حمية ” داش ” تساعد في علاج مرض النقرس
النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان قليلة الدسم، الذي يعتمد على التقليل من الدهون لاسيما
الدهون المشبعة
، وهو نظام يطلق عليه ” حمية داش “، الذي تم تصميمه منذ عقود للمساعدة في خفض ضغط الدم المرتفع، يبدو أيضا أنه يقلل بشكل ملحوظ من حمض اليوريك، وهو العامل المسبب لمرض النقرس، علاوة على ذلك كان التأثير قويا جدا في بعض المشاركين، لدرجة أنه كان مشابها تقريبا لما تحققه بعض العقاقير المعدة خصيصا لعلاج النقرس، وذلك وفقا لما أظهرته دراسة قادها باحثون من جامعة جونز هوبكنز في أغسطس 2016 .
حمية ” داش ” تساعد في علاج مرض النقرس
يمكن للنتائج المستمدة من تجربة سريرية عشوائية، أن تقدم طريقة غذائية فعالة وآمنة ومستدامة لتقليل حمض اليوريك، وربما تمنع نوبات النقرس في الأشخاص الذين يعانون من مرض خفيف إلى معتدل، والذين لا يستطيعون أو لا يريدون أخذ
أدوية النقرس
، حيث ترتبط التجاوزات الغذائية، مثل استهلاك الكثير من اللحوم الحمراء والكحول منذ فترة طويلة بمرض النقرس، وهو مرض يتسم بمستويات عالية من حمض اليوريك في الدم، وتبقى أسبابه إلى حد ما لغزا على الرغم من مضي قرون من التحقيق .
ما قام به الباحثون
أشار باحثو هوبكنز إلى أنه في حين أن أعراض تفشي مرض النقرس – وهي التهاب حاد يتسم بظهور ألم حاد في المفاصل، وخاصة قاعدة إصبع القدم الكبير – قد تم ربطها بحمض اليوريك المرتفع، إلا أنه من غير الواضح بالضبط ما هو نوع النظام الغذائي الذي قد يخفض حمض اليوريك، وفي محاولة لمعرفة ذلك استخدم الدكتور ستيفن بي جوراشيك المتخصص في الطب الباطني العام في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وزملاؤه، بيانات من
حمية داش
( الحمية الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم ) في تجربة سريرية .
تاريخ هذا النوع من الدراسات
تعد هذه الدراسة شائعة على نطاق واسع وغالبا ما تم الاستشهاد بنتائجها لأول مرة في عام 1997، وأظهرت هذه النتائج أن النظام الغذائي ” داش ” الذي يركز على تقليل الملح واللحوم الحمراء والحلويات والدهون المشبعة – كان له تحسن إيجابي ملحوظ على ضغط الدم والكوليسترول، ففي تجربة داش صوديوم الأصلية، اعتمد 412 مشاركا على حمية داش أو نظاما غذائيا أمريكيا نموذجيا لمدة ثلاثة أشهر .
ولكل شهر من الدراسة قدمت الوجبات الغذائية للمشاركين مستوى مختلفا من الصوديوم بترتيب عشوائي، بما في ذلك مستوى منخفض ( 1.2 جرام يوميا أو حوالي نصف ملعقة شاي )، أو متوسط ( 2.3 جراما يوميا أو حوالي ملعقة شاي )، أو مستوى عالي ( 3.4 غرام في اليوم أو حوالي 1.5 ملعقة شاي )، وكان مستوى الصوديوم العالي مشابها لمتوسط الاستهلاك اليومي في النظام الغذائي الأمريكي النموذجي، وفي نهاية كل فترة تناول الصوديوم، أخذ الباحثون الذين أجروا الدراسة الأصلية عينات من الدم، والتي تم تحليلها لمجموعة متنوعة من علامات الدم، بما في ذلك حمض اليوريك .
دراسة جامعة جونز هوبكنز
في هذه الدراسة قام جوراشيك وزملاؤه بفحص هذه البيانات لتحديد ما إذا كان كل تدخل يؤثر على تركيزات حمض اليوريك، ووجدوا أن النظام الغذائي داش أدى إلى انخفاض 0.35 ملليغرام لكل ديسيلتر في تركيزات حمض اليوريك عموما، ومع ذلك فإن مستويات حمض اليوريك الأعلى عند المشاركين، كانت أكثر دراماتيكية في الانخفاض لأولئك الذين لديهم أعلى مستويات من حمض اليوريك الأساسي – أكثر من 7 ملليغرام لكل ديسيلتر، على سبيل المثال كان الانخفاض يصل إلى 1.3 مليغرام لكل ديسيلتر .
وفي سياق ما هو معروف عن مستويات حمض اليوريك المرتبط بمخاطر النقرس، فإن هذا انخفاض كبير في
حمض اليوريك
كما يوضح جوراشيك، وغالبا ما تقلل الأدوية التي تعالج مرض النقرس، مثل ألوبيورينول، من تركيزات حمض اليوريك في دم المريض حوالي مليجرام لكل ديسيلتر، وعندما تصل إلى نسبة التخفيض التي تؤمن بها حمية داش الأصلية في هذه الدراسة، يبدأ التأثير في المقارنة بأدوية النقرس .
إجراء المزيد من البحوث
يقول الباحثون أنهم في حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح العلاقة بين النظام الغذائي لحمية داش وحمض اليوريك في المرضى الذين يعانون من النقرس، وللتعرف مباشرة على ما إذا كان نظام داش الغذائي قد يقلل أو يمنع نوبات النقرس، ولكن كما يستنتجون فإن هذه الدراسة التي تم نشرها في عدد 15 أغسطس 2016 في مجلة التهاب المفاصل وأمراض الروماتيزم، يمكن أن توفر للمرضى طريقة قابلة للتحكم في تركيزات حمض اليوريك – ويفترض أنها تؤدي إلى تفجر الحوامض – من خلال اتباع نظام غذائي أظهر بالفعل أن له تأثيرات إيجابية، لاسيما على ضغط الدم الذي يعد عامل خطر راسخ لأمراض القلب والأوعية الدموية .
جدير بالذكر أن هناك حوالي 8.3 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من النقرس، ويكلف نظام الرعاية الصحية ما يقدر بمبلغ 7.7 مليار دولار بسبب هذا المرض .
المصدر :
ساينس ديلي