قصة مريم بوجيتو في فرنسا

مريم بوجيتو هي طالبة مغربية فرنسية تعيش في فرنسا، وتترأس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا ب

جامعة السوربون

، والتي تلقت العديد من الانتقادات بسبب ظهورها بحجابها على التليفزيون، كما أنها صرحت بتلقيها العديد من رسائل التهديد التي لا تدل إلا على العنصرية والكراهية .


ظهور مريم بوجيتو في حديث وثائقي بالحجاب


كانت مريم بوجيتو الطالبة الجامعية البالغة من العمر 19 عام، ظهرت في حديث وثائقي وهي ترتدي الحجاب، وكانت تتحدث فيه عن احتجاجات الطلبة على إصلاحات التعليم، وهي الإصلاحات التي اقترحها الرئيس الفرنسي ”

إيمانويل ماكرون

“، ومن هنا انهالت على مريم التعليقات اللاذعة والانتقادات وإرسال رسائل التهديد، فقد قالت مارلين شيابا وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجال والنساء، أن هذا الأمر يعد ” شكلا من أشكال الترويج للإسلام السياسي “، وأضافت أن اتحاد الطلبة الذي تترأسه مريم والذي يعرف اختصارا باسم ” أوناف ” ينبغي أن ” يخبرنا عن القيم التي يرغب في ترويجها بوضوح ودقة ” على حد قولها .

أما وزير الداخلية للبلاد فقد وصف ظهور مريم بالحجاب بأنه استفزاز وعمل صادم له، جدير بالذكر أن فرنسا من الدول المتعصبة العنصرية التي تمنع

ارتداء الحجاب

في بعض المدارس والأماكن العامة وذلك منذ عام 2004، إلا أن ارتداءه في الجامعات ما زال قانونيا لديهم .


إرسال رسائل كراهية إلى مريم بوجيتو


لم يتوقف الأمر عند الانتقادات التي وجهت إلى مريم فقط، والتي لم توجه فقط من أشخاص عادية، بل وجهت من مسئولين كبار في الدولة، بل تعدى الأمر ووصل إلى حد إرسال رسائل تهديد لها، وذلك بحسب ما صرحت به مريم في حوارها على موقع ” بازفيد ” الإخباري باللغة الفرنسية، لاسيما بعد تعليقات السياسيين في أعقاب ظهورها في التلفزيون والتي وصفتها مريم بأنها ” سيئة للغاية ” .


تصريحات مريم بوجيتو حول الانتقادات التي وجهت لها


قالت مريم : ” لم أتوقع أن يصل الأمر إلى حد أن يصبح شأن دولة، وإنه من المحزن أن يدلي وزير الداخلية بمثل هذه التصريحات “، كما أصبحت مريم هدف لحملة ضخمة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت أنها تلقت عدد من ” رسائل الكراهية “، وذلك بعد أن قام أحدهم بنشر رقم هاتفها الخاص على الإنترنت، وأضافت : لقد شعرت بالخوف الشديد، واضطررت إلى توخي الحذر في الأماكن العامة، لأني لا أدري ما الذي سوف يحدث “، أما اتحاد الطلبة فصرح أن مريم ضحية كراهية عنصرية وجنسية وكره للإسلام والمسلمين .

وقالت مريم : ” أنا لم أكن أنتظر أن تتحول قصتي إلى قضية دولة، كما أن حجابي لا علاقة له بالسياسة وهو أمر يتعلق بإيماني الشخصي، فحجابي ليس رمزا سياسيا “، وقد ورفضت مريم الربط الذي ربطه الوزير بين حجابها والشباب الذين ينجذبون إلى تنظيم الدولة، وقالت : ” إن الأمر يتعلق بتربية الشخص، فكلما منحت الفرص للشباب كي يدرسوا ويذهبوا إلى الجامعة ويشكلوا آراءهم الشخصية، فلن يكون هناك مخاوف من وجود شباب يتجه نحو التطرف، وتابعت : ” أنا مواطنة فرنسية، أزاول دراستي في مؤسسات عامة، وحجابي هو اختيار شخصي ارتديته عن قناعة دينية، لكن في إطار احترامي للقانون الفرنسي وللآخرين، ومن هذا المنطق لم تكن هناك حاجة لطرح هذا النقاش ” .


موضوع حظر الحجاب في فرنسا


قامت فرنسا بحظر ارتداء الحجاب وأي رمز ديني بارز في المدارس الحكومية، وذلك منذ عام 2004، وقد حظي هذا القرار بدعم عام وسياسي كبير لأن فرنسا تتبنى مفهوم الفصل قانونا بين الدين والدولة، ليس هذا فحسب بل أصبحت فرنسا منذ عام 2011 أول دولة أوروبية تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، إلا أن الحجاب الذي يغطي الشعر فقط ويكشف الوجه يعد قانونيا هناك، حيث يحظر على المرأة سواء كانت فرنسية أو أجنبية، مغادرة منزلها وهي ترتدي نقاب يخفي وجهها وإلا تعرضت للمسائلة ودفع غرامة .

وقد صرح الرئيس الفرنسي السابق ” نيكولا ساركوزي ” الذي تم الحظر في عهده، أن الحجاب يظلم المرأة وهو أمر غير مرغوب به في فرنسا، جدير بالذكر أن فرنسا يعيش فيها حوالي خمسة ملايين مسلم، وهذه النسبة تعد أكبر أقلية مسلمة في دول غرب أوروبا، ويعتقد أن هناك حوالي 2000 سيدة ترتدي النقاب منهم .