قصة القاضي والمحامي الذكي
هي قصة طريفة تدور بين أحد المحامين الذي حاول جاهدًا أن يخرج موكله المتهم في قضية سرقة من السجن عن طريق الحصول على حكم البراءة له، فاستخدم ذكاؤه وخبث تفكيره في اللجوء لحيلة لا تنكشف إلا بعد نطق القاضي بالحكم حتى أن القاضي كان يظن نفسه فطن لكن المحامي استطاع اقتناص حكم البراءة منه فصارت هذه القصة طرفة تتداول بين القضاة كدليل على تلاعب بعض المحامين بالألفاظ.
من المذنب سيدي القاضي ؟
وقف المحامي في ساحة المحكمة يستعرض القضية التي وكل للدفاع فيها وكانت هذه القضية هي قضية سرقة، وكانت علامات الشر تظهر على وجه المتهم مما يوحي بأنه سارق بالفعل كما أنه كان هناك شهود على واقعة السرقة، شاهدوا المتهم وهو يسرق صندوق من إحدى الشرف، وبعد دراسة طويلة لهذه القضية قرر المحامي أن يتخذ أسلوب جديد يستطيع به الحصول على حكم البراءة لهذا اللص فقال :
يا حضرات القضاة إن موكلي لم يقم بارتكاب تلك الجريمة كما تظن هيئة المحكمة، ولكن كل ما هنالك أنه كان ماراً بتلك الشرفة المطلة على الطريق، فما كان من يده اليمنى إلا أن امتدت إلى الصندوق الذي كان بها وأخذته.
وهنا اندهش القاضي للطريقة التي يعرض به هذا المحامي قضية موكله وكيف يعترف بأنه سرق الصندوق بالفعل فقرر الانتظار حتى يكمل المحامي مرافعته وهو يشعر بأن في الأمر حيلة.
يد اللص هي التي سرقت وليس هو :
أكمل المحامي دفاعه قائلًا : ومما لا شك فيه سيدي القاضي أنك توافقني على أن اليد ليست سوى عضو من الأعضاء الكثيرة في الجسم، فهل من العدالة أن تؤخذ جميع الأعضاء بجريمة عضو واحد منها، وهن ضحك القاضي فقد شعر أن المحامي يمزح أو أنه قد أصابته لوثة في عقله، فقرر أن يجاري المحامي في دفاعه إلى آخر المحاكمة وأن يشعره انه أفلح في الدفاع عن موكله
فقال له القاضي : إن حجتك يا حضرة المحامي منطقية جدًا ولا يوجد فيها أي جدال ونحن لا نرى ذلك من العدالة أبدًا، ولذلك قضت المحكمة بحبس يد المتهم اليمنى التي سرقت الصندوق سنة مع الشغل، وللمجرم مطلق الحرية في أن يصحبها أو لا يصحبها إلى السجن.
وهنا تهللت أسارير المحامي الذي نظر لموكله وهو فرحان وقام المجرم على الفور وخلع يده اليمنى لأنها كانت يد صناعية، وفي نظرة دهشة من جميع الحضور وعلى رأسهم القاضي قام اللص وخرج تاركًا يده تلقى مصيرها من العقاب.
المستفاد من القصة :
لولا استهانة القاضي بكلمات المحامي واعتبارها مزحة أو لوثة لعقل المحامي لما فلت هذا اللص
السارق
من العقوبة الأكيدة التي كانت تنتظره، لذلك لا يغرنك المظهر وابحث دائمًا عن الجوهر ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة كما قال الأجداد.