الصفات السبع لجودة التفكير للدكتور صلاح معمار

ذكر الباحث والمؤلف والمدرب الدكتور صلاح بن صالح معمار أمس الأحد الموافق الثالث عشر من مايو الجاري، وذلك في مقالته الأسبوعية المعتادة، الصفات السبع لجودة التفكير والحكم الصحيح، الذي يمنع الإنسان من الوقوع فريسة للتعاطف .


الدكتور صلاح معمار


الدكتور صلاح بن صالح معمار هو باحث ومؤلف ومدرب سعودي متخصص في مهارات التفكير، كما أنه يحمل

الجنسية الأمريكية

، وهو حاصل على عدد من الشهادات العلمية هي : بكالوريوس تعليم ابتدائي تخصص علوم، وذلك من كلية المعلمين عام 1999، ماجستير تطوير مناهج وإشراف تربوي، وذلك من

جامعة أم القرى

في 2008، وماجستير في القيادة التربوية من جامعة غرب ميتشغن في 2010، كما حصل في 2011 على دبلوم التخطيط التربوي من جامعة الملك سعود، وللمعمار عدد من الكتب المنشورة مثل : أولاد أفكاري، التدريب الأسس والمبادئ، مهارات التعلم والتفكير والبحث، علم التفكير، وغيرهم .


الدكتور صلاح معمار يذكر الصفات السبع لجودة التفكير


وضح الدكتور صلاح معمار في مقاله الجديد أمس أن الإنسان يتأثر بعواطفه، فعند مشاهدة فيلم ما على سبيل المثال، ومع سيل العواطف يضطرب التفكير، ويصبح العقل غير قادر على التمييز بين الحقيقة والخيال، حيث يقول معمار : ” معظمنا يبكي عندما يشاهد مشهدا حزينا في مسلسل أو فيلم، على الرغم من أننا ندرك أنه مشهد تمثيلي، وذلك لأن الدماغ يطلق أنزيم Oxytocin الذي معه يصبح الدماغ غير قادر على التفريق بين الواقع والخيال، ويجعلنا نتعاطف مع الموقف، وهذا مدخل لأهمية تجويد التفكير حتى لا نصبح فريسة التعاطف غير المنطقي، والذي قد يسبب لنا أحكاما وقرارات خاطئة ” .


الصفات السبع لجودة التفكير


لخص الدكتور صلاح معمار آراء مجموعة من الخبراء الدوليين حول ” صفات المفكر الناقد صاحب الجودة في التفكير “، من وجهة نظره في 7 صفات لا غير وهم :


1- الفضول


يذكر معمار أن أول صفة من صفات صاحب التفكير الجيد هو الفضول، ولكن ليس ذلك النوع من الفضول التافه، حيث يقول : ” أن يكون لديه فضول كبير لعدد من القضايا لا يزول إلا بإشباع هذا الفضول، وهذا الإشباع يكون من خلال أمهات الكتب وأحدث الدراسات، وما إن ينته إشباعه في قضية ما حتى يظهر لديه فضول في قضية أخرى، وفي الغالب هو فضول في قضايا كبرى أو قضايا مهمة، وليس فضولا فيه نوع من الترف أو في قضايا سطحية ” .


2- الشك


ثاني صفة من صفات المفكر الجيد كما ذكرها معمار هي الشك، ولكن الشك بمعناه الجيد، أي الشك المنطقي المبرر، حيث يقول معمار : ” أن يكون لديه شك في عدد كبير من القضايا، لا يزول إلا بأدلة قوية، وهي معادلة متزنة لنظرية الشك في قضايا محورية، تزول كل ما كانت الحجة قوية والأدلة موثوقة، لذا صاحب هذه العقلية لديه مسلمات أقل من غيره، لأنه لا يقبل بمسلمة إلا بعد التدقيق والدراسة العميقة ” .


3- الملاحظة


من أهم صفات المفكر الجيد كما يوضح الدكتور صلاح معمار هو أن يكون الشخص شديد الملاحظة، فيقول معمار : ” أن يكون لديه قوة ملاحظة قوية مصحوبة بقوة تفسير عالية، والجودة هنا في ارتباط الملاحظة بالتفسير وعدم الاكتفاء بالملاحظة القوية دون التفسير القوي أو العكس، ونقصد بالقوي أي المبني على معايير وعوامل ” .


4- الانفتاح


هذه النقطة من أهم النقاط التي ذكرها معمار من وجهة نظري، لاسيما ونحن في زمن لا يتقبل فينا الشخص رأي غيره المخالف عنه، فيقول معمار عن الشخص ذو التفكير الجيد : ” أن يكون لديه انفتاح كبير على جميع الآراء والمدارس دون تحيز أو إقصاء، لأن التحيز والإقصاء يفقداننا الجودة في الحكم والقرار، لأننا لم نعتبر جميع العوامل، ولم نأخذ بجميع الزوايا والاتجاهات فتكون النظرة قاصرة من زاوية ضيقة ” .


5- المرونة


هذه الصفة تعد مكملة للصفة السابقة، حيث أن الاطلاع على آراء الغير تتطلب مرونة وتقبل لوجهات النظر، حيث يقول معمار أن الشخص ذو التفكير السليم يجب أن : ” يكون لديه مرونة عالية تكسر الجمود الفكري المبني على قناعات غير منطقية، لأنه لا يمكن أن نحقق جودة في التفكير بقناعات غير مقنعة تسبب تحجرا في الرأي والحكم، مما ينتج عنها جمود في السلوك بسبب العقلية الحجرية ” .


6- الإنصاف


أهم صفة يجب أن تكون لدى الشخص سوي التفكير، هو أن يكون متمتعا بقدر عالي من الإنصاف حتى لو على حساب نفسه والأقربون، حيث يقول معمار : ” أن يكون لديه إنصاف عال في التقييم والحكم مبني على الحياد، والإنصاف يحقق الجودة لأن مصدر هذا الإنصاف حقائق لا آراء، وشواهد لا انطباعات، وأدلة لا اتهامات، والإنصاف هنا ليس منطلقه أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، بل أنا وابن عمي والغريب مع الحق أينما كان مصدره ” .


7- المراجعة


آخر صفة من صفات المفكر الجيد كما ذكرهم الدكتور صلاح معمار هي المراجعة، بمعنى أن يكون الشخص قادر على التراجع عن تحيزه الغير مبرر، فيقول معمار أن الشخص جيد التفكير يجب أن : ” يكون لديه قدرة عالية على التراجع لقتل التحيزات النفسية والقوالب النمطية والميول الأنانية، لأن الجودة في التفكير تتطلب قدرا عاليا من الصدق مع الذات والمراجعة المستمرة لها ولقرارتها وأحكامها، مع الالتزام بالتغيير إن لزم، وكما نعلم أن المقارنات المرجعية من أهم أدوات الجودة، سواء كانت هذه المراجعات داخلية أو خارجية، والتي من شأنها تحسين الأداء وتصحيح المسار الفكري قبل السلوكي ” .

وذكر معمار معادلة في نهاية حديثة قال فيها أن : جودة التفكير = فضول + شك + ملاحظة + انفتاح + مرونة + إنصاف + مراجعة .