اضرار تناول لحم الخنزير على المخ
يمكن لعدوى الدودة الشريطية الناجمة عن أكل لحم الخنزير أن تلحق الضرر بالمخ، مما يتسبب في عجز في التعلم، وذلك بحسب ما وجدته دراسة جديدة تعد أول دراسة لقياس معدلات الإصابة في المدارس، واقتراح الحلول التي تستهدف الأطفال .
الدودة الشريطية الموجودة في لحم الخنزير تلحق الضرر بالمخ
كشفت دراسة أجريت في ستانفورد في الصين لأول مرة عن مستويات عالية لعدوى
الدودة الشريطية
المميتة بين الأطفال في سن الدراسة، ويقترح الباحثون حلولا يمكن أن تقلل الإصابات في هذه الفئة العمرية الحساسة وربما تحسن نتائج التعليم وتحد من الفقر، حيث قال جون أوبنشو مؤلف الدراسة الرئيسي ومدير قسم الأمراض المعدية في مدرسة ستانفورد للطب : ” هذا المرض يغزو الدماغ، والأطفال الذين يتأثرون خلال سنوات الدراسة التكوينية يخاطرون بالعجز المعرفي الذي يمكن أن يعزز دائرة الفقر ” .
وتركز الدراسة التي نشرت في مجلة أمراض المناطق المدارية المهملة في بلوساس ” على ” تينيا سوليوم “، وهي دودة شريطية تصيب الملايين من الناس الفقراء في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تسبب اضطرابا في الجهاز العصبي المركزي الذي يطلق عليه ” neurocysticercosis “، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن العدوى هي واحدة من الأسباب الرئيسية للصرع في العالم النامي، وتنتج 29 في المائة من حالات
الصرع
في المناطق الموبوءة، ويعتقد أنها تؤثر على حوالي 7 ملايين شخص في الصين وحدها، وقال أوبنشو : ” في حين درس الباحثون تاريخيا البالغين مع هذا المرض، فإن العبء على الاطفال وما يعنيه هذا العبء بالنسبة للدول المتضررة من حيث الإنتاجية المفقودة والدخل المفقود غير معروف، ونأمل أن يعمل عملنا على تعزيز الاهتمام بفهم ذلك “
آفة عالمية
وجدت هذه الآفة عادة في الخنازير لاسيما الأنواع التي تترك للتجول والتغذي على الفضلات والبراز، ويمكن أن تصيب الدودة الشريطية أمعاء الأشخاص الذين يستهلكون
لحم الخنزير
المطبوخ، ومن ثم يتم إلقاء آلاف من الديدان الشريطية في براز الشخص المصاب، مما يلوث البيئة، بما في ذلك مصادر مياه الشرب والمحاصيل الغذائية المخصبة بفضلات الإنسان .
ويمكن للمرض أن يأخذ منعطفا مأساويا عندما يستهلك الناس بيض الدودة الشريطية مباشرة، إما عن طريق ملامسة شخص لديه بيض على يديه وملابسه، أو عن طريق تناول طعام ملوث بالبيض، في هذه الحالات تهاجر الديدان الشريطية من الجهاز الهضمي البشري ويمكن أن تغزو الدماغ، ويمكن أن تتراوح أعراض هذه العدوى من الصداع المزمن إلى النوبات إلى اضطرابات نفسية مثل الهلوسة وغيرها .
المدارس كنقاط للعدوى
لاستكشاف ما إذا كان الأطفال معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بالديدان الشريطية، اختبر الباحثون طلاب الصف الخامس والسادس، ومعظمهم من 11 إلى 13 عاما، في منطقة نائية في جبال الهيمالايا في مقاطعة سيتشوان الغربية، ووجد الباحثون أجساما مضادة للدهرية العصبية في 22 % من الأطفال الذين أجروا اختباراتهم في بعض المدارس – وهو معدل أعلى مما رأت مجموعة البحث في البالغين في القرى المجاورة .
تصريحات الباحثين في الدراسة
قال أونشو أن شكل دماغ هذا المرض ينتشر من البشر إلى البشر، وقال : ” كل ما تحتاجه هو شخصان يعانيان من الديدان الشريطية المعدية المعوية وضعف النظافة “، فكثير من الأطفال لديهم فقط زوج واحد أو اثنين من الملابس في المدرسة، لذلك يرتدي وينام الأطفال، وفي بعض الأحيان في الأسرة المشتركة نجد نفس مجموعة الملابس لعدة أيام في كل مرة، والمحاولات الرامية إلى جعل الأطفال يغسلون ملابسهم نادرة، ووفقا لأوبنشو فإن الحمامات المدرسية عادة ما تكون مراحيض غير صحية، ونادرا ما يتوافر الصابون، ولا تعمل صنابير غسل اليدين في كثير من الحالات .
إيجاد حل
قال أوبنشو : ” يبدو أن المدارس مرتعا للانتقال، فضلا عن أماكن للتدخل الفعال المحتمل “، وسيكون التعليم المجتمعي عنصرا أساسيا في الحد من الإصابة بالعدوى – حيث يعتقد ثلث الآباء الذين استجابوا للدراسة الاستقصائية أن
الديدان المعوية
ليس لها أي آثار سلبية، ويعتقد 19 في المائة أن النشاط الأقل وشرب الماء الساخن أو تناول الأطعمة الغنية بالتوابل سيساعدان بشكل كبير .
ما الذي يخطط لفعله الباحثون
يخطط الباحثون لتوزيع الأدوية في المدارس لمواجهة الديدان الشريطية، وإعطاء اللقاحات والأدوية المضادة للطفيليات للخنازير في المنطقة، وأحد هذه الأدوية واعد بشكل خاص، وفقا لما ذكره المؤلف المشارك ستيفن فيلت، وهو أستاذ مشارك في الطب المقارن، حيث لا يقتل هذا الدواء ” وهو oxfendazole ” اليرقات التي يسيطر عليها العضلات في الخنازير فحسب، بل يحمي من الإصابة مرة أخرى لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، كما يبدو أن اللقاح الذي يطلق عليه Cysvax فعال للغاية، ولكنه يتطلب جرعات معززة، وقد يكون الجمع بين Cysvax و oxfendazole هو النهج الأكثر فعالية وفقا لفيلت .
وفي المدارس يعمل أوبنشو وزملاؤه على تركيب محطات لغسل الأيدي بالقرب من الحمامات، وتطوير طرق فعالة لتزويد الصابون، وتوفير مواد في المناهج الدراسية حول هذا المرض، ودمج النظافة الجيدة في نظم المكافآت المدرسية، ويمتلك الباحثون عملا قادما يقيس أوجه القصور المعرفية لدى الأطفال، ويحدد بشكل أفضل الروابط الاجتماعية – مسارات النقل المحتملة – من بينها .