استخدام المواد الكيميائية الزراعية يهدد الصحة والبيئة بالصين

توصلت دراسة حديثة إلى أن حجم المزارع في الصين يعد من العوامل الرئيسية في الإفراط في استخدام المواد الكيميائية الزراعية، حيث أن الإفراط غي استخدام هذه المواد في المزارع الصغيرة هناك، يجعلها أصغر من أن تكون مستدامة بيئيا .


الإفراط في استخدام المواد الكيميائية الزراعية في الصين يهدد الصحة والبيئة


الإفراط في استخدام المواد الكيميائية الزراعية في المزارع الصغيرة في الصين يؤذي الصحة والبيئة، وذلك وفق دراسة جديدة وحديثة، توصلت إلى أن حجم المزارع في الصين يعد من العوامل الرئيسية في الإفراط في استخدام

المواد الكيميائية

الزراعية، ونتيجة لذلك قد تكون أصغر من أن تكون مستدامة بيئيا، وقد تم نشر البحث – الذي أجراه فريق من جامعات ميلبورن وتشجيانغ وفودان ووهان وستانفورد – أمس في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم .


حول الدراسة الجديدة


وجدت الدراسة أن المواد الكيميائية الزراعية تستخدم في كثير من الأحيان بشكل غير فعال في المزارع الصغيرة، مما يؤدي إلى خسائر مالية، والتلوث الخطير على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية التي تتراوح بين المغذيات ( زيادة في المغذيات في المسطحات المائية، والتي غالبا ما تسببها جريان الأرض ) إلى الجسيمات، والتلوث في الجو والاحترار العالمي، وقال باوجينغ جو الباحث في

جامعة ملبورن

وزيجيانغ : ” الصين هي أكبر مستهلك للمواد الكيميائية الزراعية في العالم، حيث تستخدم أكثر من 30 في المائة من الأسمدة و

المبيدات الحشرية

العالمية على 9 في المائة فقط من الأراضي الزراعية في العالم ” .

وقال الدكتور جو : ” سعت دراستنا إلى فهم أسباب الإفراط في استخدام المواد الكيميائية الزراعية، لأن معالجة هذا أمر بالغ الأهمية للتنمية المستدامة للزراعة الصينية “، وقد استخدمت الدراسة مسحا ريفيا تمثيليا من الصين، ووجدت أن حجم المزرعة الصغيرة يؤثر بشدة على استخدام وكثافة المواد الكيميائية الزراعية عبر المزارع في الصين .


ما كشفت عنه الدراسة


تبين أن زيادة بنسبة 1 في المائة في حجم المزرعة ترتبط بانخفاض قدره 0.3 في المائة و 0.5 في المائة في استخدام الأسمدة والمبيدات في الهكتار على التوالي، ويقابل ذلك زيادة بنسبة 1 في المائة تقريبا في إنتاجية العمالة الزراعية، وانخفاض هزيل في غلات المحاصيل يبلغ 0.02 في المائة، وقال البروفيسور ديلي تشن من جامعة ملبورن : ” في السنوات الأخيرة بذلت الحكومة الصينية جهودا للحد من الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية الزراعية، ولكن الآثار كانت للأسف محدودة “، وتابع البروفيسور تشن : ” في حين ارتبط النمو الاقتصادي بزيادة حجم المزرعة في بلدان أخرى، فإن هذه العلاقة في الصين تشوهت بسبب سياسات الأراضي والهجرة، مما أدى إلى استمرار حجم المزارع الصغيرة ” .


اقتراحات الباحثون في الدراسة


يقترح المؤلفان أن إزالة هذه التشوهات من شأنه أن يقلل من استخدام المواد الكيميائية الزراعية بنسبة 30 إلى 50 في المائة والتأثير البيئي لهذه المواد الكيميائية بنسبة 50 في المائة، بينما يضاعف مجموع دخل جميع المزارعين بمن فيهم أولئك الذين ينتقلون إلى المناطق الحضرية، وقال الدكتور جو : ” لقد انتشر حجم المزارع الصغيرة في الصين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سوء تخصيص الأراضي الزراعية والعمالة بسبب الحواجز التي تحول دون انتقال العمالة والحدود المفروضة على نقل حقوق استخدام الأراضي الزراعية، وهذا يساهم في الإفراط في استخدام المواد الكيميائية الزراعية في عدد من الطرق ” .

ويتابع : ” أولا العديد من الابتكارات التكنولوجية وممارسات الإدارة الحديثة التي تقلل من استخدام المواد الكيميائية الزراعية، أقل فعالية في المزارع الصغيرة بسبب ارتفاع تكاليف التبني، وعادة ما يكون لدى المزارع الكبيرة مهارات أفضل في الزراعة ومهارات الإدارة، وبالتالي استخدام المواد الكيميائية الزراعية بكفاءة أكبر من المزارعين الذين يعملون على نطاق أصغر “، وتشير الدراسة إلى أن متوسط ​​حجم المزرعة في الصين قد تغير ببطء شديد على الرغم من النمو الاقتصادي القوي في البلاد والتحضر، من 1980 إلى 2000، وقد انخفض متوسط ​​حجم المزرعة في البلاد وزادت ببطء منذ 2000، وهذا النمط يختلف اختلافا كبيرا عن البلدان المتقدمة الأخرى .

ويظهر أيضا أن 98 في المائة من الأسر التي تدير المزارع تمتلك مزرعة مساحتها أقل من 2 هكتار في الصين – وهي نسبة أعلى بكثير من مناطق العالم الأخرى حتى أفريقيا .


النتائج


يقول البروفيسور تشن : ” النتائج في ورقتنا لها آثار بعيدة المدى بالنسبة للعديد من البلدان الأقل نموا، في حين أن الزراعة في البلدان الأقل نموا وخاصة في بعض البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، تعاني حاليا من عجز في المواد الكيميائية الزراعية، فإن توافرها سيزداد مع النمو الاقتصادي “، ويتابع : ” وإذا لم يتم القيام بأي شيء لمعالجة سوء توزيع الأراضي والعمل ورأس المال في الزراعة في هذه البلدان، فسوف يواجهون نفس المشاكل والآثار المترتبة على الصحة والبيئة التي مرت بها الزراعة الصينية خلال العقود القليلة الماضية ” .