبعوا بتعاليم الصحابة رضوان الله عليهم تركوا لنا هذه الدروس والعبر نبراسًا لنا نهتدي به ونطبقه على أنفسنا حتى تصلح الأمة.