أفضل وقت لممارسة الرياضة في رمضان
يعتمد الكثير من الناس ممارسة الرياضة كجزء أساسي من نمط حياتهم ، وذلك نظرا لأهمتها وفوائدها لصحة الجسم ، حيث تساعد في الحفاظ على الوزن ، وتقلل فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري ، مشاكل القلب والأوعية الدموية ، بعض أنواع السرطان ، الإكتئاب ،
التهاب المفاصل
وغيرها ، كما تعمل التمارين الرياضية على تخفيف التوتر ، تحسن الحالة المزاجية ، وتزيد من النشاط والقدرة على تحمل الأعمال المنزلية والأعمال الأخرى ، ولكن متى يمكننا تأدية التمارين الرياضية في شهر رمضان الكريم .
ممارسة التمارين الرياضية في شهر رمضان
يشعر الصائمون بالتعب والخمول خلال النهار ، ويعد هذا أمرا طبيعيا ، وذلك ببسبب الإمتناع عن الشراب والطعام لعدة ساعات متواصلة ، ولكن الصيام لا يعني عدم القدرة على ممارسة الرياضة ، بل يمكن تنظيم الأمر وأخذ بعض الإحتياطات للتمكن من ممارسة الرياضة في شهر رمضان بصورة طبيعية .
أثر الصيام على عمليات الأيض
يجب التعرف على تأثير
الصيام
على عمليات الأيض حتى نتمكن من الوصول إلى الرأي الأصح حول ممارسة الرياضة في شهر رمضان ، أثناء الصيام يكون المصدر الرئيسي لجلوكوز الدم هو تحلل الجلايكوجين الموجود في الكبد ، وخلال ذلك يرتفع مستوى تحلل الدهون وتكسير البروتينات داخل الجسم ، ويقوم الجسم بعدها باستحداث الجلوكوز ، بواسطة تحويل الجليسرول والأحماض الأمينية في الدم إلى جلوكوز ، وبالتالي يوفر متطلبات الجهاز العصبي المركزي ، وتذهب الأحماض الدهنية إلى العضلات ويستخدمها الجسم لإنتاج الطاقة .
وأشارت الدراسات الحديثة أن مستوى الأحماض الدهنية الحرة ، الكيتونات والجليسرول ترتفع لدى الصائمين بالمقارنة مع غيرهم ، وينخفض مستوى جلوكوز الدم .
مصادر الطاقة خلال ممارسة التمارين الرياضية
تؤثر شدة الرياضة ووقت ممارستها على المصدر الذي يعتمد عليه الجسم لإنتاج الطاقة ، فنجد أن ممارسة رياضة
الأيروبيك
وهي تمارين القدرة على التحمل ، يعتمد الجسم في البداية على مخزون العضلات من الجلايكوجين ، وعندما يتم استنفاذه ، يتوجه الجسم للإعتماد على الجلوكوز المتوفر في الدم ، ثم الأحماض الأمينية ، يقوم الكبد بالبدء في إنتاج الجلوكوز بكميات كبيرة بواسطة تحليل الجلايكوجين ، ثم استحداث الجلوكوز .
وبالنسبة لممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة والمطولة ، فمصدر الطاقة الرئيسي هو تحرير الأحماض الدهنية من مخزون النسيج الدهني داخل الجسم ، وعلى الرغم من وفرة النسيج الدهني الموجود في الجسم الذي يكون كافيا للممارسة الرياضة لأيام ، فنفاذ الجلايكوجين العضلي ، ربما يسبب الشعور بالإجهاد سرييعا ، لذلك تعتمد تمارين الأيروبيك على مخزونه في العضلات .
ممارسة التمارين الرياضية في رمضان
توصلت الدراسات العلمية حول تأثير ممارسة تمارين الأيروبيك أثناء الصيام ، إلى أنها تسبب انخفاض كفاءة تحويل الطاقة ، كفاءة القلب والأوعية الدموية، وارتفاع مستوى ضربات القلب ، على عكس ما يحدث في الأوقات العادية بدون صيام ، كما قد يكون للجفاف تأثيرا سلبيا على الأداء الرياضي ، بواسطة انخفاض حجم الدم .
كما أن ممارسة الرياضة أثناء الصيام يمكن يسبب الإجهاد ، ألم العضلات ، وهن الجسم ، والشعور بالغثيان ، خاصة بعد التمارين الأكثر شدة ، وفي حالة التمارين الأقل شدة يستمر الجلايكوجين في الإنخفاض أيضا ، ومع ذلك وجدت بعض الأبحاث أن الإستمرار في الصيام يمكن أن يتأقلم الجسم معه ، ويقوم بتحسين توازن
الجلوكوز
في الدم .
أفضل وقت لممارسة الرياضة في شهر رمضان
نستنتج مما سبق أن هناك بعض التعديلات التي يمكم إجراءها خلال الصيام ، وتعد ممارسة الرياضة بعد الإفطار بوقت مناسب أفضل وقت من حيث الأداء الرياضي وتخفيف الشعور بالإرهاق والتعب والوقاية من الإصابة بالجفاف .
على الرغم من ذلك يمكن ممارسة الرياضة أثناء الصيام ، ولكن يختلف هذا من شخص إلى آخر ، وفقا لدرجات الحرارة والمجود المبذول أثناء الصيام ، فممارسة الرياضة تكون أكثر صعوبة مع التعرض للشمس وارتفاع درجات الحرارة ، فيفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل ، وبالتالي يسبب الجفاف والإجهاد .
ينبغي تجنب ممارسة الرياضة في الطقس الحار ، والحرص على ممارسة التمارين الخفيفة أو المتوسطة إذا قمت بذلك ، ويفضل ممارسة الرياضة قبل الإفطار مباشرة للتمكن من تعويض السوائل التي قد فقدتها خلال التمرين ، أو ممارسة الرياضة بعد الإفطار ب 90 دقيقة على الأقل وليس بعد الأكل مباشرة ، ولا ننسى شرب كمية كافية من الماء .