دواعي إجراء الجراحة الفصية على المخ ومخاطرها

انتشرت الجراحات الفصية في منتصف القرن العشرين كوسيلة للتخلص من بعض الأمراض النفسية و السيطرة على المريض ، و لقد ساد اعتقاد غير مثبت أن إزالة الفصوص الجبهية الكبيرة التي تميز الدماغ البشري عن دماغ غيره من الثدييات العليا ، أو تقطيعها ربما يخفف الآلام و الأحزان و القلق و الاكتئاب ، و

الفصام

، و الأفكار الخطيرة على المستوى السياسي .


الجراحة الفصية  :


تعرف الجراحة الفصية أنها تداخل جراحي عصبي يحدث فيه إيذاء الاتصالات العصبية الموجودة في مقدمة الفص الجبهي ، فهذه العملية تشمل تحديداً العمليات المجراة على الفص الجبهي دون أجزاء الدماغ الأخرى ، و ذلك لأن الفص الجبهي له دور كبير في التحكم بالسلوك و تبدلات الشخصية من جهة إلى أخرى ، و قد كان الدافع الأساسي لهذه العملية هو التحكم في الاضطرابات النفسية كالفصام و الاكتئاب و الاضطراب ثنائي القطب .


تاريخ تطور الجراحة الفصية :


ظهرت أولى محاولات استئصال أجزاء من القشر الدماغي في القرن التاسع عشر ، فقد كان الأطباء يرون فيه وسيلة لتخفيف بعض الأمراض النفسية مثل الهلاوس السمعية و غيرها من الأمراض الفصامية ، و قد اختلفت نتائج هذه الجراحة ما بين التحسن و الموت ، يعد Antonio Moniz هو أول من  أدخل الجراحة الفصية حيز التطبيق ، و ذلك عام 1935م ، و قد حصل على جائزة نوبل نظير عمله ، على الرغم من أن كثيرًا من هذه الجراحات انتهت بتأثيرات سيئة على المدى البعيد ، و قد اختلف الأطباء حول هذه العمليات ، و تأثيراتها الجانبية أو بعيدة المدى ، إلا أنها استمرت مدة طويلة من الزمن .


دواعي استخدام الجراحة الفصية :


كان السبب الأساسي لإجراء مثل هذا العمل الجراحي هو

الاضطرابات النفسية

، و لكن مع تطور الكثير من الأدوية المضادة للاكتئاب لم يعد إجراء تلك العملية ضروريًا ، أما في حال عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي ، فيلجأ الطبيب إلى جلسات العلاج الكهربائي ، و إذا لم يتحسن المريض ، ففي هذه الحالة يكون الحل الأمثل هو إجراء العملية الجراحية ، و من عوامل استخدام تلك الجراحة أيضًا ؛ فشل السيطرة على النوب الاختلاجية رغم استخدام نوعين من أدوية الخط الأول ، و ميل المريض نفسه في التدخل السريع للجراحة .


كيفية إجراء الجراحة الفصية :


تضمنت العمليات الجراحية الأولى إجراء ثقب في الجمجمة ، و بعد ذلك يتم حقن مادة الايتانول بهدف تخريب الألياف العصبية التي تصل الفص الجبهي مع غيره من البنى الدماغية ، ثم إدخال أداة جراحية تماثل عروة سلكية و بدورانها تقتطع جزءً من الدماغ ، و بعد ذلك تطورت تلك العملية و تمادى بعض الأطباء بطرق شديدة للغاية شملت الدخول إلى الفص الجبهي من خلال عين المريض لعزل الفص الجبهي ، من كل نصف كرة مخية ، و بالتالي تسببت تلك العملية في ضرر و تلف للأجزاء الدماغية المجاورة للفص .


ما بعد الجراحة الفصية :


لقد أُجريت العديد من الجراحات الجبهية حول العالم لكن لم يتعاف المرضى تمامًا ، بل إزداد الأمر سوءً و فقدوا شخصياتهم و تحولوا إلى عالة على عائلاتهم تتطلب العناية الدائمة ، و في منتصف القرن العشرين تدخلت المؤسسات المعنية بالصحة العقلية في هذا الأمر و بدأ إجراءها يقل تدريجيًا ، إلا أنها لم تنتهي تمامًا .