قصة عمارة باخرة الرياض أعجوبة الستينات
عمارة باخرة الرياض هي أعجوبة من ستينيات القرن الماضي حرص القائمون عليها أن تظهر في تصميم معماري فريد يغاير التصاميم المنتشرة في ذلك الوقت لتصبح أشهر عمار في
مدينة الرياض
إلا أن هذه العمارة لها قصة مختلفة عن أي عمارة، وكذلك شارع الخزان الذي اشتهر بزيارة الملوك والأمراء، وهو ما سوف نعرفه من خلال السطور التالية.
ما هي قصة عمارة الباخرة ؟
تم إنشاء عمارة الباخرة في عام 1966م في شارع الخزان في أحد أحياء الرياض، وكانت ذات شكل مميز لافت للأنظار ولكن لم يكن هذا هو سبب شهرتها الوحيد، ولكن بسبب الأطباء الذين كانت لهم عياداتهم الطبية الخاصّة فيها ويرتادها أهالي الرياض، في ذلك الوقت الذي لم تكن هنالك مستشفيات سوى مستشفى الشميسي بالرياض والتي تحولت حديثًا إلى ”
مدينة الملك سعود الطبية
حالياً”.
مما جعل أهالي الرياض يلجؤون إلى الأطباء في عياداتهم الخاصة داخل عمارة الباخرة لأخذ العلاج، وكان من أشهر هؤلاء الأطباء هو الدكتور “عبدالحميد عثمان” طبيب الأطفال، وكان هذه الفترة هي الفترة الذهبية في حياة هؤلاء الأطباء.
ذكريات حارس عمارة الباخرة :
مطلوب حسين هو حارس عمارة الباخرة، يعمل في هذه العمارة منذ أكثر من أربعون عام يروي كيف تحولت هذه العمارة الفاخرة إلى مجرد عمارة عادية يقطنها الوافدون يقول مطلوب : كانت عمارة الباخرة تسكنها عائلات من مختلف الجنسيات العربية، ولم تكن فيها سوى عائلة واحدة سعودية، وغادرها الأطباء منذ أكثر من 15 عاماً، واليوم أصبحت مكاناً للعمالة الوافدة، وكثير من الشقق نزلت فيها الإيجارات بعد ترك أصحابها لها.
ويكمل حارس العقار أنه يتذكّر تلك الفترة جيداً، حيث كانت عيادة الطبيب عبدالحميد عثمان طبيب الأطفال تضج بالزائرين وكانت قيمة الكشف في ذلك الوقت “عشرة ريالات”، وكان حينذاك الطبيب يأخذ ترخيصاً من وزارة الصحة لممارسة الطب في عيادته المنزلية، وأن فترة السبعينيات والثمانينيات هي الفترة الأشهر في تاريخ عيادات عمارة الباخرة.
شارع الخزان شارع الملوك والأمراء :
كان شارع الخزان في وقت سابق من القرن الماضي لا يسكنه إلا الأمراء وكبار الشخصيات في البلد، فكان شارعًا مشهورًا بالقصور، فقد كانت أعداد الناس في ذلك الوقت قليلة جدًا مقارنةً بالآن فقد كان مكان العمائر السكنية الموجودة حاليًا، قصور ومباني حكومية.
حتى يقال أنه آخر من ترك شارع الخزان من الأسرة الحاكمة هي سمو الأميرة العنود بنت عبد العزيز رحمة الله عليه منذ أكثر من ربع قرن، كما يروي سكان المنطقة عن زيارات
الملك فيصل
رحمة الله عليه عندما كان يأتي إلى الشارع لزيارة أخته العنود وقتها، كذلك كان للشارع أهمية خاصة لدى الشباب فقد كان يضم اثنتين من أهم المنشآت الرياضية وهما ناديان لفريقين عريقين في المملكة،
نادي الهلال
ونادي النصر السعودي، فقد كان مقرا الناديين فيما مضى في شارع الخزان، حيث يقع الهلال في الجهة الغربية من الشارع، والنصر في الجهة الجنوبية منه.
ويكمن السبب الأساسي وراء تسمية الشارع بهذا الاسم يعود إلى خزانات كبيرة وقديمة موجودة في نهاية الشارع من جهة الغرب، كانت تغذي سكان مدينة الرياض بالمياه في تلك الفترة.