قصة عيد العمال العالمي

عيد العمال من أهم الأعياد التي يحتفل بها الأشخاص في مختلف أنحاء العالم ، و يتم إعطاء كافة العاملين أجازات احتفالا بذلك العيد السنوي ، و يرجع ذلك إلى قصة هامة حدثت في نفس اليوم .


عيد العمال


عيد العمال يصادف الأول من مايو من كل عام ، هذا اليوم الذي يعد عيدا سنويا لكافة العاملين ، و لذلك يتم فيه تعطيل كافة الأعمال ، و يتم التوقف عم ممارسة الأعمال ، و ذلك تخليدا لذكرى العمال و القيادات العمالية الذين سقطوا في هذا اليوم ، الأمر الذي كان داعيا لتحديد عدد ساعات العمل ، و ذلك ليكون ثمان ساعات يوميا فقط ، و كذلك كان هذا الأمر داعيا لتحسين الظروف التي يعمل بها العمال .


أصل عيد العمال


– يرجع أصل

عيد العمال

إلى ذلك اليوم الذي شهد إضراب كبير للعمال في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية ، و قد كان ذلك في عام 1886 ، و في هذا الوقت كانت أمريكا و العديد من الدول الأوروبية تشهد العديد من التحولات ، و هذه التحولات كانت من الرأسمالية للإمبريالية ، و هذا التحول كان من أهم أحداثه أن الرأسماليين قد عملوا على زيادة ساعات العمل ، و ذلك بغرض تحفيز تطورات الاقتصاد بسرعة كبيرة .

– و لدفع وتيرة الاقتصاد كما رغبوا ، بدأوا في الضغط على العمال بصورة غاية في القسوة ، حيث بدأوا في تشغيل العمال لفترة تعدت 16 ساعة يوميا ، و على الرغم من ذلك كانت أجورهم ضعيفة للغاية ، هذا فضلا عن الاضطهاد الشديد الذي وقع على عاتق العمال في تلك المرحلة ، و هنا شعر العمال بضرورة الاتحاد لمواجهة الرأسمالية ، و كان الحل هو الاضراب ، و ذلك بغرض الحصول على ظروف معيشية جيدة ، و كان الإضراب تحت شعار نظام العمل لثماني ساعات .


إضراب العمال


– بدأ الإضراب في عام 1877 ، و في ذاك الوقت كان أول إضراب في

تاريخ أمريكا

، حيث قام العمال بتنظيم مظاهرة حاشدة و اندفعوا إلى الشارع ، و قد قاموا بمطالبة الحكومة بالعمل على تحسين ظروف المعيشة و العمل ، و كانت أهم طلباتهم تتمثل في تحديد عدد ساعات الدوام إلى 8 ساعات يوميا فقط .

– بدأ بعد ذلك عدد المتظاهرين في التزايد تباعا ، و بالفعل اندفع عدد كبير من المضربين إلى الشوارع في بضعة أيام فقط ، و هذا الأمر أدى إلى ضغط الحكومة الأمريكية بشكل واضح ، مما أدى إلى وجوب التعامل من قبل الحكومة ، و وضع قوانين لتحديد عدد ساعات دوام العاملين ، و لكن الرأسماليين واصلوا استغلالهم للعمال ، و لذلك استمر العمال بالانقطاع عن العمل .


أحداث الأول من مايو


– في مطلع عام 1884 تجمع عدد كبير من النقابات العمالية في

شيكاغو

، و اتفقوا بالفعل على عمل إضراب كبير ، و هذا الإضراب سوف يكون إضراب شامل و سوف يتم البدء فيه في الأول من مايو ، بغرض إجبار الرأسماليين على الخضوع لقانون العمل ، و بالفعل في الأول من مايو توقف عن العمل حوالي 350 ألف عامل ، و قد كان ذلك في أكثر من 20 ألف مصنع .

– شهدت بداية التعامل مع هذا الإضراب من قبل الحكومة الأمريكية ، القمع بالقوة ، فقاموا بإطلاق النيران على العمال ، و كانت النتيجة عكسية ، حيث أن هذا الأمر أدى إلى إشعال الثورة في كافة أنحاء العالم ، حيث بدأ العمال في أوروبا و مختلف القارات الأخرى ، في الدخول في هذا الاضراب كنوع من المساندة للأمريكيين و لتطبيق القانون .

– و في شهر يوليو من عام 1889 تم افتتاح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في

باريس

الفرنسية ، و بالفعل قد تم الإقرار بأن الأول من مايو من كل عام سوف يشهد عيدا ، لنجاح العمال في تحقيق حقوقهم و نجاح الإضراب .