الفرق بين الابتلاء والعقاب
يتعرض الإنسان على مدار حياته إلى الكثير من المصاعب والتي تندرج تحت العديد من المسميات والتي من بينها البلاء والعقوبة، ومن المتفق عليه أن كل منهما عبارة عن محنة يتعرض لها الإنسان ولكن تختلف من حيث المعنى لكل واحدة منهم.
الفرق بين الابتلاء والعقاب :
1- بالطبع يوجد فرق كبير جدا حتى في المعنى بين كل من
الابتلاء
والعقوبة حيث أن الابتلاء دائما ما نجده مرتبطا بالمؤمن وما يختار الله عز وجل المؤمن للابتلاء ما إلا لخير لا يعلمه إلا هو، والصبر على الابتلاء يوضح معنى العبودية لله عز وجل وفي حال الابتلاء فإإن الرجل المؤمن يقف وقفة مع نفسه ليتدبر حكمة الله عز وجل من ذلك الابتلاء وأن يعيد تفكيره حول الكثير من الأمور كي يرضى عنه الله عز وجل ويرفع عنه الابتلاء.
2- وعن العقوبة فهي للكافرين الخارجين عن طاعة الله عز وجل ومالوا نحو الحياة الدنيا وزينتها وكل ما فيها من لهو ولعب فهي عقوبة من الله في الدنيا.
صور الابتلاء المتعددة :
للابتلاء الكثير من الصور والتي من بينها ما يلي :
1- أن يبتلي الله عز وجل المرء المؤمن في ماله أو في بدنه فيمرضه ويفقره ليعلم مدى تحمل وصبر المؤمن على الضراء مثل السراء.
2- كما أن من صور الابتلاء انصراف بعض الناس عنه مع عداوتهم له ليعلم المرء بعدها أن في ذلك خير كبير.
3- ومن اختبار الله عز وجل للإنسان أن يبتليه بتأخير النصر على الأعداء لحكمة أخرى لا يعلمها المرء إلا بعد أن يتأكد من أن ذلك الأمر كان به خير كبير له.
وبالطبع فإن للمرء المؤمن الكثير من الواجبات التي لابد من القيام بها نحو الابتلاء والتي من بينها من يلي :
1- أن يتقبل المؤمن الحق الابتلاء بالرضا والصبر على ما أعطاه الله عز وجل من ابتلاء.
2- لابد من عدم الجزع والسخط عندما يحل به ابتلاء وان يكون عبدا شاكرا في الابتلاء.
3- لابد على المرء أن يعلم دائما أن الله عز وجل هو اعلم به أكثر من نفسه.
4- أن يتدرع إلى الله عز وجل دائما بالدعاء كي يرفع عنه الابتلاء وأن يمن عليه بالرضا.
العقوبة ورد فعل العصاه :
وعلى الجانب الأخر نجد أن العقوبة التي تحل بالكافر أو العاصي يقابلها بما هو غير متوقع على النحو التالي :
1- حيث نجد أن العاصي والكافر غالبا لا يتقبل العقوبة من الله عز وجل دائما ويشعر بالجزع وأن يتمدى في
معصية الله
عز وجل.
2- كما ينسب تلك العقوبة إلى أشياء أخرى وليس له هو ومن الممكن أن يكون في الظاهر أن تلك العقوبة كما هو يدعي ولكن في الحقيقة هي بسبب أفعاله وأن الله عز وجل بالفعل غاضبا عليه.
3- غالبا ما نجد الكافر أو العاصي لله عز وجل دائما ما يكون مختوم على قلبه ولا يرى الحقيقة ودائما ما يؤكد أنه لا يعلم لما العقوبة وقعت عليه.
وهذه هي الحياة قد نجدها مليئة بالكثير من الصعوبات ولابد من عدم الحكم الظاهري على الأمور فالله عز وجل يعلمنا الفرق بين الابتلاء والعقوبة على الأشخاص، وقد نجد أن الابتلاء على أمة بأكملها لكثرة الصالحين بها وقد تكون في ظاهرها عقوبة على الناس ولكنها في الحقيقة ابتلاء من الله عز وجل لا يتضح إلا في نهاية الأمر، لذا على المرء دائما أن يلجأ إلى الله عز وجل في جميع الأمور سواء إن كانت خير أو شر فالله يحب العباد الشاكرين له في جميع الأحوال.