اختلاف الميكروبات المعوية بين سكان الريف والحضر تبدأ بعد الولادة

أظهر تحليل يقارن الميكروبات المعوية لكل من الرضع والبالغين الذين يعيشون في المناطق الريفية والحضرية في نيجيريا، أن هناك اختلافات كثيرة في البالغين الذين يعيشون في بيئات الريف مقابل البيئات الحضرية، ولكن أوضح التحليل أيضا أن هذه الاختلافات تبدأ في سن مبكرة للغاية .


اختلاف الميكروبات المعوية بين سكان الريف والحضر تبدأ بعد الولادة


أظهر تحليل يقارن

الميكروبات

المعوية لكل من الرضع والبالغين الذين يعيشون في المناطق الريفية والحضرية في نيجيريا، أن هناك اختلافات كثيرة في البالغين الذين يعيشون في بيئات الريف مقابل البيئات الحضرية، ولكن اكتشفوا أن هذه الاختلافات تبدأ في سن مبكرة للغاية، وقد نشرت الدراسة في الخامس من يونيو الجاري في مجلة  Cell Reports .

تقول الكاتبة الرئيسية سيلفيا توروني من قسم الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بجامعة بولونيا في إيطاليا : ” لقد افترضنا دائما أن الميكروبات في الرضع كانت هي نفسها في كل مكان، وأن هذه الاختلافات جاءت في وقت لاحق من الحياة، ولقد فوجئنا عندما اكتشفنا أن الميكروبات المعوية للأطفال الرضع الذين يعيشون في المناطق الريفية، تفتقد المكونات التي اعتقدنا منذ فترة طويلة أنها معيارية لجميع مجموعات الأطفال الرضع – خاصة أنهم كانوا في الأساس خاليين من ” Bifidobacterium “، حيث يهيمن Bifidobacterium على الميكروبات في الرضع الغربيين وقد تم اعتباره عنصرا أساسيا للنمو والتطور الصحي .


الدراسات السابقة


قارنت الدراسات السابقة بين الميكروبات في المجتمعات الريفية بشكل عام وبين سكان المناطق الحضرية البعيدة في أوروبا أو الولايات المتحدة، وكانت هذه الدراسة فريدة من نوعها لأنها نظرت إلى الأفارقة والريف في المناطق الحضرية في نفس المنطقة الجغرافية، وتم اختيار سكان المناطق الحضرية في الدراسة من أربع مدن في عاصمة الولاية في نيجيريا والعاصمة الوطنية ” أبوجا ” .


ما قام به الباحثون


يقول المؤلف الأول للدراسة فونميلولا آيني من قسم علم الأحياء الدقيقة الصيدلانية في جامعة ايبادان في نيجيريا : ” تم تصميم هذا البحث خصيصا لسد فجوات من المعرفة حول تباين ميكروبات الأمعاء البشرية، بالإضافة إلى metabolome فيما يتعلق بأنماط السكان المقربين جغرافيا “، وكانت هذه الدراسة أيضا فريدة لأنها نظرت إلى كل من الميكروبات الصغيرة والرضع، ولأغراض هذه الدراسة تم تعريف الرضع كأطفال حتى سن الثالثة، وبشكل غير متوقع وجد الباحثون أن الرضع الذين يعيشون في المناطق الريفية لديهم ملامح الميكروبيوم التي كانت بشكل عام أكثر تنوعا وأكثر شبها بالبالغين .


طبيعة سكان الريف والحضر في الدراسة


سكان الريف المشمولين في الدراسة من مجتمع زراعي يسمى باسا، يستهلكون غذاء يتكون من الدرنات والحبوب والحساء المورق، وكذلك المياه غير المعالجة، والنظام الغذائي في المناطق الحضرية يحتوي على الأطعمة المجهزة والماء المعالج، ولكن لديها عناصر أكثر من النظام الغذائي النيجيري التقليدي مما هو مذكور في البلدان الغربية، وأعطيت الأطفال في المناطق الريفية أطعمة غير حليب الثدي في عمر أصغر من الرضع في المناطق الحضرية .


اكتشافات الباحثون


على الرغم من أنه عامل واحد فقط، إلا أن النظام الغذائي مكون مهم يؤثر على تركيبة

الجراثيم

المعوية، فقد وجد الباحثون أن سكان الريف لديهم مستوى أعلى من أنواع بكتيرية معينة مهمة في هضم الألياف، بالإضافة إلى ذلك، عندما تم تحليل المستقلبات في العينات، كان لدى سكان الريف مستويات منخفضة من الأحماض الأمينية والأمينات الحيوية المنشأ، مما يشير إلى انخفاض في استهلاك البروتين .


عوائق الدراسة


كانت هناك بعض العوائق للدراسة، أولا : لا يعرف شعب الباسا عادة أعمارهم بالضبط، أيضا لم يتم جمع بيانات حول النوع الاجتماعي للباسا الذين شاركوا، لذلك لم يتمكن الباحثون من النظر فيما إذا كانت هناك اختلافات بين الجنسين أم لا، ومع ذلك، كانت النتائج جديرة بالملاحظة، يقول توروني : ” مثل هذه الدراسات لها أهمية تطورية عميقة لأنها تتذكر طرق الحياة التي ميزت التاريخ البشري، من الصيد وأسلافنا من العصر الحجري القديم إلى الزراعة صغيرة النطاق، إلى أسلوب الحياة الغربية ما بعد الصناعي ” .

ويضيف آيني : ” إن السمات المميزة للميكروبات والتمثيل الغذائي التي لوحظت في المجموعات السكانية التقليدية، والتي تميل إلى أن تكون معدلاتها أقل بكثير من الأمراض الغربية، يمكن أن تساعدنا في فهم الآليات التي تؤدي إلى تمزق هذه العلاقات بين الميكروبيوم والمضيف، وهذا يمكن أن يؤدي أيضا إلى فهم أكبر للالتهاب والتقلبات المناعية التي تتبعه ” .

المصدر :

ساينس ديلي