اكتشاف علاقة جديدة بين الكحول وقصور القلب
كشف العلماء عن وجود علاقة جديدة بين الكحول وقصور القلب والجينات، حيث قام الباحثون بالتحقيق في النسخ الخاطئة للجين المسمى titin، والتي يحملها شخص واحد من بين كل 100 شخص أو 600.000 شخص في المملكة المتحدة .
اكتشاف علاقة جديدة بين الكحول وقصور القلب
قام الباحثون بالتحقيق في النسخ الخاطئة للجين المسمى titin والتي يحملها شخص واحد من بين كل 100 شخص أو 600.000 شخص في المملكة المتحدة، ويعد Titin أمر حاسم للحفاظ على مرونة
عضلة القلب
، وترتبط الإصدارات الخاطئة في التسبب بنوع من قصور القلب يسمى تضخم عضلة القلب المتوسعة، ويشير بحث جديد الآن إلى أن الجين المعيب قد يتفاعل مع الكحول لتسريع فشل القلب لدى بعض المرضى الذين يعانون من خطأ في الجين، حتى لو كانوا يشربون كميات معتدلة من الكحول فقط .
وقد أجرى هذا البحث علماء من إمبريال كوليدج لندن، ومستشفى رويال برومبتون، ومعهد إم آر سي لندن للعلوم الطبية، ونشر هذا الأسبوع في الطبعة الأخيرة من دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب، وتم دعم الدراسة من قبل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية وصندوق Wellcome من خلال صندوق تحدي الابتكار في مجال الصحة .
ما قام به الباحثون في الدراسة
في الجزء الأول من الدراسة حلل الفريق 141 مريضا يعانون من قصور في القلب يسمى
اعتلال عضلة القلب الكحولي
( ACM )، ويتم تحقيق هذا الشرط من خلال شرب أكثر من 70 وحدة في الأسبوع ( حوالي سبع زجاجات من النبيذ ) لمدة خمس سنوات أو أكثر، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تكون الحالة قاتلة، أو تتسبب في حاجة المرضى إلى عملية زرع قلب .
ما وجده الباحثون
وجد الفريق أن جين Titin الخاطئ قد يلعب أيضا دورا في هذه الحالة، ففي الدراسة وجد أن 13.5 في المائة من المرضى يحملون الطفرة – وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة الأشخاص الذين يحملونها في عموم السكان، وهذه النتائج تشير إلى أن هذه الحالة ليست مجرد نتيجة للتسمم الكحولي، ولكنها ناجمة عن استعداد وراثي – وأن أفراد الأسرة الآخرين قد يكونون معرضين للخطر أيضا، كما أوضح مؤلف الدراسة الدكتور جيمس وير من المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبيريال .
يقول وير : ” تشير أبحاثنا بقوة إلى أن الكحول وعلم الوراثة يتفاعلان – والاستعداد الوراثي واستهلاك
الكحول
يمكن أن يتفاعلان معا ليؤدي إلى قصور القلب، وفي هذه اللحظة يفترض أن هذه الحالة ببساطة بسبب الكثير من الكحول، لكن هذا البحث يشير إلى أنه ينبغي على هؤلاء المرضى التحقق من وجود سبب وراثي – عن طريق السؤال عن تاريخ العائلة والنظر في اختبار جين Titin الخاطئ، وكذلك الجينات الأخرى المرتبطة بفشل القلب “، وأضاف أن أقارب مرضى ACM يجب أن يتلقوا تقييما وفحوصات للقلب – وفي بعض الحالات اختبارات وراثية – لمعرفة ما إذا كانوا يحملون الجين المعيب دون علمهم .
الجزء الثاني من الدراسة
في الجزء الثاني من الدراسة قام الباحثون بالتحقيق فيما إذا كان الكحول قد يلعب دورا في نوع آخر من فشل القلب يسمى اعتلال عضلة القلب المتوسعة ( DCM )، حيث تتسبب هذه الحالة في أن تصبح عضلة القلب ممددة ورقيقة، ولها عدد من الأسباب بما في ذلك الالتهابات الفيروسية وبعض الأدوية، ويمكن أن تكون الحالة وراثية أيضا، ويعتقد أن حوالي 12 % من حالات DCM مرتبطة بجين Titin الخاطئ .
وفي هذا الجزء من الدراسة طلب الفريق من 716 مريضا يعانون من اعتلال عضلة القلب المتوسعة، إخبارهم بمقدار الكحول الذي استهلكوه، ولم يستهلك أي من المرضى المستويات العالية من الكحول اللازمة للتسبب في ACM، لكن الفريق وجد أنه في المرضى الذين يعانون من DCM بسبب جين titin الخاطئ، فإن تناول كمية معتدلة من الكحول أثر على قوة ضخ القلب، وبالمقارنة مع مرضى DCM الذين لم يستهلكوا الكحول الزائد ( والذين لم تكن حالتهم ناتجة عن جين Titin الخاطئ )، فقد ارتبط الكحول الزائد بانخفاض معدل ضربات القلب بنسبة 30 % .
العلاقة بين الكحول والقلب علاقة معقدة
قال الدكتور بول بارتون مؤلف مشارك في الدراسة من المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبيريال : ” هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث الآن لمعرفة كيف يمكن أن يؤثر الكحول على الأشخاص الذين يحملون جين Titin الخاطئ، لكنهم لا يعانون من مشاكل في القلب “، ويتابع : ” الكحول والقلب لديهما علاقة معقدة، حيث أن الكثير من الكحول يسبب مشاكل قلبية خطيرة، وهذا البحث يشير إلى أن الكحول قد يزيد من سوء الحالة لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور قلبي متعلق بـ Titin .
ويقول بارتون : ” تثير الدراسة أيضا سؤالا أوسع نطاقا : هل تؤدي الطفرات في Titin إلى إصابة الناس بفشل القلب عند تعرضهم لأمور أخرى تشدد القلب، مثل عقاقير السرطان أو بعض أنواع العدوى الفيروسية ؟ هذا شيء نسعى جاهدين لمعالجته ” .