بعض عقاقير التهاب الكبد تخفف أعراض مرض الإيبولا

أظهرت دراسة تجريبية لفئة من العقاقير المستخدمة لعلاج التهاب الكبد وبعض أشكال التصلب المتعدد للمرة الأولى، قدرتها على تخفيف الأعراض لدى مرضى الإيبولا مع زيادة فترة بقائهم على قيد الحياة .


بعض عقاقير التهاب الكبد تخفف أعراض مرض الإيبولا


أظهرت دراسة تجريبية لفئة من العقاقير المستخدمة لعلاج التهاب الكبد وبعض أشكال

التصلب المتعدد

للمرة الأولى، قدرتها على تخفيف أعراض مرض الإيبولا، وهذه الدراسة التي تحمل عنوان ” Interferon ß-1a لعلاج مرض فيروس الإيبولا : دليل تاريخي محكم، ذو تجربة أحادية الذراع للمفهوم “، تم نشرها في PLoS One وهي مجلة عالية التأثير تتوفر بحرية وبشكل فوري للجميع .


علاج محدد لفيروس الإيبولا


بما أنه لا يوجد لقاح أو علاج محدد معتمد لمرض

فيروس الإيبولا

( EVD )، هناك التزام أخلاقي لجمع ومشاركة كل البيانات الناتجة، لفهم سلامة وفعالية أي تدخل، ولتقييم التدخلات الواعدة للتوعية بالمستقبل، بحسب ما يقول الدكتور إليانور فيش كبير الباحثين وكبير العلماء في معهد تورونتو لأبحاث المستشفيات العامة ( TGHRI )، فحتى الآن لا تتوفر أي علاج أو الوقاية بعد التعرض للإيبولا، وقد تمت بعض التجارب السريرية لعدة لقاحات في مراحل مختلفة مع نتائج واعدة في البشر .

وتمت معالجة تسعة أشخاص مصابين بفيروس الإيبولا مع إنترفيرون ß-1a، وقارنت بأثر رجعي مع مجموعة متطابقة تضم 21 شخصا مصابا يتلقون الرعاية الداعمة القياسية فقط، خلال نفس الفترة الزمنية في نفس المركز العلاجي في غينيا بغرب إفريقيا من 26 مارس 2015 إلى 12 يونيو 2015 .


نتائج العلاج


بالمقارنة مع المرضى الذين تلقوا علاجا داعما فقط، كان 67 % من المرضى المعالجين بالإنترفيرون لا يزالون على قيد الحياة في 21 يوما، على النقيض من 19 % من المرضى السابقين، بالإضافة إلى ذلك كان تخليص الدم الفيروسي أسرع في المرضى الذين عولجوا بإنترفيرون ß-1a، كما تم تخفيف العديد من الأعراض السريرية مثل آلام البطن والقيء والغثيان والإسهال في وقت سابق من المرضى المعالجين ب

الإنترفيرون

.

وقد شملت التحاليل 17 مريضا آخرين في مراكز العلاج الأخرى في غينيا، الذين كانوا يضاهيون المرضى المعالجين بالإنترفيرون، استنادا إلى العمر ومقدار فيروس إيبولا في دمائهم، وهؤلاء المرضى الذين لم يتلقوا إنترفيرون، ضاعفوا من خطر الوفاة بسبب عدم علاجهم بالدواء .


الإنترفيرون


الإنترفيرون هي عائلة من البروتينات التي تحدث بشكل طبيعي، والتي تنتج استجابة للعدوى الفيروسية، ولديهم القدرة على نطاق واسع كعوامل علاجية لعلاج الالتهابات الفيروسية، وتستخدم حاليا لالتهاب الكبد المزمن B و C وبعض أشكال التصلب المتعدد ( MS )، كما إنها تمنع العدوى الفيروسية عن طريق منع دخول الفيروس إلى الخلايا المستهدفة، وعن طريق منع المراحل المختلفة للدورة التناسلية الفيروسية لفيروسات مختلفة، ولأنها بالفعل قيد الاستخدام فإن الباحثين يعرفون أن لديهم صورة أمان ملائمة .


تصريحات فريق البحث


قال الدكتور فيش وهو أستاذ في منظمة الصحة العالمية من قسم علم المناعة في جامعة تورنتو : ” على الرغم من القيود المفروضة على ذراع واحدة، وهي دراسة غير عشوائية، فإننا نستنتج من هذه البيانات أن علاج الإنترفيرون ß-1a يستحق مزيدا من الدراسة لعلاج مرض فيروس الإيبولا “، مشيرا إلى أن قرار إجراء التجربة السريرية كان مبنيا على بيانات علمية أولية سابقة، وعلى حقيقة أنه لا توجد حاليا مضادات للفيروسات تمت الموافقة عليها لعلاج الإيبولا .

وفي عمل سابق على خلايا بشرية قادها الدكتور فيش، قارن الباحثون مدى قدرة ثمانية أدوية مختلفة، في توليفات مختلفة، عند جرعات مختلفة، على تثبيط فيروس الإيبولا، ونتيجة لاستخدام نظام الجينوم المصغر لتقييم الأدوية بسرعة، تبين أن مثبط الإيبولا الأكثر فعالية هو أنترفرون بيتا، كما أشار الدكتور فيش إلى أن الفريق الموجود في الموقع لهذه الدراسة التجريبية كان يتألف من 11 عاملا في مجال الرعاية الصحية في غينيا، تلقوا لأول مرة تدريبات ذات صلة في جميع جوانب إجراء تجربة سريرية وفقا للمعايير الدولية، ويعمل هذا الفريق الآن مع الدكتور فيش لمراقبة الناجين من الإيبولا وتأثير العلاج باستخدام الإنترفيرون .


انتشار الإيبولا في غرب أفريقيا


لقد انتهى الآن انتشار مرض فيروس الإيبولا الذي بدأ في غرب أفريقيا في ديسمبر 2013، وأثر بشكل رئيسي على غينيا وليبيريا وسيراليون، لكن خطر حدوث حالات متفرقة لا يزال قائما، وقد حدثت أكثر من 11000 حالة وفاة نتيجة لهذا الفاشية، مع معدل وفيات مرتفع من المرض يقدر بنحو 60 في المائة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية ( WHO )، أن الفاشية في عام 2014 – 2015 هي حالة طوارئ صحية عامة من المخاوف الدولية، وهي أكبر فاشية حدثت حتى الآن .